ظهر في العقود الأخيرة عدد كبير من الوثائق والمخطوطات، التي تحتوي على معلومات جديدة في فنون شتى من فنون العلم، يهمنا منها هنا ما يخص علم التراجم، فقد صححت كثيراً من المعلومات الخاطئة، وأكملت كثيراً من النقص الذي يعانيه الباحثون في تراجم العلماء وغيرهم، مما يستوجب معه إعادة كتابة التراجم من جديد بشكل موسع، ومن هذا الباب أضع هذه الترجمة بعد أن لملمت أطرافها المتفرقة في بطون الكتب والوثائق، لأحد أشهر علماء منطقة نجد في مطلع القرن الثاني عشر الهجري، وأكاد أجزم بأنه لا زالت هناك وثائق لم يتيسر لي الوقوف عليها بعد، ستثري الترجمة بالفوائد في حال ظهورها. نسبه ولقبه: هو الشيخ أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن سلطان، الملقب بالقصيِّر، الوهيبي التميمي نسباً، الأشيقري بلداً، الحنبلي مذهباً. القُصَيِّر: بضم القاف وفتح الصاد المهملة وكسر الياء المشددة بصيغة التصغير (2)، أي تصغير قَصِيْر، خلاف الطويل. وهي عشيرة نجدية تعرف قبل هذا اللقب باسم (السلطان)، يتفرعون عن فخذ آل أبي مسند، من آل محمد، من الوُهَبَة، من بني حنظلة من تميم. تقيم هذه العشيرة في بلدة أشيقر؛ وفي الداهنة بالوشم، وفي ضبا بمنطقة تبوك، وفي الكويت، أطلق هذا اللقب على أحد العلماء من أجدادهم، وسبب هذا اللقب: أن أحد الأعراب أتى إلى أشيقر ليستفتي في مسألة، فقيل له: اسأل الشيخ، وأشاروا إليه، وكان الشيخ قد انصرف مقفياً، وكان قصير القامة، وقد ابتعد قليلاً، فأخذ الأعرابي يمشي خلف الشيخ مسرعاً يريد اللحاق به، وهو لا يعرف اسم الشيخ، وأخذ ينادي الشيخ بصوت عالٍ: (هيه يالقصيّر يالشيخ القصيّر)، ففطن له الشيخ فوقف وأفتاه في مسألته، فاشتهر الشيخ بهذا اللقب بعد هذه الحادثة، ولحق هذا اللقب ذريته. حدثني بذلك الشيخ سعد بن عثمان القصيِّر، نقلاً عن عمه عبدالعزيز بن عبدالرحمن، المتوفى منذ خمس وخمسين عاماً، بعد أن تجاوز قرناً من العمر، وذكر أن القصة حصلت مع الشيخ أحمد. ويشكل على هذا أن الشيخ عبدالله (3)، الأخ الأكبر للشيخ أحمد، كان يلقب بالقصيّر، حيث قال المؤرخ ابن عيسى في وثيقة بخطه: (وجدت في آخر نسخة من الإقناع بخط الشيخ عبدالله القصيّر، أخو الشيخ العالم أحمد بن محمد القصيّر، ما صورته: علقه لنفسه الفقير إلى الله تعالى عبدالله بن محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن سلطان، الملقب بالقصيِّر، وذلك في رجب المعظم، من شهور سنة خمس وعشرين وألف)، وهذا تاريخ كان الشيخ أحمد فيه طفلا، إن لم يكن لم يولد بعد. وكذا كان يطلق هذا اللقب على أخيهما الثالث الشيخ محمد بن محمد القصيّر، كما في بعض الوثائق. صاحب الفتيا الشهيرة لأهل أشيقر بالفطر في رمضان سنة 1107ه بيد أن أشهر من عرف بها المترجم له، فقد كتب وثيقة قال فيها عن نفسه: (أحمد بن محمد هو القصيّر، عفى الله تعالى عنهما)، وقال تلميذه الشيخ حسن أباحسين (ت 1123ه): (هذا سؤال للشيخ أحمد القصيّر ابن محمد بن حسن)، وقال الشيخ أحمد المنقور (ت 1125ه): (الشيخ أحمد بن محمد القصيّر لقباً) (4). وسيأتي أن شيخه سليمان بن علي، المتوفى سنة 1079ه، سماه القصيّر. فهل هذا اللقب أطلق على والدهم أولاً؟ وهل هو من طلاب العلم؟ فحرصه على تعليم أولاده قد يكون شاهداً على أن له اتصالا بطلب العلم. وثيقة كتبها المترجم له تتضمن شهادة عن طريق في أشيقر مولده ونشأته: ولد في بلدة أشيقر، في الربع الثاني من القرن الحادي عشر الهجري تقديراً، وأخذ عن أشهر علمائها، وسيأتي ذكرهم، كما أخذ عن غير علماء بلده، من أشهرهم آل ذهلان، علماء بلد الرياض، فهل رحل المترجم في طلب العلم إلى بلد الرياض؟ أم أخذ عنهم أثناء رحلتهم لأشيقر لطلب العلم؟ مهر في علم الفقه والفرائض، حتى عدّ من فقهاء نجد الكبار، والمرجع فيه في بلده ونواحيها، وله مشاركة في العلوم الأخرى. مشايخه: 1- الشيخ العلامة محمد بن أحمد بن إسماعيل (ت 1059ه)، يستشهد بآرائه في بعض فتاواه، ويروي إجازاته بالسند عنه. 2- الشيخ العلامة سليمان بن علي آل مشرّف (ت 1079ه)، وتوجد كراسة بها أربعون سؤالاً في الفقه، والإجابة عليها، جاء في آخرها: (قال ذلك سليمان بن علي، مجيباً لمريده أحمد بن محمد القصيّر). وأنقل من خط المترجم له بيده على هامش مخطوطة كتاب (الإقناع)، للحجاوي، عند باب الإحرام والتلبية، ما نصه: (بلغ قراءة على الشيخ الإمام العلامة، شيخ الإسلام سليمان بن علي، كاتب هذه الأحرف الفقير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن سلطان، عفى الله عنه وعنهم، آمين) (5). 3- أخوه الشيخ عبدالله بن محمد القصيّر، احتمالاً فهو يكبره سناً، أرجح أنه أخذ عنه. 4- الشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان (ت 1099ه). 5- الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن ذهلان (ت 1099ه). تلاميذه: بعد أن تأهل صارت له حلقة علم يدرّس فيها سنين طويلة، في بلده أشيقر، وفي بلدة جلاجل بعد انتقاله إليها سنة 1109ه، وقد تسنم أكثر طلابه مناصب القضاء، في عدد من البلدان النجدية، فكان ممن أخذ عنه: 1- الشيخ أحمد بن شبانة بن محمد بن شبانة. 2- الشيخ حسن بن عبدالله أبا حسين. 3- الشيخ أحمد بن محمد المنقور احتمالاً، فقد كان يعرض في مجموعه الفقهي بعض المسائل التي تشكل عليه على المترجم له (6). 4- الشيخ أحمد بن محمد بن شبانة. 5- ابنه الشيخ محمد بن أحمد القصيّر (ت 1139ه). 6- أخوه الشيخ محمد بن محمد بن حسن القصيّر (ت 1139ه). 7- الشيخ أحمد بن عثمان الحصيني (ت 1139ه). 8- الشيخ فوزان بن نصرالله (ت 1149ه). 9- الشيخ محمد بن عبدالله السّويكت (ت 1156ه). 10- الشيخ عبدالقادر بن عبدالله العديلي. 11- الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي (ت 1158ه). 12- الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب (ت 1161ه). إجازاته لتلاميذه: أجاز المترجم له عدداً من تلاميذه، منها إجازته لتلميذه الشيخ فوزان بن نصرالله، سنة 1099ه، بما تجوز له روايته بشرطه المعتبر عند أهله، وذلك بعد أن قرأ عليه غالب كتاب (المنتهى)، قراءة بحث وتحرير، وتروٍ في مواضعه المشكلة، وتدقيق في أماكنه المقفلة، قراءة كافية بلغ فيها الغاية، وانتهى فيها إلى أقصى النهاية (7). كما أجاز تلميذه الشيخ أحمد بن عثمان الحصيني، بما تجوز له روايته بشرطه المعتبر عند أهله، وذلك بعد أن قرأ عليه غالب كتاب (الإقناع)، قراءة بحث وتحرير في مواضعه المشكلة (8). كما أجاز تلميذه الشيخ عبدالله بن عضيب، ولم أقف عليها. ومن أسانيد المترجم له في الرواية، أنه يروي عن شيخه الشيخ محمد بن إسماعيل، عن الشيخ أحمد بن محمد بن مشرّف (ت 1012ه)، عن الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة (ت 948ه)، إلى آخر الأسانيد المعروفة في الرواية عند علماء نجد، إلى أن يصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (9). من مميزات وثائقه: تميزت الوثائق التي دونها المترجم له، بعدة مميزات، منها: وضوح محتواها، وقوة صياغتها، وحسن أسلوبها التعبيري، وإيراد الشيخ لكلمات ومصطلحات شرعية ولغوية يردفها بوضع معانيها، واستشهاده بكلام مشايخه، وستأتي إشارة الشيخ ابن فنتوخ لضبط الشيخ وشهرة خطه، وتميز أيضاً بإيراد بعض الأدعية الواعظة، من ذلك، قوله في آخر إحدى الوقفيات: (طالباً الواقف المذكور من الله تعالى الثواب والزلفى لديه يوم الحساب، حقق الله أمله، وختم بالصالحات عمله، وعفا عنه عمده وزلله..، فليحذر المتعرض هذا الوقف بما يتلفه أو ينقصه، أو يصرفه عن شيء من شروطه المذكورة له، من عقوبة من يسجد له الظلال والجباه، يوم نطق الجوارح وختم الأفواه، يوم لا ينفع مال ولا جاه، يوم عطش الأكباد وذبول الشفاه، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، يوم يدخل الله تعالى الجنة برحمته من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، والأمر يومئذ لله)، وهذا يذكرنا بالنص الوارد في وصية صبيح، المشهورة في أشيقر، المؤرخة سنة 747ه. وقال المترجم له أيضاً في وقفية لامرأة: (طالبة من الله سبحانه جزيل الثواب، والزلفى لديه في يوم الجزاء والحساب، حقق الله أملنا وأملها، عند الكريم الوهاب)، وقال في إجازته لتلميذه الحصيني: (بلغه الله تعالى من العلم النافع مقاصده، ورحمه ورحم والده، وجعلني الله وإياه ووالدينا من المتجاوز عن فرطاتهم يوم التناد، ولا فضحنا بما اجترحنا يوم قيام الأشهاد). وكان حريصاً على مقابلة منسوخاته بأصولها، والتأكد من صحة النقل، فعندما نقل فتياً لشيخه، قال في آخرها: (أقول وأنا أحمد بن محمد، بلغ كل ما في بطن هذه الورقة، بالمقابلة الصحيحة، من خط شيخنا سليمان بن علي، بلّ الله عظامه بالرحمة، وأنا الكاتب ممسك بالأصل، الذي هو خط الشيخ المذكور، أعرفه يقيناً كما أعرف شخصه، رحمه الله تعالى، حرفاً بحرف من غير زيادة ولا نقصان، والله سبحانه وتعالى أعلم (10). مكانته وثناء العلماء عليه: كانت للشيخ مكانة عالية في نفوس طلابه ومعاصريه، مقبول الفتوى من الأهالي وغيرهم، ولمكانته نجد أمير عنيزة فوزان بن حميدان (ت 1115ه)، أوقف عليه نسخة من (القاموس المحيط)، بخط أحمد بن ناجم بن عيسى، نسخها سنة 1092ه، وشهد بالوقفية ابن عضيب تلميذ المترجم (11). وأشار إمام الدعوة الإصلاحية الشيخ محمد بن عبدالوهاب (ت 1206ه)، في إحدى رسائله، مخاطباً من راسلهم، ما معناه بأن الفتوى لو كانت للقصيّر لكنتم أخذتم بها. وقد نسيت مصدرها. قال الشيخ محمد بن حميد (ت 1295ه)، عن المترجم: (مهر في الفقه، وبهر في الفهم، وكتب بخطه الحسن النير المضبوط كثيراً من كتب الفقه وغيره، وأفتى، وكتب على المسائل كتابة حسنة، ودرس في بلده وانتفع به خلق) (12). وقال عنه المؤرخ عثمان بن