كشفت وزارة البترول والثروة المعدنية أن إيرادات المستثمرين في قطاع التعدين في المملكة فاقت 16 مليار ريال خلال العام الماضي، في حين بلغ حجم الاستثمارات في القطاع أكثر من 100 مليار ريال، مؤكدة أن قطاع الاستثمارات التعدينية شهد نقلة مميزة في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية. وقال سلطان بن جمال شاولي وكيل الوزارة للثروة المعدنية في التقرير الفني والمالي الإحصائي لأنشطة حاملي الرخص التعدينية للعام المالي 2010م، إن الدعم السخي الذي يجده قطاع التعدين من الحكومة السعودية كان له الأثر الكبير في تحقيق الأهداف المنشودة في هذا القطاع الواعد من خلال النتائج الإيجابية التي تحققت خلال الأعوام الماضية، حيث بلغ عدد المناطق المحجوزة للتعدين 280 مجمعاً تعدينياً تزيد مساحاتها على 64 ألف كيلو متر مربع. واحتوى التقرير بيانات فنية وإحصائية تعكس تطور قطاع التعدين وحجم الاستثمارات التعدينية، في حين ركز التقرير على منطقة نجران التي تتميز بتنوع البيئة الجيولوجية وتوفر العديد من الخامات المعدنية الفلزية واللافلزية، حيث دلت الدراسات أن المنطقة تنقسم جيولوجياً إلى أربعة نطاقات رئيسية الأول الدرع العربي ويغطي الجزء الغربي من المنطقة وهو عبارة عن صخور رسوبية بركانية من عصور ما قبل الكمبري، والنطاق الثاني هو الغطاء الرسوبي في النصف الشرقي من المنطقة ويتمثل بمتكون صخور حجر رمل الوجيد التابع لعصر الكمبري – الأردوفيشي، والنطاق الثالث هو حرات البازلت من العصر الثلاثي بالجزء الجنوبي الغربي من نجران، والنطاق الرابع رواسب الوديان والنفوذ من العصر الرباعي وهو عبارة عن رواسب غير متماسكة منها الرمل والحصى. وقال التقرير "نتيجة للتنوع الجيولوجي للمنطقة، فقد أهتمت وزارة البترول والثروة المعدنية بالدراسات الجيولوجية في نجران منذ أكثر من 45 عاماً، حيث تم تحديد العديد من المكامن والرواسب الغنية بخامات الذهب والفضة والنحاس والزنك والرصاص، وكذلك المعادن الصناعية وأحجار الزينة مثل الجرانيت والحجر الجيرى والصلصال والجبس ورمل السيليكا، ومواد البناء المختلفة". وأكد تقرير وزارة البترول والثروة المعدنية أن قطاع التعدين في نجران يشكل أحد روافد الاقتصاد للدولة وللمستثمرين، والذي يمكن تطويره وتنميته للاستفادة من مقوماته في مصلحة المنطقة وأبنائها نتيجة لما تحويه جبال نجران من ثروات معدنية متنوعة. وبحسب التقرير فإن وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة بوكالتها للثروة المعدنية وبدعم ومساندة من سمو أمير منطقة نجران تعمل على تشجيع الاستثمار التعديني في المنطقة، وحجز المناطق المتمعدنة ومنح الرخص التعدينية لاستغلال الثروات المعدنية المختلفة، مما ساهم في تحقيق نمو بارز في الاستثمار التعديني بالمنطقة. وبلغت عدد الرخص التعدينية سارية المفعول في منطقة نجران 78 رخصة تعدينية إجمالي مساحاتها أكثر من 292 مليون متر مربع، منها رخصة تعدين لاستغلال الزنك والنحاس والفضة والذهب من موقع منجم المصانع الواقع على بعد 90 كم شمال غرب مدينة نجران، فيما يقدر الاحتياطي من الخام بالموقع ما يقارب 9 ملايين طن. ويعتبر هذا المنجم أول منجم زنك في المملكة، حيث تقدر طاقته التعدينية الإجمالية ب700 ألف طن سنوياً من خامات الزنك والذهب والفضة والنحاس، وقد بدأ التشغيل التجريبي للمنجم من قبل الشركة حاملة الرخصة. وحول صناعة الأسمنت في المنطقة، فقد منحت وزارة البترول والثروة المعدنية رخصة محجر مواد خام لاستغلال الحجر الجيري والخامات اللازمة لصناعة الأسمنت من موقع عروق المندفن بمحافظة يدمه والذي ساهم في إنتاج 1.5 طن الأسمنت البورتلاندي الذي يساهم في تنمية المنطقة. وبالنسبة لأعمال الكشف المعدني في منطقة نجران، فقد منحت الوزارة رخصتي كشف عن المعادن النفيسة ومعادن الأساس (الزنك والنحاس والرصاص) في موقعي كتنه، والعرين الواقعين شمال غرب مدينة نجران وتبلغ مساحة الرخصتين 200كم2. وفيما يتعلق بصناعة أحجار الزينة، فإن منطقة نجران وفقاً للتقرير يتوفر فيها الجرانيت بألوان فريدة من نوعها في العالم، من أهمها النوع المسمى (بني نجران أو براون نجران) والنوع المسمى (فيوليتا ذو اللون الأحمر القرمزي)، ويبلغ عدد الرخص التي منحتها الوزارة لاستغلال الجرانيت 55 رخصة تغطي مساحة 13 كيلو مترا مربعا تنتج مالا يقل عن 165 ألف متر مكعب من الجرانيت سنوياً. وتشكل هذه الرخص 40% من استغلال الجرانيت في المملكة علماً بأن جميع حاملي هذه الرخص شركات وطنية تستغل خامات الجرانيت في تكسية واجهات المباني الحكومية والخاصة مع تصدير المصنع منها كألواح وترابيع إلى خارج المملكة. وحول المناطق المخصصة للتعدين، فقد تم حجز واعتماد عدد 12 مجمعاً تعدينياً لمواقع رمل السيليكا والجرانيت ومواد الكسارات والرمل العادي والردميات تبلغ إجمالي مساحاتها ما يزيد على 5200 كم2، حيث تستمد منطقة نجران مزاياها النسبية من مواردها الطبيعية وأهمها الثروات المعدنية الكامنة في أراضيها، واعتمادا على هذه المزايا يوصى بأن يكون التعدين أحد القطاعات الرئيسية كروافد للتنمية الاقتصادية. ويعتمد الاستثمار في قطاع التعدين عادةً على عدة مرتكزات يتوفر بعضها في المنطقة وبعضها تعمل الدولة على إستكمالها مثل البنية التحتية الأساسية من طرق واتصالات ومياه وكهرباء، علماً بأن المملكة تحظى بميزة نسبية وهي توفر الطاقة بأسعار منخفضة، توفر الكوادر البشرية المؤهلة. ودعت وزارة البترول والثروة المعدنية المستثمرين للاستثمار بقطاع التعدين في منطقة نجران، حيث تزخر المنطقة بالعديد من الفرص المتاحة في قطاع التعدين والخدمات المساندة، وخاصةً إقامة صناعات تعدينية في مجال أحجار الزينة، حيث أن المواد الخام من الجرانيت متوفرة في مواقع بئر عسكر والنجوف وجبال واله، للوصول إلى قيمة مضافة من إقامة هذه الصناعة تساهم في خلق فرص وظيفية للشباب السعودي، وتوطين للتقنية، وتحقيق مردود اقتصادي جيد.