حوّل الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الارض، مناسبة لرفع الصوت مجدداً ومطالبة قيادتي "فتح" و"حماس" بانهاء حالة الانقسام المتواصلة منذ نحو اربعة أعوام، فيما جدد أبناء الجليل والمثلث والنقب عهدهم بالاستمرار في الدفاع عن أرضهم كما فعلوا في ربيع 1976. فقد عمّ الاضراب الشامل كافة مرافق الحياة في مختلف أراضي فلسطينالمحتلة العام 1948 استجابة لدعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، فيما نظمت زيارات لأضرحة شهداء "يوم الارض"، وخرجت مسيرات في عدة مناطق ابرزها في قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب والتي تعرضت للتدمير اكثر من 16 مرة خلال الشهور الماضية، وكذلك في قرية عرابة البطوف التي قدمت شهيدا دفاعا عن ارض الجليل في حينه. وكانت مدينة اللد في الوسط، شهدت مساء الثلاثاء مسيرة انطلقت من أمام بيوت عائلة أبو عيد التي هدمتها سلطات الاحتلال وانتهت قبالة ديوان رئيس البلدية، فيما احيت عشرات المدارس العربية في الجليل والمثلث والنقب والساحل هذه الذكرى بفعاليات ونشاطات تربوية مختلفة خلال الأسبوعين الأخيرين. وفي الضفة الغربية، احتشد الآلاف في ميادين المدن الرئيسية استجابة لدعوة سابقة من حركة 15 اذار- مايو (ائتلاف مجموعات شبابية) للمطالبة بانهاء حالة الانقسام التي تعصف بالعلاقات الداخلية لا سيما الفصيلين الأكبرين حركتي "فتح" و"حماس". ونظمت أبرز هذه الفعاليات في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله حيث احتشد الآلاف، ورفعت الاعلام الفلسطينية فقط. من جانبه، أشاد رئيس الحكومة في رام الله سلام فياض في كلمة له خلال حفل إطلاق هيكل القطاع الزراعي في فلسطين أمس بالمقاومة الشعبية اللاعنفية للاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، مؤكدا ان يوم الأرض شكل لحظة مفصلية مهمة في تاريخ نضال وصمود الشعب الفلسطيني". بدورها اكدت حركة "حماس" في بيان لها لمناسبة يوم الارض "الحاجة الماسة للتوحد على برنامج إنقاذ وطني لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا"، داعية الى البدء بحوار وطني شامل سبيلا وحيدا لاستعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء المرجعية القيادية، على قاعدة حق شعبنا في المقاومة والتمسك بالثوابت الوطنية، ورفض سياسة التنازل والتفريط بالحقوق". وفي تقرير لها لمناسبة يوم الارض، ذكرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير، أن الاحتلال صادر نحو اربعة ملايين دونم من أراضي الضفة الغربية منذ العام 1967 بذرائع شتى، وأقام عليها 470 مستوطنة وموقعا استيطانيا عشوائيا وثكنة عسكرية، حيث يصل عدد المستوطنين الان الى نحو 517 ألف مستوطن . وقالت ان الاحتلال يسيطر اليوم على ما نسبته 86% من أراضي القدسالمحتلة لصالح البناء والتوسع الاستيطاني، حيث يحرم الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين من حقوقهم وأملاكهم.