بشر (ت 1290ه): (الشيخ العالم الفقيه) (13). وقال إمام جامع أشيقر الشيخ محمد بن فنتوخ (ت 1322ه)، في نهاية نقله لإحدى الوثائق التي بخط المترجم له: (ونقله من خط الشيخ الفقيه الورع، أحمد بن محمد، الشهير بالقصيّر، حرفاً بحرف، بعد معرفته يقيناً، لشهرته وضبطه، رحمه الله، فقير عفو ربه، محمد بن عبدالله بن فنتوخ) (14). قال عنه المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى (ت 1343ه): (أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن سلطان، الملقب القصيّر، الوهيبي التميمي الأشيقري، العالم الفاضل الفقيه النبيه، ولد في بلد أشيقر ونشأ بها وقرأ على علمائها، وتفقه وبرع، وأجاب على مسائل في الفقه عديدة، بأجوبة مسددة مفيدة، وتولى قضاء بلد أشيقر فباشره بعفة وديانة وصيانة، وتوفي في أشيقر سنة 1124، رحمه الله تعالى) (15). وقال عنه المؤرخ الشيخ عبدالله بن محمد البسّام (ت 1346ه)، في تاريخه (تحفة المشتاق)، عند ذكره لوفاته: (الشيخ العالم العلامة). وقال عنه الشيخ عبدالله عبدالرحمن البسّام (ت 1423ه): (مهر في الفقه مهارة تامة، وشارك في كثير من العلوم، واشتهر أمره وصار من أعيان علماء نجد ومشهوريهم، حتى قصده الطلاب من أنحاء نجد، وجاءته الأسئلة من بلدانها وأجاب عليها بالإجابات السديدة)، وقال أيضاً: (كان المترجم عين علماء أشيقر، بل إنه كبير علماء نجد في زمنه، وصار مرجع القضاة والمفتين، وقد ولي قضاء أشيقر، حتى توفي) (16). جوانب ومواقف في حياته: المترجم له صاحب الفتيا المشهورة لأهل أشيقر بالفطر في نهار شهر رمضان سنة 1107ه، ليحصدوا زروعهم بعد أن نضجت ففعلوا، حتى أحرزوها، وكان شريف مكة سعد بن زيد في طريقه إلى محاصرتهم، وذلك لئلا تقع في قبضته فيحرقها، أو يستحوذ عليها، وكان الشريف قد طلب الشيخ حسن أبا حسين، والشيخ محمد بن أحمد القصيّر، ابن المترجم له، لمواجهته فحبسهما، ليرغم أهل البلد على مطالب يريدها، فلم يلبوا طلبه، فأطلقهما بعد أن عجز عن الاستيلاء عليها(17). أرسل الشيخ القصيّر رسالة إلى علماء مكة قال فيها: (ومن أشكل عليه وطننا، فإننا في القرية المسماة بأشيقر، يمنة الرّستاق (18) المعروف بالوشم، من قرى نجد) (19). وعندما خرجت عشائر آل محمد الوهيبية، من أشيقر سنة 1109ه، بسبب فتن وقعت فيها (20)، كان ممن خرج المترجم له، حيث استقر في بلد جلاجل بسدير، ولهذا السبب وجدت فيها وفي بعض بلدان سدير والغاط وثائق بخطه، دونها أثناء مكثه فيها إبان تلك الفترة، وربما وجدت فيها وثائق كتبها قبل هذا التاريخ، حررها في أشيقر ونقلت إلى سدير، وقد عاد إلى أشيقر مع من عاد من آل محمد. ولي منصب القضاء ببلدة أشيقر وربما غيرها، فيوجد له مثلاً حكماً قضائياً يتعلق ببلد الغاط، وسيأتي ذكر بعض الأحكام التي حررها. من آثاره: 1- له أجوبة فقهية طبعت في (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية) (21). 2- له حاشية على كتاب (الإقناع)، للحجاوي، موجودة بخطه، قيّد بعضها أثناء دراسته على شيخه سليمان بن علي، وبعضها الآخر بعد ذلك فيما يظهر، وهذه النسخة محفوظة الآن في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، ضمن مخطوطات مكتبة الإفتاء، برقم 354/86، وعليها أيضاً حواشٍ لغيره من علماء أشيقر. 