دخلت "ورشة" تشكيل الحكومة اللبنانية شوطها الأخير بعد أن حسم الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي أمره نهائيا مقررا تقديم تشكيلة "أمر واقع"، وكاد أن يقدمها أمس الثلاثاء الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، إلا أن تدخلات من قبل الرئيس نبيه بري و"حزب الله" حالت دون ذلك، وقد طالب الطرفان بمهلة إضافية ما أخّر موضوع التأليف. لكن مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أشارت ل"الرياض" الى أن "تشكيل الحكومة دخل في الشوط الأخير وأن لا تأخير مقبولا بعد الآن".المشكلة الرئيسية التي لا تزال مطروحة هي السقف العالي الذي يطلبه العماد ميشال عون من تعيين 12 وزيرا مسيحيا من "تكتل التغيير والإصلاح"، ويبدو بأن ميقاتي يرفض ليّ ذراعه من قبل عون في هذا الشأن معتبرا أن أي تنازل من قبله يشكل انتهاكا لصلاحياته كرئيس حكومة. ويعتبر الرئيس ميقاتي بأنه لا يمكن إعطاء عون 11 وزيرا أو 12 وزيرا لعون فيكون الأخير شريكه في إدارة الحكومة، ويملك تاليا حق التعطيل، فيما صلاحيات رئيس الحكومة واضحة في هذا الخصوص من ناحية الدستور. بالنسبة الى العقدة الثانية التي تبدّت أخيرا بطلب واضح من "حزب الله" بضرورة توزير فيصل عمر كرامي فإن أوساط ميقاتي تؤكد بأن لا مشكلة البتة مع فيصل إلا أن الصداقة التي تربط ميقاتي بأحمد كرامي تمنعه من السير في هذا الخيار. ويقول أحد مساعدي ميقاتي :" إن الرئيس صبور ولكنّه عنيد وهو لن يتنازل عن حقوقه في تشكيل حكومة كفوءة وقادرة على العمل، وقد دخلنا في الشوط الأخير للتشكيلة التي ستصبح أمرا واقعا". أما الرسالة القوية التي يحاول ميقاتي توجيهها لجميع الأفرقاء فهي أنه ليس هو من يعقد تشكيل الحكومة وأنه ليس عاجزا عن التأليف لكن الشروط التي وضعتها الأكثرية الجديدة تضرب صلاحيات رئيس الحكومة وهو أمر لا يمكن أن يفرط به الرئيس المكلفّ". تبقى عقدة وزارة الداخلية التي وإن لم تحسم بعد فإنها تراوح مكانها، فبعد الدعم القوي الذي قدمه البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي للوزير زياد بارود إرتفعت أسهم الأخير مجددا، لكن إسمه ليس محسوما تماما للداخلية، ومن الأسماء المرشحة لتولي هذه الوزارة الوزير السابق ناجي البستاني. يبقى أن الرئيس ميقاتي مصر على إصدار تشكيلته قريبا ومصر على التواصل مع جميع الأطراف من دون تنازلات.