قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه لن يسلم السلطة للمعارضة وانه سوف يتحداهم ويصمد في ظل ارتفاع الأصوات المطالبة برحيله. وقال في خطاب امس الجمعة عشرات الآلاف من انصاره في ميدان السبعين بصنعاء :»نحن على استعداد لتسليم السلطة، ولكن ليس للفاسدين والفوضويين» في اشارة الى تكتل اللقاء المشترك المعارض. واضاف:»نريد ان نسلم السلطة الى أياد أمينة، لا لأياد عميلة وفاسدة...أيها الجماهير انتم من يستحق ان يتسلم السلطة ..اما الفوضويون هذا محرم عليهم.» وزاد:» نحن صامدون وسوف نتحدى الذين يتحدون وسوف نصمد ونواجههم بكل ما أوتينا من قوة.» وكان مئات الآلاف قد خرجوا امس الى ساحات التغيير والحرية في عدد من المناطق اليمنية يطالبون برحيل صالح. ويأتي خطاب صالح عقب لقاء عقده في منزل نائبه عبد ربه منصور هادي مساء الخميس مع اللواء على محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع والذي انشق على نظام صالح وبحضور السفير الامريكي. وقالت مصادر سياسية ل»الرياض» ان الطرفان كانا توصلا الى اتفاق من ثلاث نقاط تقضي بتسليم السلطة للنائب هادي وتشكيل حكومة وحدة وطنية بزعامة المعارضة وخروج الرئيس صالح واقاربة من السلطة وبدون أي ملاحقة قضائية. لكن هذا الاتفاق انهار وخرج الرئيس صالح ليوجة خطاب شديدة اللهجة مساء الخميس ينتقد فيه المعارضة. متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس اليمني (رويترز) وحذر من خطورة الوضع في البلاد وحمل تكتل اللقاء المشترك المسؤلية عن سفك اية قطرة دم. وقال صالح في خطاب له امام قادة القوات المسلحة وبثة التلفزيون الرسمي:»كلما دعيناهم الى حوار على نقل السلطة سلميا ارتفع سقفهم.. لا يمكن ان يقدم النظام السياسي نفسة للمشنقة... وتتحملوا المسؤلية عن سفك أي قطرة دم.» وأضاف:»الى أين تسيروا بالوطن...تريدون ان تحكموا على نهر من الدماء، انتم تتحملون المسؤلية.» ودعا صالح الجيش الى تحمل مسؤليته فيما قال الحفاظ على الأمن والاستقرار وقال:»مهمتنا وطنية للحفاظ على الامن والاستقرار مهما كلفنا ذلك من ثمن... ولن نكون الباديين ...نحن سوف ندافع عن الشرعية.» ودعا صالح الشباب الذين يتظاهرون في الساحات الى تشكيل حزب سياسي والابتعاد عن المعارضة مؤكدا استعداده التحاور معهم والاستماع لرؤاهم السياسية والاقتصادية والثقافية. واكد صالح ان أي تفاهم مع تكتل اللقاء المشترك المعارض لن يؤدي الى تحسين الوضع. وقال:»الوضع سيئ وحتى لو دخلنا معهم في أي تفاهم سيكون الوضع اسوأ مما هو علية الان...اذا سوف نتمسك بالشرعية الدستورية وسنحافظ على سلامة اراضي الجمهورية بكل الوسائل.» واعلن صالح العفو العام عن القادة العسكرية الذين انشقوا على نظامة الاثنين الماضي واعلنوا دعمهم للثورة الشبابية السلمية المطالبة برحيلة. وقال ان ما قاموا به عبارة عن نزق وانه سيتم اعتبار الهجوم الذي تم على المعتصمين الجمعة الماضية وادى الى مصرع 52 شخصا واصابة المئات مبررا لما قاموا به. وتوافد الى العاصمة اليمنية صنعاء امس الجمعة مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس وأضعافهم من معارضيه الذين يطالبونه بالرحيل « اليوم وليس غدا «. وتدفقت جموع المؤيدين لصالح الى ميدان التحرير وانطلقوا صوب ميدان السبعين لتأدية صلاة الجمعة التي أطلق عليها « جمعة التسامح «. ورفع مؤيدو صالح صوره وأعلام اليمن ولافتات كتب عليها نعم للحوار ولا للفوضى والتخريب . مبادرة الرئيس هدفها حق الدماء . قيادتنا شرعية دستورية . والشعب يريد علي عبد الله صالح. وقدرت السلطات اليمنية مؤيدي صالح الذين تقاطروا إلى صنعاء من عموم المحافظات اليمنية بأكثر من مليوني شخص . ونقلت وقائع صلاة الجمعة مباشرة عبر الهواء، وقام الطيران بتصوير أحدات المسيرة المؤيدة لصالح ,وحث خطيب جامع الصالح نسبة الى اسم الرئيس، الشعب اليمني على التلاحم وعدم الانجرار وراء الدعوات المحرضة على الكراهية والتفرقة التي من شأنها تقسيم اليمن.