3- جواب إحدى عشرة مسألة، سأله عنها الشيخ عبدالوهاب بن سليمان آل مشرّف (ت 1153ه)، قال في مطلعها: (أما بعد فقد بلغنا سؤال الأخ في الله الصالح، المحب فيه، الناصح؛ عبدالوهاب ابن شيخنا سليمان بن علي، بل الله ثراه وعظامه بالرحمة، وجواب المسائل الإحدى عشرة وبالله التوفيق، ...). فهل الشيخ عبدالوهاب من تلاميذه؟ 4- توجد له فتاوى عديدة متفرقة في عدد من المكتبات العامة والخاصة، لا زالت مخطوطة، نقل بعضها تلميذه الشيخ حسن أبا حسين، قال في مطلعها: (هذا سؤال للشيخ أحمد القصيّر ابن محمد بن حسن تمم الله حياته ونفعنا بعلمه). وقد نقل عن فتاواه عدد من العلماء، منهم الشيخ المنقور، في كتابه (الفواكه العديدة)، في عدد من المواضع (22)، ونقل الشيخ عبدالله بن جاسر، في كتابه (مفيد الأنام)، عن فتاوى المترجم عدم جواز التشريك في سبع البدنة والبقرة (23)، وأورد الدكتور أحمد البسّام في رسالته للدكتوراه بعض فتاوى المترجم له التي لم يسبق لها أن نشرت (24)، ومما اطلعت عليه من فتاواه، التي لا زالت موجودة بخط يده، فتيا عن انتفاع جار المسجد بسطحه، وفتيا أخرى عن أخذ الوكيل من الأضحية، وفتاواه جديرة بالجمع والدراسة. 5- رد على الشيخ منيع، في اعتراضه على الشيخين محمد بن إسماعيل؛ وسليمان بن علي، في مسائله في الإقرار بالمال، وقوله بعدم نفاذ حكميهما (25). اهتمامه بالتاريخ والأنساب: فهو من علماء الوهبة الذين دوّنوا نسبهم، نقل ذلك عن خطه تلميذه الشيخ حسن أباحسين، في إحدى الوثائق، وممن اطلع على خطه واستشهد به الشيخ محمد بن عبدالله بن مانع (ت 1291ه)، عندما دون تسلسل أنساب بعض علماء الوهبة. ونقل المترجم رحمه الله، عن تاريخ الشيخ أحمد بن بسّام، ويبدو أنه زاد عليه، كما أنه أكمل بعد وفاته أيضاً، وهو تاريخ مختصر، لا يزال مخطوطاً في ورقة واحدة من وجهين، نسخه سليمان بن قايد بتاريخ 2/3/1194ه. وثائق حررها بنفسه أو نقلها عن غيره: حرر الشيخ القصيّر عدداً من الوثائق التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، في أشيقر وغيرها، من وقفيات ومبايعات وشهادات، وأحكام، ونحوها، وصادق على بعض الوثائق التي حررها غيره، ونقل عدداً من الوثائق خشية تلفها، ما زالت أصول بعضها موجودة بخط يده، وبعضها الآخر نقلاً عن خطه، ويكتب اسمه في آخرها غالباً بهذه الصيغة: أحمد بن محمد بن حسن، وأحياناً يكتفي بالاسمين الأولين فقط، ويرد اسمه في عدد من الوثائق التي حررها غيره إما شاهداً، أو له صلة بموضوعها، من ذلك أنه شهد بتوقيف محمد بن ناصر بن شبانة، لنصيبه في طويلعة آل حماد في بلد المجمعة، عام 1104ه، كتب الوثيقة تلميذه الشيخ حسن أباحسين. ومما وقفت عليه من آثاره المتبقية من الوثائق التي حررها أو نقلها، أوردها على وجه الاختصار: 1- كتب وثيقة وقف عائشة بنت محمد بن مقبل، لبستانها المسمى الفسيل بأشيقر. 2- كتب وثيقة وقف فاطمة بنت سيف بن مانع الشبرمي، لنصيبها في الجفرة في بلد أشيقر. 3- كتب وثيقة تقسيم سقي بئر البُدَيّ بأشيقر. 4- كتب وثيقة تتضمن شهادة عن الطريق المار بالبستان المسمى بالبقيل متجها إلى حيطان أم شكال بأشيقر. 