انتقل خط الجبهة بين الثوار الليبيين وقوات العقيد معمر القذافي في شرق ليبيا صباح الجمعة الى محيط منطقة البريقة النفطية، لكن منع الصحافيون للمرة الاولى من الاقتراب من المنطقة من جهة اجدابيا، بحسب مراسلي فرانس برس. وفرضت قيود للمرة الاولى على الدخول الى منطقة الجبهة حيث منع الثوار الصحافيين والمدنيين من المرور من مدخل اجدابيا الغربي الى خط الجبهة. وافاد مراسل فرانس برس ان خط الجبهة كان صباحا على بعد 40 كلم تقريبا غرب اجدابيا، التي تقع على بعد 80 كلم شرق البريقة. لكن تعذر على الفور الحصول على معلومات من مصدر مستقل حول من يسيطر على البريقة. من ناحية اخرى وصل عبد الإله الخطيب مبعوث الأممالمتحدة الخاص بليبيا إلى مدينة بنغازي الجمعة والتقى برموز المعارضة الليبية. وقال صلاح الدين وهو عضو كبير في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية في تصريحات لرويترز إن زيارة الخطيب تهدف للقاء مسؤولي المجلس والاطلاع على المتطلبات الشعبية. وكان صلاح الدين ضمن الوفد الذي استقبل الخطيب في مطار عسكري مهجور خارج بنغازي. وأجرى الخطيب مؤتمرا صحفيا مع عبد الجليل مصطفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي. وقال صلاح الدين إن الخطيب سيبقى في بنغازي لمدة أربع ساعات تقريبا وإن الزيارة تأتي كمتابعة لمؤتمر لندن بشان ليبيا. وأضاف أن هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الخطيب للمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة الليبية وأنه كان موجودا في طبرق قبل عشرة أيام. وقال علي الترهوني وهو مسؤول المالية والاقتصاد في الحكومة الانتقالية لرويترز بينما كان في طريقه للقاء الخطيب إن الغرض من الزيارة هو أن يلمس مبعوث الأممالمتحدة الأمور بنفسه وأن يجري تقييما للأوضاع. وأضاف أن المجلس الوطني الانتقالي يريد استمرار الدعم من القوات المتحالفة وأنه بحاجة للاعتراف بأنه الممثل الشرعي للشعب الليبي ورفع العقوبات عن ليبيا. ليبي يتفقد منزله الذي انهار عقب قصف قوات القذافي للأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة (أ.ف.ب) وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الجمعة في بكين ان "الوضع في ليبيا لا يمكن حله بوسائل عسكرية"، داعيا الزعيم الليبي معمر القذافي الى وقف اطلاق النار. وقال الوزير الالماني متحدثا اثر لقاء في بكين مع نظيره الصيني يانغ جياشي "لا يمكن تسوية الوضع في ليبيا بالسبل العسكرية". وتابع متحدثا للصحافيين "لا يمكن ان يكون هناك الا حل سياسي وعلينا اطلاق العملية السياسية. وهذا يبدأ عندما يوقف القذافي اطلاق النار ليسمح لعملية السلام ان تنطلق". من جهته لفت الوزير الصيني الى ان البلدين امتنعا عن التصويت في 17 اذار/مارس على قرار مجلس الامن 1973 الذي سمح للائتلاف بشن ضربات جوية على ليبيا بعد يومين مؤكدا "هذا يثبت ان البلدين لديهما تحفظات على مستويات مختلفة". واوضح ان الصين "قلقة بسبب انباء متكررة عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين واستمرار المعارك". وقال يانغ "نامل ان تلتزم الدول المعنية بالقرار وكذلك باستقلال ليبيا وسيادتها" مضيفا "ينبغي حل المسالة بالسبل الدبلوماسية والسياسية المناسبة". من جانب آخر رأى قادة البنتاغون ان الثوار الليبيين بحاجة الى التدريب اكثر مما هم بحاجة الى اسلحة لمواجهة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي التي لم تصل الى "نقطة الانهيار"، غير ان "دولا اخرى" يجب ان تتكفل بذلك. ومثل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ورئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن الخميس في جلستي استماع مغلقتين امام الكونغرس لطمانة البرلمانيين الاميركيين الى موقف ادارة الرئيس باراك اوباما التي تواجه انتقادات وتشكيكا من قبل عدد من النواب. وقال الاميرال مولن متحدثا امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان حملة القصف الجوي التي يقودها الحلف الاطلسي الحقت اضرارا بقوات القذافي غير انها لم توصلها الى "نقطة الانهيار". غيتس من جهته اشار الى ان المهمة لم تكن تقضي باطاحة القذافي، غير انه توقع ان يسقط نظامه في نهاية المطاف نتيجة الضغوط الاقتصادية والسياسية وضغط الشعب الليبي نفسه، وليس الضربات الجوية. ووصف غيتس الثوار بانهم قوات "مشتتة" مرتجلة تمكنت من "الاستيلاء على مستودعات وذخائر وكمية من الاسلحة الخفيفة" غير انها تفتقد الى القيادة العسكرية. وقال متحدثا امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "ما هم بحاجة اليه فعليا هو التدريب والقيادة وبعض التنظيم المتماسك". واضاف ان التدريب "يتطلب مستشارين على الارض، وهو ما ينبغي توفيره ايضا في حال امدادهم باسلحة اكثر تطورا من اجل تدريبهم على كيفية استخدامها". لكنه شدد على وجوب ان يكون الدور الاميركي بهذا الصدد محدودا، مشيرا الى ان دولا اخرى يمكن ويجدر ان تقدم التدريب والمساعدة بدل ان يعود هذا الدور الى الجيش الاميركي الذي ينشر حاليا قوات في العراق وافغانستان. وتابع "ثمة بصراحة دول عديدة يمكنها القيام بذلك" مضيفا ان "هذه ليست قدرة تتفرد بها الولاياتالمتحدة، وبنظري، فان طرفا اخر ينبغي ان يتولى ذلك"