الحمد لله القائل في محكم كتابه الكريم: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون والصلاة والسلام على الرسول الكريم وبعد: جاء ضمن الكلمة التي ارتجلها الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خلال رعاية سموه الكريم مؤتمر العمل البلدي الخليجي المنعقد مؤخراً في الرياض ما نصه: «أؤكد على أن شعبنا رفع رؤوسنا أمام العالم كله»، وأنا في الوقت الذي أُهنئ سموه وكافة الأسرة الحاكمة والوطن أجمع على هذه الإشادة المستحقة لهذا الشعب الكريم الوفي لقيادته؛ فإنني أؤكد للجميع قادةً وشعباً بأن هذه الوقفة السعودية التاريخية لم تكن لولا توفيق الله سبحانه وتعالى أولاً ثم مبادرة قياداتنا الرشيدة منذ الأزل بالوفاء والمحبة والإخلاص للشعب السعودي، وأستشهد بما جاء من أقوال الملك الإمام المؤسس يرحمه الله، حيث قال: «لا ينفعنا غير الإخلاص في كل شيء، الإخلاص لله بالعبادة، أنا بذمتكم وأنتم بذمتي. أنا منكم وأنتم مني». نعم يا قادتنا فوالله إنكم بذمتنا لأننا بذمتكم ووالله إنّنا منكم ولكم لأنكم منّا ولنا، وإن كنا رفعنا رؤوسكم في لحظة مرتقبة، فهذا أقل واجب نرده لكم لأنكم أنتم المبادرون، فقد رفعتم رؤوسنا جميعاً على مر الأزمان وفي كل مكان. وحيث إن خير الكلام ما قلّ ودل؛ فسأكتفي لإثبات قولي بالحديث عن علاقة سمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله بعامّة الشعب، فأنا على سبيل المثال لم أتقدم له شخصياً أو برقياً يوماً من الأيام وعلى مدى يتجاوز الأربعين عاماً تقريباً وردّني خالي الوفاض، مهما كانت الظروف المحيطة بالطلب ووالله إنني في إحدى جلسات سموه الخاصة باستقبال المراجعين، مرّت بنا أكثر من أربع ساعات متواصلة ونحن جالسون، وقد أعيانا الجلوس، ولكن سموه ما فتئ واقفاً شامخاً يسمع من الجميع كعادته ويأمر بتحقيق طلباتهم حسب استطاعته؛ المهم ذكره هنا أنني لم أكن منتظراً دوري فقد تقدمت بطلبي وانتهيت مبكراً؛ لكن السبب في بقائي والله إنني كنت مستمتعاً بمشاهدة هذا الإنسان ومتفاجئاً بهذه القدرة على تحمّل الأعباء وطلبات العامّة المرهقة، وبصدرٍ رحب رحيم وبيدٍ وعينٍ حانية جعلها الله سبحانه عينا تحرم على النار، ما حداني أن أطلب من سموه الكريم الجلوس واستكمال قضاء حوائج الناس، فابتسم وفهمت منه الرسالة دون أن يتحدث سموه وكأن لسان حاله يقول: «إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» وفي وقوف سموه واحترامه للمواطنين رسائل أخلاقية ومهنية يصعب حصرها. نعم جعلتم لنا يا سمو الأمير قيمة كبيرة وخلقتم لدينا ثقة عميقة في أنفسنا وأصبحت حياتنا بالله أولاً ثم بكم ذات أهمية ومعنى قدير، لذلك أصبح لزاماً علينا أن نرد الدين والفضل لأصحابه ونرفع رؤوسكم لتبقى شامخةً كعادتها، بل إننا وما نملك من أبناء ومال وخيرات فداء لكم متى دعت الحاجة لذلك قولاً وعملاً بإذن الله تعالى. خادم الحرمين الشريفين: نم هانئاً يا سيدي لأسباب أهمها: أولاً: إن للبيت ربا يحميه، والدليل ما حصل في الجمعة 11 مارس، في الوقت الذي كان العالم كله يترقب إلى ما ستؤول إليه الدعوات الضالّة إلى المظاهرات، وإذا بالشعب السعودي بإرادة الله وتوفيقه يثبت للعالم أجمع بأنه أكثر قوةً وولاءً لحكومتنا مهما كانت الظروف. ثانياً: إن شعبك يبادلك الحب والصدق والإخلاص في القول والعمل، ولن يخرج بإذن الله تعالى عن أوامرك السديدة ورؤاك النيّرة، إيماناً وامتثالاً لأمر الله سبحانه ورسوله الكريم عليه السلام أولاً، ولعدلك وكرمك وتواضعك الجمّ ثانياً وثالثاً ورابعاً وأخيراً. ثالثاً: إن الشعب السعودي بدون استثناء يعي تماماً أنه لا يوجد عمل بشري كامل، فالكمال لله سبحانه وتعالى؛ لكننا جميعاً نؤمن بصدق سعيكم الحثيث نحو الإصلاح ما استطعتم، في سبيل التنمية والارتقاء بإنسان هذه البلاد الطاهرة إلى أعلى القمم بإذن الله، ولكن يبقى دورنا جميعاً نحن أعضاء المجتمع السعودي أن نقف كعادتنا يداً واحدة خلف قيادتنا ضد كل من تسّولُ له نفسه محاولة اختراق جدار الولاء السعودي لحكومته، بحجة أن تلك الفوضى ستؤدي إلى حل مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المزعومة، إن المتوقع والمنتظر من خلال المشاهدات هو اختلال الأمن العام بكل مظاهره، والعودة - لا قدّر الله تعالى - إلى ما كانت عليه المملكة العربية السعودية قبل تأسيسها، لا رسالة سامية ولا رؤيا هادفة ولا نظام رشيد. وختاماً أتقدم بالشكر والامتنان لكل فرد من شعبنا السعودي الأبيّ على تفهمه وتطبيقه المعنى الكريم الوارد في حديث المصطفى عليه السلام، حيث قال: «لا تكن إمعة» وقد أثبت الشعب السعودي وقفتهم البطولية التاريخية التي ستكون بإذن الله منطلقاً لتأسيس علاقة أكثر قوةً وتمسكاً بقيادتنا الرشيدة حفظها الله من كل مكروه ولهم بإسم القيادة أقول: ابشروا فالخير قادم بإذن الله تعالى، تحصّنوا بكتاب الله سبحانه وسُنةِ نبيه عليه السلام، وانصروا قيادتكم التي ستنصركم إن شاء الله تعالى ولن تخذلكم. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا البلد الطاهر آمناً مطمئناً إنه نعم المولى ونعم المجيب.