5- كتب وثيقة صلح بين متخاصمين، عن مجرى ماء عدّ (بئر) للبستان المسمى عقيلة معمر، من البستان المسمى خيس حزيم بأشيقر. 6- كتب وثيقة وقف رحمة لنصيبه في البستان المسمى صباح بأشيقر. 7- كتب وثيقة وقف كلثم بنت أحمد بن منصور (آل مشرّف) لنصيبها في ساقي الغنيمي، وغيره بأشيقر. 8- كتب وثيقة تتضمن شهادة عن وقف سلمى بنت أحمد بن منصور (آل مشرّف) لنصيبها من البستان المسمى بالمقيلب في أشيقر. 9- كتب وثيقة إقرار ابني حماد بن شبانة، أن أباهما وقف المقرات الواقعة في شمالي طويلعة آل حماد، في بلد المجمعة، على ابن ابنه محمد بن ناصر ثم على أولاده. 10- كتب وثيقة قسمة، فيها تحديد طريق لبستان في أشيقر، كان ملكاً لأحمد بن محمد بن قاسم، وأخته مريم. 11- كتب وثيقة وقف عثمان بن محمد السحيمي، لأملاكه في أشيقر. 12- كتب وثيقة وقف البستان المسمى حويط سليمان بأشيقر. 13- كتب وثيقة وقفية محمد بن حسن بن مناع الملقب بشنيبر، للبستان المسمى ضويغط بأشيقر. 14- كتب حكماً في دعوى مغارسة، تتعلق ببستان الطويلعة في بلد الغاط، المغارس إمام جامعها عبدالله بن عيد، والغارس عثمان بن شعلان. 15- كتب وثيقة تتضمن شهادة عن مستحقي وقف للسدارى في جلاجل. 16- نقل وثيقة مغارسة البستان الموقوف المسمى بالتينة في أشيقر. 17- نقل وثيقة توقيف الشيخ حسن بن علي بن بسّام (ت 945ه)، لأملاكه وكتبه في أشيقر. 18- نقل وثيقة وقف عبدالرحمن بن محمد القاضي، لأملاكه في أشيقر. 19- نقل وثيقة وقف سليمان بن محمد بن يوسف، لأملاكه في أشيقر. 20- نقل إلحاقاً لوثيقة وقفية موزة بنت محمد بن إسماعيل في أشيقر، من مسودة بخط شيخه الشيخ محمد بن إسماعيل. 21- نقل وثيقة كتبها شيخه الشيخ محمد بن إسماعيل، مضمونها وقف أحمد بن حسين لأملاكه في الفرعة وأشيقر. 22- صادق على وثيقة حررها الشيخ حسن أباحسين، عن وقف مريم بنت سليمان بن عامر، لبستانها فيد صبيح في جلاجل. 23- صادق على وثيقة حررها الشيخ أحمد بن شبانه، عن تولي الشيخ محمد السّويكت على بيع نصيب الصبي ناصر بن أحمد بن سليم من دار والده في جلاجل. وفاته: توفي رحمه الله في أشيقر، في يوم الثلاثاء الموافق 9/5/1124ه، قال جعفر بن خليفة (26)، في تسجيله وفيات بعض علماء أشيقر، وذلك على صفحة العنوان من كتاب (معالم التنزيل)، المشهور بتفسير البغوي، ما نصه: (توفي الشيخ أحمد بن محمد بن حسن القصيّر، بعد الزوال، يوم الثلاثاء، يوم تسع من شهر جمادى الأول، سنة أربعة وعشرون بعد المائة والألف من هجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم)، وهو الوحيد الذي رأيته أتى بهذه التفاصيل (27). ووافقه في سنة وفاته المؤرخ ابن يوسف في تاريخه، وابن لعبون وغيرهما. وقد وهم المؤرخان عثمان بن بشر، ومحمد الفاخري، في تاريخيهما ومن تبعهما، في سنة وفاته، حيث جعلاها سنة 1114ه(28)، ويظهر أن خطأهما هذا ناتج عن اعتمادهما على (تاريخ ابن ربيعة)(29). قال المؤرخ ابن عيسى: (رأيت في بعض التواريخ أن وفاة الشيخ أحمد بن محمد القصيّر، سنة 1114، وهو غلط، والصحيح أن وفاته سنة 1124)(30). الهوامش * الوشم – أشيقر: 11964- ص.