تخطط المملكة العربية السعودية لإنفاق نحو 155 مليار دولار امريكي خلال السنوات العشر المقبلة لتطوير مشاريع خاصة ببنيتها التحتية الاجتماعية بما فيها مشاريع اسكانية ومرافق لقطاعي التعليم والرعاية الصحية وفقا لبيانات حكومية. وتماشيا مع ما يمثله ذلك من فرص كبيرة غير مسبوقة كبيرة بالنسبة للعديد من أعمال وشركات البناء المحلية والدولية، ينعقد مؤتمر البناء السعودي في دورته الأولى في مدينة جدة خلال الفترة بين 19 و22 يونيو 2011. وقال عزير شيخ، مدير مؤتمر البناء السعودي: "يكتسب مؤتمر البناء السعودي 2011 أهمية كبيرة في هذا الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة السعودية زيادة حجم الإنفاق في ميزانية 2011 التي أعلن عنها في وقت سابق". وفي إطار خطة تمويل مشاريع تطوير البنية التحتية، رصدت الحكومة السعودية نحو 37 مليار دولار امريكي لتطوير برامج ومشاريع البنية التحتية الاجتماعية بما فيها بناء مدارس وجانعات و35 مليار دولار لتطوير مشاريع الرعاية الصحية والمستشفيات. ويلعب النمو السكاني دورا كبيرا في دفع مشاريع تطوير البنية التحتية في السعودية التي تعتبر البلد الأكثر عددا من السكان في منطقة الخليج وتضاعف عدد سكانه 4 مرات على مدى السنوات الأربعين الماضية ليصل إلى 26 مليون نسمة وفقا لبيانات مجموعة كريدي سويس ايه جي. وتحظى السعودية بنسبة مرتفعة من شريحة الشباب، حيث تضم تركيبتها السكانية نحو 7.7 ملايين نسمة ممن هم تحت سن 15 سنة أي ما يمثل ثلث عدد السكان الأمر الذي يفسر حجم الاستثمارات الهائلة في بناء المدارس والجامعات والتي تضاعفت إلى نحو 140 مليار دولار امريكي خلال العقد الماضي. ووفقا لأرقام ميزانية المملكة لعام 2011 فإن هناك 3,200 مدرسة جديدة يجري تشييدها حاليا اضافة إلى 600 مدرسة مخطط لها في 2011. كما ان تزايد الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل القومي بعيدا عن النفط والصناعات ذات الصلة قد ساهم كذلك في تعزيز مشاريع البنية التحتية بما في ذلك انشاء المعاهد والمؤسسات التعليمية الجديدة لأغراض تدريب الأجيال القادمة. ورصدت وزارة الصحة السعودية أكثر من 18 مليار دولار امريكي لتطوير الخدمات الطبية والاجتماعية بما فيها بناء وتجهيز مراكز الرعاية الصحية الأولية وبناء 120 مستشفى جديدا وتطوير 4 مستشفيات أخرى من المستشفيات القائمة. وتأتي هذه الاستثمارات لتطوير قطاع الرعاية الصحية تحسبا للاحتياجات المستقبلية في القطاع لنحو 60 في المائة من المواطنين (17.7 مليون نسمة) الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة. واضاف شيخ: "من المتوقع أن تواجه المملكة العربية السعودية ارتفاعا حادا في احتياجات قطاعي الرعاية الصحية والتعليم خلال العقد القادم. كما ان تزايد عدد السكان يحتاج إلى توفير التعليم اللازم والأدوات الضرورية للإبقاء على المنافسة في السوق الإقليمية اضافة إلى أن ذلك سيرفع الطلب على الخدمات الصحية بشكل كبير". وقدرت مجموعة كريدي سويس ايه جي احتياجات السعودية من المساكن بنحو مليوني وحدة سكنية جديدة بحلول 2014 في ظل الزيادة السكانية المطردة وارتفاعها بشكل لافت. وتماشيا مع هذا الوضع، رصدت الحكومة السعودية 14.7 مليار دولار امريكي بما فيها 10.7 مليارات دولار مخصصة ل 133 ألف قرض معفية الفوائد و4 مليارات دولار لبناء مساكن لموظفي الدولة.