نجِدُ عامة الناس ، وربما نُخبهم ، يرتبطون كلاميّا بما يتردد من مفردات في وسائل الإعلام عند حلول أزمة سياسية . كثر تردادها على لسان وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف كلمات "العُلوج"، و"الطَّراطِير"، و"الأَوغاد" في تسمية قوات التحالف الكافر، وهي كلمات عربية فصيحة تصدق على المقاتلين الغزاة للعراق. وتلطَّف الصَّحاف لمن سأله من مراسلي الصحف الغربية عن معناها، فَفَسَّرها بكافر العجم، أو بالدودة التي تمتص الدماء، فلعله أخذه من "العَلَقة" وهي: دودة في الماء تمتص الدم، والجمع "عَلَقٌ" أما "العُلوج" فهي: جمع "عِلْج" بكسر أوله وسكون ثانيه، وهو: العَيْر، والحمار، وحمار الوحش السمين القوي، ويُطْلق على الواحد من كفار العجم، وعلى القوي الضخم منهم، ويُجمع على "عُلُوجٌ" و"أعْلاج" و"عِلَجَةٌ"، ويُقال للمرأة منهم:عِلْجَة، ومع هذا فالبعض منا يهزأ بالكلمة والآخرون يعلمون جيدا أنها فصحى ولايستعذبونها لأنها في رأيهم مفردة ميتة من مفردات اللغة لم تعد صالحة للإعلام والطرح والحوار الإذاعي والبيانات الرسمية . وتتفق المعاجم على أن العِلْج : الرجل من كفَّار العجم، والجمع علوج والعِلْج: الكافر؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار: عِلْج. نأتي إلى تكرار مفردة " زنقة " . والزَّنَقةُ: السِّكَّة الضيّقة . وزَنَقَ على عِيالِهِ يَزْنِقُ: ضَيَّقَ بُخْلاً أو فَقْراً . وفي مفرداتنا العامية نسمع من يقول : أنا مزنوق - وهي تعني في الغالب أن القائل بحاجة ماسة إلى دراهم.. وفي السعودية على سبيل المثال حدث تفاعل حيوي مع الزنقة، أي توالدت البنى بعد زنقة القذافي، مما أدى إلى بلورة خطابات مختلفة في الصحافة المحلية . نذكر منها على سبيل المثال 1:- زنقة في مجلس الشورى كتبها كاتب . يمر مجلس الشورى ب (زنقة) ثقة مع المواطن. 2- في معرض الكتاب "الوضع أيها السادة لا يحتمل التصعيد، فليس لنا هاجس أن نبحث عن بعضنا (زنقة زنقة)" .