يشهد العالم العربي اليوم حراك بفوضى, إزهاق للأرواح واهانة للنفوس, تراشق بالألسن, هرج ومرج, يقدم فيه حديثي السن والنساء ... لبسوا ثوباً ظاهراً باسم المظاهرات وركبوا مركب الثورات ... الهدف الخروج على الولاة لأسباب يرونها موجبة للخروج عليهم فلهم ما يشتهون هم يقيمون خروجهم ومصالحهم, فعندهم الأسباب والموجبات, وتحديد الأهداف والغايات... إلا أنني اقول للجميع كتاب الله عز وجل فيه خبر ما قبلنا، وحكم ما بيننا، ونبأ ما بعدنا، هو الفصل ليس بالهزل، مَنْ تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِرَ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم ... هذا قول هادي البشرية نبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام. وفي بلادنا المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين توحدنا بعد شتات وانتصرت وحدتنا في قلوبنا وجوارحنا... قد أحاط بنا صوت مغرض محتج, وبوق حاسد منشق عن الوحدة يريد الفتنة والفوضى والإخلال بأمننا وعقيدتنا وحياتنا الآمنة المطمئنة, إلا أن الله عز وجل سيزيدنا أمنا ويقيناً وتلاحم ورحمة فيما بيننا وبين حكامنا وعلمائنا.. فنحن ولله الحمد والمنة محكومون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علينا السمع والطاعة لولاة أمرنا طاعة لله ولرسولة وتعبداً لله وتقربا قال سبحانه ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ)) فالحكم المطلق له جل وعلا وخليفته ولي أمر المسلمين نتعبد له في طاعته وندعو له كما ورد عن الإمام الفضيل بن عياض أنه قال : لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام . قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد . قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ فسر لنا هذا . قال : أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض ، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكى الأرض فرده عليهم . قال : فكان صلاح العباد والبلاد ، فقبل ابن المبارك جبهته وقال : يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك . أ ه نطيعه ونمتثل أمره لا خوف ولا رهبة بل علاقة دين ندين الله به فهو يقود الأمة بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. رضي بذلك الجميع حاكما ومحكوم. فقادة هذه الدولة المباركة عدول وعلمائها أعلام ربانيون انتشر العلم بأرجائها وبسط الأمن قواعده وسار الناس في عمارة الأرض بهدوء وسكينة وأقيم شرع الله وحمية حوزة الدين . الجميع يطلب ويقول الحق وما يريد في حدود الشريعة ... فإذا كان هذا الهدف, والغاية إقامة الدين وشعائره فهذا متحقق وإذا كان غير ذلك فهو زيغ في القلب وهوى في النفس قد ظل الطريق من سلكه وحاد عن الحق المستقيم وسيلقى بإذن الله وقدرته إن خالف ما يردعه ويرده إلى الحق والصواب. نسأل الله جل وعلا أن يحفظ بلادنا وأمننا تحت ظل ولاة أمرنا إن ربي سميع مجيب الدعاء. ----------- مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة القصيم د . فهد بن محمد الخضر