تمارس إسرائيل التمييز العنصري ضد القدس بشقيها الغربي والشرقي، وضد الإنسان العربي المعتدى عليه منذ عام 1948م وكذلك على عموم العرب المقيمين بها والراغبين في العودة إليها من مخيمات اللاجئين، أكد هذه الحقيقة تقرير لمنظمة أصدقاء الإنسان الدولية التي تتخذ من فيينا العاصمة النمساوية مقراً لها، وأعلنت أن عام 2009م يعد من اسوأ الأعوام على الاطلاق التي قضاها حوالي 7500 أسير فلسطيني في سجون دولة الاحتلال الإسرائيلية. تعمدت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية أن توضح في تقريرها عن واقع الأسرى الفلسطينيين الذي عنونت فقراته «وراء الشمس» ان من بين هؤلاء الأسرى 36 أسيرة فلسطينية و250 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً وهذه الفئة من الأسرى تحرم أحكام القاون الدولي العام اعتقالهم وكذلك تعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي 319 أسيراً قبل اتفاقية أوسلو للسلام التي وقعت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في عام 1993م، وهم الذين يعرفون بالأسرى القدامى من بينهم 115 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، ومنهم 3 أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاماً هم نائل البرغوثي، وفخري البرغوثي، وأكرم منصور.. وكشف التقرير الصادر عن منظمة أصدقاء الإنسان الدولية عن ما تمارسه ادارة السجون الإسرائيلية من تعذيب بأساليب جديدة ومتطورة ضد الأسرى بهدف زيادة الضغط النفسي عليهم والتعذيب الجسدي الذي لا يطاق مما تسبب في كثير من الأمراض النفسية والجسدية على هؤلاء الأسرى، بجانب مواصلة احتجازهم في أجواء غاية في الصعوبة بهدف تحويلهم إلى أجساد بلا أرواح وهو مخطط يهدف إلى فرض عدم استطاعتهم الاستمرار في الحياة وهذا ايضاً تحرمه أحكام القانون الدولي العام التي تقرر الكثير من الحقوق للأسرى غير أن إسرائيل لا تعبأ بأحكام القانون الدولي العام وتواصل ممارسة التمييز العنصري إلى الدرجة التي تتعدى عقاب الأسير الجسدي وتدمير نفسيته، ليصل إلى عائلته من خلال تعمد اتخاذ سياسات تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية تتمثل في تحريم زيارة أهل الأسير له لفترات طويلة جداً. وركز تقرير منظمة أصدقاء الإنسان الدولية على الأسرى الذين تريد لهم إسرائيل التهميش وهم أسرى القدس وفلسطينيو عام 1948م لأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض الافراج عنهم ضمن اتفاقيات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، ويبلغ عدد أسرى القدس 273 أسيراً، ويعتبر الأسير فؤاد الرازم من بلدة سلوان بالقدسالمحتلة عميد الأسرى من القدس الذي اعتقل قبل 29 عاماً.. يجري الباحثون في منظمة أصدقاء الإنسان الدولية تحقيقات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في كل مناطق العالم، ويؤكد الباحثون ان ما يحدث في داخل إسرائيل ضد الأسرى في المعتقلات هو الأسوأ في كافة أنحاء العالم بسبب التمييز العنصري الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضد الإنسان الفلسطيني الذي يقترب في ممارساته ونتائجه من إرهاب الدولة ضد الإنسان الفلسطيني. من مظاهر هذا الإرهاب الذي تمارسه الدولة الإسرائيلية ضد الإنسان ما جاء في تقرير منظمة أصدقاء الإنسان الدولية ان 31 أسيراً من القدس يعانون مرارة الحياة في سجون دولة الاحتلال الإسرائيلية، منهم 3 أسرى أشقاء محكوم عليهم بالاعتقال مدى الحياة هم موسى، وخليل، وإبراهيم الراحنة المعتقلين من عام 2002م أما أسرى العزل فيوجد منهم أسيران من القدس هما عبدالناصر الحليسي معزول منذ أكثر من 13 عاماً، ومعتز حجازي معزول منذ 9 سنوات. تناول تقرير منظمة أصدقاء الإنسان الدولية أن من بين الأسرى من القدس أربع أسيرات هن: ابتسام عيساوي محكوم عليها 14 عاماً من سكان جبل المكبّر، وأمنة منى أقدم أسيرة من القدس من سكان البلدة القديمة ومحكوم عليها بالسجن مدى الحياة، وسناء شحادة من مخيم قلنديا محكوم عليها مدى الحياة، وندى درباس من سكان بلدة العيسوية وهي محكوم عليها بالسجن 4 سنوات. وأوضح التقرير ان صاحب أطول مدة حكم في تاريخ الأسرى من القدس هو الأسير وائل محمود قاسم من بلدة سلوان محكوم عليه بالسجن المؤبد 35 مرة اضافة إلى 50 عاماً وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، ويأتي بعده في طول مدة السجن شقيقان من أسرى القدس رمضان عيد مشاهرة، وشقيقه فهمي عيد مشاهرة محكوم عليهما بالسجن المؤبد 20 مرة وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بهدم منزليهما. وحول الأسيرات الفلسطينيات أكدت المنظمة الحقوقية ان 36 أسيرة فلسطينية معتقلات في سجون دولة الاحتلال الإسرائيلية في ظروف قاسية منهن 27 أسيرة من الضفة الغربية و4 أسيرات من القدس، و4 أسيرات من الأرض المحتلة منذ عام 1948م وأسيرة واحدة من قطاع غزة.. ويوجد في المعتقلات الإسرائيلية 250 أسيراً من الأحداث ويتعرض هؤلاء الأطفال لنفس انتهاكات حقوق الإنسان من تعذيب وتعدّ صارخ على حقوقهم الأساسية وعلى الرغم من أن منظمة أصدقاء الإنسان الدولية تقرر بأن إسرائيل تعتبر أسرى عرب عام 1948م مواطنين إسرائيليين غير أنها لا تتعامل معهم بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع السجناء اليهود بسبب التمييز العنصري الذي تنتهجه ضد العرب. هذا الوضع المشين الذي تعمدتُ ذكر تفصيلاته بهدف مطالبة الأسرة الدولية ان تعمل على انزال العقاب الصارم على إسرائيل باعتبارها دولة عنصرية تمارس الإرهاب ضد العرب.