يقول الخبر الصحفي أنه ولأول مرة في السعودية يشاهد السعوديون فيلماً سينمائياً دون أن تكون هناك أصوات ترفع مطالبة بإلغاء العرض كما جرت عليه العادة في عروض سينمائية سابقة، كان ذلك الحدث هو عرض لفيلم سينمائي يحكي قصة رحلة ابن بطوطة من بلدته في طنجة بالمغرب إلى مكةالمكرمة وهي الرحلة التي كانت منذ 650 عاماً. وجاء الفيلم السينمائي تحت عنوان «الرحلة إلى مكة» والذي عرض ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2011، بواقع 4 عروض يومياً فيما بلغت قيمة تذكرة الدخول للعرض السينمائي 25 ريالاً للأفراد، بينما الدخول بالمجان للصغار دون سن العاشرة. وأضاف الخبر أن هذا الفيلم السينمائي من إنتاج ثلاث جهات، حيث أنتج بالتعاون بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، وبمساعدة سخية من القطاع الخاص السعودي, وهو من بطولة أحد الممثلين المغربيين وآخر سوري بالإضافة لعدد من أفضل الممثلين على مستوى العالم العربي، موضحاً أن الفيلم لم يلعب في أدواره التمثيلية أي من نجوم الفن المعروفين في الوطن العربي، مؤكداً أن ذلك لم يؤثر على الفيلم بل حقق العديد من الجوائز. وقد استغرق تصوير الفيلم قرابة الأربع سنوات، حيث صور عدد من مشاهده في المغرب والسعودية، فيما بلغت تكلفة الفيلم 60 مليون ريال. في تقرير للبي بي سي بلغت التكلفة 13 مليون دولار أي 48 مليون ريال ويعود ارتفاع التكلفة إلى عدة أسباب منها الطاقم الغربي الذي نفذ العمل ومدة التصوير وبناء المواقع إضافة إلى أكثر من ثمانين فنياً قاموا بالتصوير الحي للمشاعر. أما عن الممثل المغربي الذي قام بدور ابن بطوطة فقد كان شمس الدين زينون وهو ممثل ناشئ توفي بعد أسبوع من انتهاء التصوير في حادث سيارة. يذكر أن الفيلم عُرض في أكثر من عشر مدن حول العالم وبعدة لغات. وما لفت انتباهي أن الخبر يقول لعب بطولته عدد من أفضل الممثلين العرب غير المعروفين!. ورغم أن العمل إنتاج سعودي بحت إلا إنه خلا من أي ممثل سعودي, وبودي أن أعرف إن كانت الجهات السعودية التي أنتجت قد حققت الرضا عن إنتاجها (غير الربحي ولاشك) وهل لديها خطط مستقبلية لتقديم أفلام أخرى ولعل شخصيتها القادمة تكون من هذا الوطن. أما الأمر الآخر فهو أن الجهة التي عرضته في الرياضسعيدة بأنه عرض دون ضجيج وحضر عرضه الأول 180 شخصاً فقط والسؤال الأهم هل عرض فيلم من النوع الوثائقي ويتحدث عن رحلة ابن بطوطة إلى مكة يحتمل أن يجد ضجيجاً ولا يحضره إلا هذا العدد القليل جداً.. عجبي!. يبدو أن ضجيج السينما واحتجاجاتها أكبر من توقعاتنا فهل يمكن أن تمول الجهات المنتجة لهذا الفيلم دراسة عن أسباب الضجيج والاحتجاجات والتي يمكن أن تحدد علاقتنا بالسينما والتي ننفرد برؤية خاصة تجاهها.