عن الفضيل بن عياض قال لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، ويفسر ذلك بقوله لو جعلتها في نفسي لم تفدني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد وبذلك يصبح النفع متعديا على المجتمع بأسره. ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لو كان لي دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان، وذلك من عظم فقه الإمام أحمد لعلمه أن من مصلحة الأمة جمعاء صلاح السلطان وولي أمر الأمة والقائم على شؤونها. وهذا من شأنه رفعة الأمة وتماسكها وتلاحمها وترابط بنيانها وقوة كلمتها ويندرج هذا على جميع الأمم والشعوب وولاة أمرها، ويعظم ذلك ويستوجب إذا ما تعلق بولاة أمرنا، فالمملكة منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأبناؤه من بعده رحم الله ميتهم ومتع حيهم بالصحة والعافية، والمملكة تسير على نهج القران دستورا، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجا وأسلوب حياة، وما بذلوه من خدمة للأمة الإسلامية وخدمة للحرمين الشريفين وما يسروه لإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام، وما قدم من خدمات للمشاعر المقدسة، وما بذله أولئك الملوك من خدمات للإسلام والمسلمين كطباعة المصحف الشريف والدفاع عن الإسلام والمسلمين في كافة المحافل الدولية، وما قدم من خدمات داخلية وخارجية . ويعظم ذلك أيضا ويستوجب أكثر إذا كان السلطان أو الملك بقدر ومكانة ومنزلة وعطاء الملك عبد الله بن عبد العزيز ذلك الملك الذي سخر كل الإمكانات وجميع الوسائل وواصل البناء لخدمة الحرمين والمشاعر المقدسة وما قدمه من خدمات للعالم بأسره وحاول بكل جدارة واقتدار أن يجمع كلمة العالم إلى كلمة سواء وحاول محاورة العالم وتقريب وجهات النظر والتعريف بالإسلام وذلك من خلال حوار الحضارات حماية للإسلام وأهله لما حاول أعداء الإسلام تشويهه والإساءة إلى معتنقيه. وما قدمه خادم الحرمين الشريفين من خدمات داخلية وإقليمية ودولية، وما قدمه ويقدمه لأبناء المملكة من وسائل العيش الكريم، حتى غدت المملكة اسما حاضرا في كثير من المحافل العالمية ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق فدمت يا وطني شامخا عزيزا ودامت رعاية الله لشعبنا الوفي ولقادتنا البررة فمن غيرك يا ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز يستحق الدعاء والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى بان يسدده ويعينه ويوفقه لما فيه خير الأمة والمجتمع والوطن والمواطن والمقيم ومن غير الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده ونائبه الثاني يستحق دعوة صادقة في جوف الليل تنبعث إلى السماء بأن يصلح ولاة أمرنا وأن يجعل ما يقدمونه لدينهم ووطنهم في ميزان حسناتهم وأن يجعل التوفيق حليفهم وبذلك ينتفع المجتمع والأمة بأسرها كما قال الفضيل بن عياض وما ادخر الإمام احمد بن حنبل من الدعوة للسلطان. فاللهم وفق وسدد عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده ونائبه الثاني واجعل الخير يسير على أيديهم وأنفعهم وأنفعنا بهم وأجعلهم هداة مهتدين آمين يا رب العالمين.