حدد الفريق الطبي المتخصص في عملية فصل التوأمتين الساميتين البولنديتين «اولغا وداريا» يوم الاثنين المقبل 29/11/1425ه موعداً لإجراء عملية فصلهما بمشاركة نحو 25 طبيباً وممرضاً وفنياً من أقسام جراحة الأطفال والعظام والأعصاب والتجميل والتخدير والتمريض وفي عملية تزيد نسبة نجاحها عن 70٪ مع وجود مضاعفات بالجهاز العصبي السفلي عند وجود اشتراك بالحبل الشوكي وكذلك قابلية الأطفال لالتهاب السحايا. وتوقع رئيس الفريق الطبي واستشاري جراحة الأطفال الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في مؤتمر صحفي عقد أمس بقاعة الدكتور سمير بن حريب «رحمه الله» بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض بحضور السفير البولندي بالرياض أن تستغرق العملية العملية نحو 15 ساعة فيما تجرى العملية التجريبية يوم السبت المقبل للتأكد من اكتمال التجهيزات اللازمة ولمراجعة خطة العملية الجراحية. وأوضح أن الطفلتين أجري لهما فحوصات سريرية ومخبرية وأشعة مقطعية وصوتية وأشعة ملونة للأمعاء والجهاز البولي والتناسلي والشرايين ، كشفت تلك الفحوصات عن اشتراك التوأم داريا واولغا بمنطقة الحوض والبطن والورك وفتحة الشرج والمستقيم والتصاق بالمجرى البولي والتناسلي مع وجود أجهزة بولية وتناسلية مكتملة للتوأم، أما بالنسبة للتوأم اولغا فلديها كلية واحدة مع اكتمال الجهاز البولي والتناسلي. وبيّضن أن الفحوصات الطبية أوضحت وجود التصاق كبير بالشريان الوتين (الأورطي) والوريد الأجوف السفلي، كما أن التوأم تشتركان بعظم الحوض العجزي وكذلك بقناة الحبل الشوكي السفلي مع احتمال تداخل بالأعصاب المغذية للاطراف السفلية وعضلات الحوض. وقال الدكتور الربيعة إن الفحوصات السريرية وفحص الأعصاب أكدت وجود ضعف بعضلات وأعصاب الأطراف السفلية وكذلك عضلات التحكم الشرجية واجمع الفريق الطبي بعد دراسه مستفيضة ودقيقة أن إمكانية الفصل واردة بإذن الله وتم تشكيل فريق يضم حوالي 50 فرداً من تخصصات طبية وفنية وخدمات مساندة. من جانبه أشار الدكتور أحمد الفريان استشاري جراحة المخ والأعصاب للأطفال والذي يشارك لأول مرة في عمليات فصل التوأم السيامية أن هناك عيباً خلقياً في منطقة الحوض وفقرات العمود الفقري، وسيكون الفصل في منتصف منطقة العجز والعمود الفقري من الأعلى إلى الأسفل. وكشف الدكتور سعود الجدعان استشاري جراحة الأطفال أن هناك اشتراكاً في شريان وصفه بأنه كبير مقارنة بحجم الأطفال وينقل كمية كبيرة من الدم وفي وقت الفصل وعن طريق أجهزة معينة يتم إغلاق الشريان وتأثيره يتضح على الجسم ويكون هناك استعداد لهذه النقطة فيما لو كان هناك نقص في كمية الدم، وقال إن الفحوصات بينت وجود التصاق بالجزء الأخير. وأضاف الدكتور سعد المحرج استشاري جراحة عظام الأطفال أن دور العظام يبدأ عقب فصل الحبل الشوكي والأعصاب وهو فصل عظمة العجز بالتساوي بين الطفلتين مشيراً إلى أن هناك تشوهات واضحة من الناحية العظمية نظراً لوجود ضعف في الأعصاب الخاصة بالأقدام. واستبعد استشاري جراحة التجميل الدكتور عبدالله الثنيان الاستعانة بجلد أو أجهزة صناعية، وقال إنه وجد بعد الفحص على الطفلتين سيكون تغطية الجرح من أسفل الظهر وهناك خطة أخرى إذا كان هناك شد على الجلد سيتم الاستعانة بالعضلات المحيطة بالظهر. وذكر الدكتور محمد الجمال استشاري التخدير أن عملية التخدير بنيت على المعطيات الناتجة من الفحوصات وعلى العمليات السابقة وخبرتنا في ذلك وهناك اتصال بالأوعية الدموية ومتفائلون بالنجاح. ووصف الدكتور الربيعة نقل فصول العملية على الهواء مباشرة بأنه تحد كبير للفريق الجراحي مشدداً على أن الفريق لا يسعى إلى نقل مثل هذه العمليات نظراً للضغط النفسي ولكن إذا كان هناك هدف إعلامي سامٍ سوف نوافق عليه معرباً عن شكره وتقديره لجميع وسائل الإعلام المختلفة وعلى رأسها معالي وزير الثقافة والإعلام. إلى ذلك أعرب السفير البولندي في السعودية عن عظيم شكره لسمو ولي العهد على مبادرته الإنسانية وقدم له الشكر والثناء باسمه واسم الشعب البولندي متمنياً أن تتكلل العملية بالنجاح.