رفع الفريق الطبي والجراحي في عملية فصل التوأم السيامي البولندي برئاسة معالي الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطن واستشاري جراحة الأطفال التهنئة لمقام قائد مسيرة الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله على نجاح العملية الذي تحقق للطفلتين داريا والغا. وقال الدكتور الربيعة في مؤتمر صحفي عقب الانتهاء من العملية انه بعد 18 ساعة متواصلة تم بحمد الله فصل التوأم السيامي البولندي «اولغا و داريا» وهي من أطول العمليات بعد عملية فصل التوأم الماليزي وقد بدأت بالتخدير وأخذت هذه المرحلة ساعتين ثم منظار للجهاز الهضمي ثم فصل الجهاز الهضمي والتناسلي والبولي وكان من أهم المراحل الحرجة وجود استمرار للشريان الوتين وهو شريان كبير في منطقة البطن وتم فصله بسلام وهذا الشريان موقعه غير متوقع وداخل في أغشية متينة ومشبهة للشرايين وارتفع نبضنا كثيراً لأنه لو سمح الله فصلت الأوتار وبها الشريان قد يفقد احد التوأمين أو كلاهما لأنه صعب وصول الشريان في تلك المرحلة من العملية ولكن تم اخذ الوقت الكافي لإفساح الشريان والتحكم فيه قبل فصله بالرغم من تواجده في أغشية حرجة تحت العظام ثم تم فصل الوريد الكبير الذي يغذي منطقة البطن المتصل وكذلك تم تنظيف الأغشية الخلفية في الحوض وفصل الأوردة التي فوق عظمة العجز بعد ذلك تم قلب التوأم والبدأ في مرحلة فصل الأعصاب وواجهتنا بعض الصعوبات تمثلت في وجود تداخل بالأعصاب خلاف مما هو متوقع من قبل ووجود خلايا عصبية من اولغا تتجه الى داريا وتم التعامل معها بنجاح وهذا ما زاد من طول فترة العملية ثلاث ساعات بعد ذلك تم فصل عظمة العجز وعمل فتحة براز مؤقتة. وأكمل الفصل وتم اقفال الفراغ دون الحاجة الى استخدام اغشية صناعية. وأوضح ان جميع العمليات السابقة في فصل التوائم لم يستخدم بها أي اغشية خارجية بالرغم مما كتب في البحوث العالمية ولم يستخدم ممددات الجلد واستخدام الاغشية الخارجية وسوف تدون هذه الخبرة في مجالات علمية محكمة قريباً. من جانبه ذكر الدكتور محمد النمشان استشاري جراحة الاطفال ان التشوهات الخلقية الموجودة في الجهاز البولي كان لدى الطفلة «اولغا» حيث كان هناك كلية بحالب والكلية الاخرى ملتصقة في هذه الكلية وبحالب آخر وبالنسبة لها من حيث وظائف الاعضاء وتحاليل وظائف الكلى كانت طبيعية 100٪ ولا يوجد قصور بها وفي المستقبل كذلك ويوجد اضطرابات في المثانة وهي ناتجة عن التمدد الحاصل في الحبل الشوكي نظراً لنمو الطفلتين وتمدد غير مرغوب فيه بهذه المنطقة ومثل هذه التشوهات تحدد مدى ضررها بعد سنوات من العملية. وتوقع الدكتور الربيعة خروج الطفلتين من العناية المركزة سيتم في غضون الاسبوعين المقبلين ما لم يحدث مضاعفات لا سمح الله مشيراً الى ان جميع المؤشرات السفلية جيدة. وأشار الدكتور احمد الفريان استشاري جراحة الاعصاب للاطفال الى ان هناك صعوبات كبيرة واجهها الفريق الطبي تتمثل في مرحلة فصل النخاع الشوكي وقال: ان الاعصاب الواصلة لداريا كان مركزها قادم من ولغا ولكن بعد استحداث الاعصاب تم فصلها ونتوقع ضعفاً بالارجل ولكن بشكل مؤقت. ورفض الدكتور الربيعة وصف اجراء العملية بأنه مخالف لأخلاقيات مهنة الطب وقال: ان العملية نجحت امام الجميع وقام بها فريق طبي وبنسبة نجاح 70٪ ومضاعفات العملية شرحت للأم بمساعدة السفارة وفريق طبي لديه اكبر خبرة في العالم في فصل التوائم سلسلتنا 27 حالة فصلنا 9 حالات وحالتين لتوأم طفيلية والمملكة اصبحت مرجعاً في فصل التوائم وهناك حالات رفضت لمعرفتنا بموت أحدهما ولكن اذا كان هناك نسبة نجاح عالية اعتقد ان أخلاقيات المهنة تحتم اجراء العملية واذا ما اجريت يجب ان يحاسب عليها الطبيب. وشدد على ان المملكة تميزت بحب الانسانية وهناك امثلة كثيرة بهذا المجال في خدمة عرب ومواطنين ومسلمين فهي لا تتوقف على عرق او نسب او ديانة مطالباً بضرورة ابراز مثل هذه الانجازت وهذه المواقف عبر وسائل الإعلام المختلفة. وبين الدكتور الربيعة انه حال خروج التوأم من العناية المركزة تبدأ عملية التأهيل التي تشمل النواحي الغذائية والعلاج النفسي والعمود الفقري والاطراف السفلية وتحتاج الى عدة اسابيع.يشار الى ان العملية شارك بها نحو 50 فرداً من اطباء وفنيين واداريين.