اعتبرت "بشرى الدريهم" -خبيرة في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وإحدى السيدات المهتمات بالبيئة وتدوير المخلفات- النفايات مشكلة نشترك جميعاً في صنعها، ونختلف في التعامل معها، حيث كانت رسالتها في هذا المشروع "بيوت بلا نفايات"، والذي يعد أحد أهم المبادرات بتحويل المخلفات إلى مورد اقتصادي، وقد خططت "بشرى" للمشروع على مدى طويل وبإحكام وكان قد أوشك على التنفيذ لكنه توقف لأسباب مادية ولتوقف الدعم. سبب المبادرة وأوضحت أنّ هناك أرقاماً قياسية في عدد المنتجات المحلية والمستوردة التي تضخ في الأسواق، وبعد الانتهاء منها أو انتهاء صلاحيتها تهمل بالرغم من أهميتها والقدرة على ابتكار وتنفيذ أعمال منها لها قيمتها، إضافة إلى تهيئة المتدربات في إعداد المشاريع وتسويقها، مشيرةً إلى أنّ اهتمامها بمشروع تدوير مخلفات يمكن الاستفادة منها نابع من ايمانها بأهمية دعم الأسر والأفراد المنتجة، إلى جانب الاهتمامات البيئية، مؤكدةً على أنّ بعض الحرف والمهن تتطلب خامات قد تكون مكلفة بالنسبة لبعض الأسر والأفراد، بالرغم من ثراء بيئتنا بالمواد والخامات التي تدعم الحرف والمهن، مضيفةً أنّ الكثير ممن تعرف أبدوا استعدادا للقيام بتدوير النفايات للحصول على منتجات ذات قيمة، إلا أنّ البعض الآخر يتردد مظهراً بعض المخاوف وعدم القبول بها. الدريهم: غالبية « البضاعة البلاستيكية» تباع في محلات رخيصة الثمن وهي مخلفات سابقة بدليل وجود «علامة التدوير» الاستثمار وشددت "الدريهم" على ضرورة الاستثمار في تلك المخلفات، مشيرة إلى أنّ غالبية البضاعة البلاستيكية والتي تباع في محلات رخيصة الثمن ما هي إلا مخلفات سابقة تم التعامل معها بدليل وجود علامة التدوير على بعض البضائع، ومؤكدة على وجود عائد مادي ومعنوي يمثل خدمة للوطن وللمجتمع عن طريق التقليل من حجم النفايات التي يتم التعامل معها في المكبات وهذا يؤدي إلى خفض التكلفة، مشيرة إلى أهمية إعادة استثمار السلع المستوردة والمصنعة محلياً من خلال إعادة استخدامها في صناعات أخرى أو تدويرها. مراحل التدوير وأوضحت بأنّ تدوير النفايات يعتمد على نوعيتها فهناك العديد من النفايات التي يتم تدويرها قبل (المكب) وهي التي يمكن الاستفادة منها الاستفادة القصوى؛ لأنّها لم تختلط بأي مواد سائله أو مواد عضويه، ولاتحتاج إلى عمليات فرز معقدة أو تطهير خاص، وتأتي في المرتبة الأولى في الأهمية لسهولة التعامل معها وتحقيق الاستفادة المثلى، وهناك بالطبع نفايات (ما بعد المكب) والتي يصعب على الأفراد والأسر الاستفادة منها لأنه حين يتم الفرز تستخدم تقنيات وإجراءات معقدة لا يملكها ولا يقدر عليها الأفراد، مؤكدةً على أنّ هناك العديد من الأشياء البسيطة التي استطاعت تدويرها بنجاح مثل تحويل قوارير الماء البلاستيكية إلى أساور واكسسورات تجميلية، وكذلك صناعة أوراق الهدايا من تدوير مخلفات الورق وعلب المشروبات الغازية وبعض الأواني البلاستيكية، وكذلك عمل ديكورات ومجسمات جميلة من عجينة الورق، إضافة إلى استخدام فن القص واللصق لتجديد العناصرالقديمة لينتج عنها قطع فنية غاية فى الجمال (الديكوباج) لإعادة استخدام الصواني القديمة بشكل جديد دون الحاجة لرميها. بنية المشروع وتحدثت "الدريهم" عن بنية المشروع قائلة: "استخدمتُ في المشروع أهم الخطط التي لابد ان يبنى عليه كل مشروع بشكل صحيح وهي الخريطة الذهنية والمعرفية"، مضيفةً أنّ المشروع خصص للفتيات من سن 15- 22 ، لمدة شهر واحد، ويحتوي على برامج تدريبية ومهرجانات ومعارض مفتوحة، إضافة إلى معرض المنتجات الإبداعية بعد تنفيذها من قبل المتدربات، إلى جانب معرض الصور والكاريكاتير وورش العمل، ومحاضرات، والعديد من المهارات