عندما أطل خادم الحرمين بوجهه الباسم وكلماته الأبوية الحانية في جمعة الخير والبركة امتلأت مشاعر المواطنين حباً وطمأنينة، ليبادل الملك شعبه الهائم بحبه، حباً بحب ووفاء بوفاء، وأحس الشعب بسعادة غامرة ملأت قلوبهم لا يعلمون سببها لأن الله زرع حب قادتها في نفوسها فطرةً . فأهنىء نفسي والشعب السعودي بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سالماً من رحلته العلاجية، كما أهنئه بسلامة سمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله ورعاهم . تلكم الجمعة شهد من خلالها العالم العلاقة الخاصة التي تربط الأسرة المالكة بعموم الرعية، وهي علاقة سامية لا يشوبها شائب، ربت وأينعت بفضل من الله ومنة على عباده، نسأل الله دوامها. إن الأوامر والقرارات الملكية السامية ليست بدعاً من القول وليست بمستغربة على قيادة هذا البلد منذ المؤسس الباني الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتوالياً من أبنائه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم الله عنّا كل خير، حيث لم يبخلوا على هذه البلد ولا على شعبها. وكم نرى دولاً نفطية غنية لم تحقق عشر معشار ماوصلته بلادنا أو بلاد الخليج العربي من تطور وبناء في الإنسان قبل المباني الإسمنية والبنى التحتية. إن ما نعيشه في بلدنا من أمن ورغد عيش، إنما هو نعمة من الرب عز وجل تحتّم الشكر والحفاظ على تلكم النعم، والآيات الدالات على تلكم كثيرة. وما تشهده مملكتنا الحبيبة ولله الحمد من نهضة وتطور في جميع المجلات إنما هو نتيجة طبيعية تراكمية لمنجزات سُطرت بسواعد أبنائها وإشراف ورعاية قادتها. إن هذه القرارات لم تكن ارتجالية وقتية بل هي نتيجة لتخطيط سائر وخطة منهجية قائمة، لم تأل القيادة على متابعتها والاهتمام بكل ما يمس المواطن البسيط لتحقق له سبيل العيش الرغيد، فيجب على المواطن أن يساهم في بناء الوطن في أي مجال وأن يجعل الله نصب عينيه كما هو المطلوب من المسؤول أيضاً. الدولة قائمة ودستورها كتاب الله وسنة نبيه، فالاهتمام بكبار العلماء وحفظ مكانتهم ودعم حلق القرآن والحسبة والمساجد التي يذكر فيها اسم الله هي مواصلة وتأكيد وتجديد عهد لما كانت عليه الدولة وستظل عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بإذن الله. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.» فكأني بالملك استرعى ذلك في قراراته من خلال دعم الإسكان ودعم وزارة الداخلية بعناصر أمنية جديدة ودعم القطاع الصحي وكذلك حماية المستهلك وتحديد الحد الأدنى من الرواتب لتأمين القوت اليومي بل السنوي ولله الحمد والمنة. في الختام أسأل الله أن يجزل لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني المثوبة وأن يحفظهم ويطيل أعمارهم على صحة وحسن عمل، وأن يبارك الله المملكة العربية السعودية وفي شعبها ,ان يجعلها بلداً آمناً.