ب 6075. البريد الإلكتروني: [email protected] (1) من أهم مصادر ترجمته: (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة)، لمحمد بن حميد، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1416ه، ج1، ص221؛ وهو أول من ترجم له؛ و(علماء نجد خلال ثمانية قرون)، لعبدالله البسَّام، دار العاصمة، الرياض، ط2، 1419ه، ج1، ص511؛ وفي (عنوان المجد في تاريخ نجد)، لعثمان بن بشر، دارة الملك عبدالعزيز، الرياض، ط4، 1403ه، معلومات متفرقة عنه، انظر: ج2، ص56، و326، و329، و352؛ وبقيّة المراجع عالة على هذه المصادر، كما تم الرجوع أيضاً إلى مجموعة من المخطوطات والوثائق. (2) (السحب الوابلة)، لابن حميد، ج1، ص، 221. (3) انظر ترجمته في: (علماء نجد)، للبسّام، ج4، ص397. (4) (الفواكه العديدة في المسائل المفيدة)، لأحمد المنقور، ج1، ص218. (5) بخطه على هامش مخطوطة كتاب (الإقناع)، للحجاوي، ق147، محفوظة في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، برقم 354/86. (6) (الفواكه العديدة)، للمنقور، ج1، ص218. (7) انظر نصها في: (السحب الوابلة)، لابن حميد، ج2، ص815. (8) صورة الإجازة في: (نوادر المخطوطات السعودية)، ط دارة الملك عبدالعزيز، الرياض، 1432ه، ص306. (9) توجد إجازتان ورد فيهما إسناداً عن طريق المترجم له، أنظرهما في: (الحياة العلمية في وسط الجزيرة العربية)، للدكتور أحمد بن عبدالعزيز البسّام، ط دارة الملك عبدالعزيز، الرياض، 1426ه، ص118، وص425. (10) (الحياة العلمية في وسط الجزيرة العربية)، للبسّام، ص212. (11) (علماء نجد)، للبسّام، ج4، ص44، وج6، ص511. (12) (السحب الوابلة)، لابن حميد، ج1، ص223. (13) (عنوان المجد)، لابن بشر، ج2، ص352. (14) (العلماء والكتاب في أشيقر خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين)، لعبدالله بن بسام البسيمي، جمعية أشيقر الخيرية، أشيقر، ط1، 1421ه،ج2، ص117. (15) من مسودة رسالة بخط المؤرخ الشيخ إبراهيم بن عيسى، أرسلها إلى تلميذه الشيخ عبدالله بن جاسر. (16) (علماء نجد)، للبسّام، ج1، ص511، وص515. (17) انظر: (تاريخ ابن يوسف)، ط المئوية، ص106؛ و(عنوان المجد)، لابن بشر، ج2، ص346. (18) الرّستاق يقصد به الإقليم، قال ياقوت الحموي (ت 626ه): (الرّستاق كل موضع فيه مزارع وقرى، ولا يقال ذلك للمدن كالبصرة وبغداد)، (معجم البلدان)، ج1، ص38. (19) (علماء نجد)، للبسّام، ج1، ص512. (20) (تاريخ ابن يوسف)، ص109. (21) (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام)، دار العاصمة، الرياض، ط3، 1412ه، ج1، ص727. (22) انظر مثلاً: (الفواكه العديدة)، للمنقور، ج1، ص363؛ وج2، ص3. (23) (مفيد الأنام ونور الظلام في تحرير الأحكام لحج إلى بيت الله الحرام)، للجاسر، ط2، 1389ه، ج2، ص208. (24) انظر: (الحياة العلمية في وسط الجزيرة العربية)، للبسّام، ص155. (25) (نوادر المخطوطات السعودية)، ص194. (26) لم أقف على معلومات عنه، وقد يكون من تلاميذ المترجم له. (27) انظر مصورتها في: (العلماء والكتاب في أشيقر)، للبسيمي، ج1، ص63. (28) (عنوان المجد)، ج2، ص352، على أنه ذكر رواية أخرى أن وفاته سنة 1124ه، و(تاريخ الفاخري)، ص113. (29) وقد طبع على نسخة وحيدة من نقل الشيخ عثمان بن منصور، انظر: (تاريخ ابن ربيعة)، ط المئوية، ص18، و78. (30) علقه على هامش نسخة بخطه من مختصر تاريخ ابن بشر.