ظننا أن مابينك وبين الدكتور عبدالله الغذامي لا يعدو كونه (اختلافاً)، ولم يكد المحبون لكما يستبينون الأمر حتى وجدوه (خلافاً) !! ترى ما الذي يدفع الرواد أمثالكما إلى تعميق الفجوات عوضاً عن ردمها، ولمصلحة من ينتصر الكيد الشخصي على الكيل الثقافي؟ وإذ تلبدت سماد العطاء بغيوم القطيعة كيف ننعم بالصحو والأخضرار ؟ ** الخلاف في الساحة الثقافية عموماً والمشهد الأدبي خصوصاً يتجه بشكل حقيقي وشفاف إلى الاعلان عن حالة صحية جيدة وهو مؤشر عافية طالما ظل ذلك الخلاف او الاختلاف ضمن حدود الثقافة نفسها والأدب ذاته وتحت معنى الاختلاف في مناحي التفكير بل إن مشكلاتنا الكبرى هي طغيان المجاملات وتمليح القبيح وتشجيع القصور وتلميع الباهت، إن طغيان المجاملة لدى الجادين تشي بتهميش الحقائق وتغيير مسار النجاح، واستيلاء كثير من غير الجادين على مركزي الخلاف والاختلاف دفعهم إلى إيجاد وصنع «الصراع» ومع كل هذا فإني لا أعفي نفسي من المجاملة أيضاً فقد آثرتها في أحايين متفاوتة مع اختلاف المقصد فإن لم أكن أرغب في زعزعة الصفوف وكنت أتجنب المعارك الجانبية التي يمكن لها أن تؤدي إلى أمور غير حميدة كالتطاول وما إلى ذلك، وتفضيلاً للعمل الجاد المحترم رأيت أن الجواب الحقيقي والرد الأكثر كفاءة هو ممارسة العمل نفسه لا الحديث عنه، إني أرى في الجدية رداً حقيقياً على ما أجده أحياناً من أخطاء وهنات.