التطاول الإسرائيلي على حقوق الإنسان لا يقف عند حدود منع زيارة الأهل للأسرى في سجون إسرائيل التي تفتقد كل سبل الحياة الطبيعية للإنسان، وإنما تتعدى ذلك بالتوسع في الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية، ومدينة القدس والهدف من هذا العدوان الإسرائيلي الذي يمثل إرهاب الدولة، هو تنفيذ الخطط الغاشمة تطالب لجنة الأسرى الأممالمتحدة بإلزام إسرائيل احترام حقوق الإنسان عن طريق الالتزام بما تقرر في مؤتمر فيينا بشأن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.. وأكدت لجنة الأسرى على ضرورة التحرك الدولي من أجل إنقاذ الأسرى من إسرائيل بالعمل الفوري الذي يؤدي إلى تشكيل لجان دولية تتولى تنظيم زيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لمعرفة أوضاعهم الصعبة ومعاناتهم التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.. وأكدت لجنة الأسرى بأنها تابعت أعمال مؤتمر فيينا المتعلق بالأسرى عبر وسائل الإعلام المختلفة ايماناً منها بضرورة تدويل قضية الأسرى من خلال تسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حتى يتم فضح إسرائيل لإدانتها بجرائم الحرب التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني، وقدرت لجنة الأسرى الكلمة الافتتاحية لمؤتمر فيينا التي ألقاها ماكسويل جيلارد منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة نيابة عن السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، والتي أشار فيها إلى الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاقية جنيف الرابعة ولحقوق الأسرى الفلسطينيين. وأشادت لجنة الأسرى بالجهود الفلسطينية المتصلة والمتواصلة بهدف تفعيل وتدويل ملف الأسرى بهدف فضح جرائم الحرب الإسرائيلية، وطالبت كافة المنظمات الدولية الإنسانية بالعمل ضد الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه العنصرية ضد الأسرى، والمطالب الدولية عبر هذه المنظمات الإنسانية بتنظيم زيارة الأسرى من قبل ذويهم خصوصاً انه قد مضى سنوات طويلة دون أن يلتقي الأسرى بأهليهم لأن سلطة الاحتلال الإسرائيلي تمنع هذه الزيارات بكل ما في ذلك من انتهاك لحقوق الإنسان. التطاول الإسرائيلي على حقوق الإنسان لا يقف عند حدود منع زيارة الأهل للأسرى في سجون إسرائيل التي تفتقد كل سبل الحياة الطبيعية للإنسان، وإنما تتعدى ذلك بالتوسع في الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية، ومدينة القدس والهدف من هذا العدوان الإسرائيلي الذي يمثل إرهاب الدولة، هو تنفيذ الخطط الغاشمة بهدف قطع الطريق على كافة الجهود الدولية وخاصة الجهود الأوروبية الرامية إلى تذليل العقبات لاطلاق مفاوضات جديدة تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وتتخذ من القدس الشريف عاصمة لها. وتلعب المحاكم الإسرائيلية أدواراً خسيسة لا تتفق مع أحكام القانون وتدعو إلى تمليك اليهود مساكن لهم في القدس العربية المحتلة وقد ساعد على هذا الاتجاه المليونير الصهيوني الروسي موسكوفيتش، وهو اتجاه يرمي إلى تهويد مدينة القدس العربية المحتلة مستغلاً المحاكم التي تصدر أحكاماً باطلة مما يثبت أنها تدعم الاحتلال والاستيطان لتحقق إسرائيل أهدافها العدوانية والإرهابية الراميتين إلى التوسع دون ان تعبأ بأحكام القانون الدولي العام التي تحرم بشكل قاطع الاحتلال والاستيطان لتناقضهما مع كل المثل والمبادئ الدولية وتطاولهما على حق الغير في أرضهم مما يجعل إسرائيل تمثل العدوان السافر في الأسرة الدولية باحتلال الأرض، والعمل على الاستيطان فيها في ظل قيم ومثل دولية تتناقض مع هذا الاتجاه الإسرائيلي، وتعتبر من يقوم به مجرم حرب لابد من مثوله أمام العدالة الدولية فيدان ويعاقب وهو ما نطالب به ضد إسرائيل بالعمل على مثولها أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لتصدر حكماً يدين رموزها وقياداتها بالعدوان والإرهاب الدوليين لأن عصابات الاحتلال الإسرائيلي استغلت احتلالها للأرض لتفرض عليها العدوان بالعمل على البقاء فيها والتوسع الاستيطاني فيها، هذه الحقيقة تجسدها موافقة رئيس الوزارة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على إنشاء 50 ألف وحدة استيطانية خلال 18 شهراً في كافة المستعمرات الإسرائيلية وبالذات في القدس العربية المحتلة لفرض واقع جديد في القدس العربية المحتلة بعد طمس معالم المدينة العربية الإسلامية وتحويلها إلى «غيتو» يهودي والغيتو هو الذي يعرف في الوطن العربي بحارة اليهود قبل قيام إسرائيل في سنة 1948م وما تبع ذلك من هجرة يهودية إليها بعد أن باعوا كل ممتلكاتهم يثبت ذلك الصكوك التي يتضح منها بيع اليهود لكل ممتلكاتهم.. الرغبة الإسرائيلية في تحويل الأرض المحتلة إلى أرض إسرائيلية تمثلت بشاعتها بالعمل على هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في الشيخ جراح وفندق شيبرد وإقامة مستعمرة صهيونية في هذا الحي وهدم منازل في حي البستان لاقامة حديقة الملك داوود التوراتية وهدم قصور الأمويين المحاذية للمسجد الأقصى الشريف لتوسيع ساحة البراق، ومد جسر حديدي يربط بين ساحة البراق وبين باب المغاربة، كل ذلك دون ان تعبأ إسرائيل بمخالفتها لقرارات اليونسكو، وضاربة عرض الحائط بكافة القرارات الدولية وبصفة خاصة معاهدة جنيف الرابعة التي تحظر اجراء أي تغييرات أو تبديلات في طبيعة الأرض المحتلة مما يجعل رفع العدو الصهيوني قضية الاستيطان وتوظيف كل الوسائل في سبيلها، وخاصة قرارات المحاكم الإسرائيلية لتكريس الاستيطان والاحتلال والتهويد والتهجير «الترانسفير» يؤكد أن الصراع مع العدو ليس صراع حدود وإنما هو صراع وجود..