الإدركية والحركية والحسية، مشيرة كذلك إلى حملات التوعية والزيارات الميدانية لأماكن التجمعات العائلية والنسائية، وأشارت إلى أهمية الخريطة الذهنية والمعرفية للمشاريع كالذي تم في هذا المشروع من حيث التخطيط لأهميته القصوى في مثل هذه المشاريع. الخبرة موجودة وأوضحت وجود عدد من المدربات الأكاديميات ذوات الخبرة في مثل هذا المجال الذي تم الاتفاق معهن لتدريب المتقدمات اللاتي بلغ عددهن (130) متقدمه دفعن الرسوم، بينما بلغ عدد الراغبات الأخريات قرابة (1750) باستفسارات عن المشروع وطلب بعضهن بإعفائهن من الرسوم لعدم قدرتهن على دفعها ولعدم وجود داعم لهذا المشروع ولارتفاع سعر تكلفة المشروع من خامات ومواد أخرى. معايير الجودة وبينت "الدريهم" أنّ العديد من معايير الجودة التي تضمن أفضل أداء لتنفيذ مشروعها ومنها وجود جدول زمني منظم خلال اليوم لتنفيذه، إضافة إلى وجود هيكل تنظيمي للعاملين بمسؤوليات واضحة وموثقة ومصادق عليها، إلى جانب ملف إنجاز يتضمن البيانات والأنشطة والإنتاج الخاص بكل مشاركه، مشيرةً كذلك إلى وجود قنوات اتصال مع خبراء متخصصين في حماية البيئة لتقييم خطة وأنشطة البرنامج، وتوفير مصادر المعلومات بشكل كافٍ للمشاركين والمشرفين، وتتضمن خطة البرنامج أنشطة إعلامية لنشر ثقافة حماية البيئة في المجتمع المحلي، كما ان للمشاركين خطة برنامج تتضمن ما يقارب من 50% مهارات 25% مناشط علمية، 25% مناشط اجتماعية وثقافية عامة، إضافة إلى استخدام التقنية الحديثة في للإطلاع على التاريخ والحضارات السابقة وأساليبهم في التعامل مع النفايات. احتياجات المشاركين وأكدت على أنّ المواد والأجهزة التي تستخدم لتطبيق أنشطة البرنامج تراعي احتياجات وقدرات المشاركين وأعمارهم وجنسهم، إضافة إلى مساعدة المشرفين المشاركين في توجيههم نحو مجالات الإبداع المتناسبة مع قدراتهم وميولهم، ويوفرون لهم الفرص للعمل في مشاريع جماعية والتعلم من بعضهم، مشيرة إلى وجود آليات لرصد أثر البرنامج على سلوك المشاركين ومدى تفاعلهم الايجابي خلال البرنامج بعد انتهائه، إضافة إلى توفير جميع سبل السلامة فيه، مشيرةً إلى أنّ المشروع كذلك يتضمن ورش العمل في عدة مجالات الورق والمعدن والبلاستيك وكل ورشة عمل تتضمن 12 ساعة تهدف إلى الاستفادة من المخلفات الورقية والمعدنية والبلاستيكية، والتشكيل باستخدام عجينة الورق، تنسيق الألوان وعمل البطاقات والمغلفات وعمل الإكسسوارات والتوزيعات والعلب، إلى جانب التفكير الإبداعي في استخدام الورق وتحويره، من خلال جلسات العصف الذهني، والعديد من المهارات المتنوعة. دعم وعقبات وبينت "الدريهم" أنّ هناك عدداً من الجهات التي تم التعامل معها وعرض عليها المشروع وتمت الموافقة عليه والترحيب له، وتقديم الدعم منها المركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود إضافة إلى الدعم من قبل "د.فهد تركستاني" المستشار في هيئة الأرصاد وحماية البيئة بالمدينة المنورة، وفريق صناع النجاح بنادي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى أمانه مدينة الرياض كداعم شرفي إلا أنّ هناك بعض العقبات التي تعرض لها المشروع منها قلة المهتمين بهذا المجال والافتقار إلى الأماكن التي يمكن تنفيذ مثل هذه المشاريع فيها ما عدا المراكز الصيفية التي عادة ما يكون لهم برنامجهم الخاص، إلى جانب صعوبة التواصل مع معلمات التربية الفنية ذوات الخبرة وعدم رغبتهم في ذلك، متمنيةّ أن ينفذ هذا البرنامج في المدارس والجامعات، والمراكز الصيفية، معتبرةً ذلك برنامجاً إثرائياً يخدم العديد من المجالات ويستفاد منه كدخل مادي للفتاة كذلك الاستفادة من بعض المخلفات البيئية ذات القيمة العالية. تحف منزلية من مخلفات النفايات