تعرضت باكستان لسلسلة من الضربات الإرهابية اعادت للأذهان موجة العنف التي عاشتها البلاد قبل سنوات وقتل نحو 26 مدنيا و8 مسلحين في عمليات متفرقة شملت عدة مدن باكستانية. حيث لقي ما لا يقل عن 4 مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى حركة طالبان الباكستانية مصرعهم خلال عمليات التمشيط العسكرية التي أجراها الجيش الباكستاني في المنطقة الحدودية الواقعة بين مقاطعتي "سوات" و"دير" بشمال غرب باكستان، وذلك بحثاً عن العناصر الطالبانية المسلحة المختبئة بها. وكشفت مجموعة "جنك" الإخبارية الباكستانية، بأن اشتباكات وقعت بين العناصر المسلحة وقافلة تابعة للجيش الباكستاني في المنطقة المذكورة، نتج عنها مصرع 4 مسلحين. فيما كثف الجيش الباكستاني عملياته العسكرية في المنطقة لتطهيرها من العناصر الإرهابية المختبئة بها، والتي تمثل خطراً على أمن المنطقة وسكانها. كما لقي ما لا يقل عن 4 أشخاص مصرعهم إثر قيام طائرة تجسس أمريكية (بدون طيار) بإطلاق خمسة صواريخ موجهة على سيارة مشتبهة في منطقة "أعظم ورسك" الواقعة في مقاطعة وزيرستان الجنوبية القبلية الباكستانية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان. وكشفت وسائل الإعلام الباكستانية نقلاً عن شهود عيان بأن ما لا يقل عن 6 أشخاص أجانب (من غير الجنسية الباكستانية) تمكنوا من الفرار ما بعد الهجوم، ولم ترد أي تفاصيل أخرى عن كيفية فرارهم وإلى أين اتجهوا سوى أنهم كانوا يتحدثون بلغة لم يفهمها المحليون في المنطقة، وكانت ملامحهم أيضاً غير محلية. هذا وتقوم طائرات الاستطلاع الأمريكية بجولات متواصلة على منطقة القبائل الباكستانية لاستهداف العناصر الإرهابية المختبئة بها. وفي غرب البلاد، لقي ما لا يقل عن 8 مسافرين مصرعهم بينا أصيب 7 آخرون بجروح بما فيهم امرأة إثر قيام عناصر مسلحة مجهولة الهوية بإطلاق نيران عشوائية على حافلة ركاب عامة في منطقة "هنغو". وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن الحافلة انطلقت من مدينة "باراشنار" القبلية الباكستانية متوجهة إلى مدينة "بشاور" عاصمة إقليم "خيبربختونخواه" الشمال الغربي من باكستان. وعندما وصلت إلى منطقة "هنغو" قام أشخاص مجهولون بإطلاق نيران عشوائية عليها ولم تعرف أسباب الحادث حتى الآن، بينما التحقيقات لا تزال جارية. إلى ذلك، عادت الاحداث المؤسفة لكراتشي حيث لقي ما لا يقل عن 18 شخصاً مصرعهم بما فيهم شخصيات سياسية ودينية واجتماعية خلال عمليات العنف الدموية التي تشهدها هذه المدينة الساحلية الواقعة في أقصى جنوبباكستان. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن أعمال العنف الناتجة عن ظاهرة الاغتيال المستهدف قد اشتدت خلال اليومين الماضيين وراح ضحيتها حتى الآن ما لا يقل عن 18 شخصاً بينما أصيب العشرات بجروح وتم إحراق عشرات من السيارات والمحلات التجارية العامة. وفي المقابل فإن الشرطة وقوى الأمن المحلية لم تتمكن من السيطرة على العصابات المسلحة التي تقوم باستهداف سكان كراتشي في الأماكن والشوارع العامة لأهداف لم تعرف حتى اليوم، هذا وقد تسبب ذلك أيضاً في انتشار الخوف والرعب بين سكان المدينة ولم تعد الحياة التجارية واليومية إلى طبيعتها حتى الآن. وفي اسلام اباد، اعتقلت الشرطة الباكستانية أمس مواطناً أميركياً بعدما صدم بسيارته دراج وزوجته ما تسبب بإصابتهما بجروح. وأفادت قناة "آج" الباكستانية ان مقبول أحمد أصيب بجروح خطيرة عندما صدم الأميركي الذي عرف عنه باسم "كارلوس" دراجته النارية في المنطقة الزرقاء التجارية بإسلام آباد. وأضافت ان زوجة أحمد أصيبت بجروح طفيفة فيما نجا طفلهما من دون إصابات. واعتقلت الشرطة كارلوس ونقلته إلى مكان مجهول. يشار إلى ان اعتقال كارلوس يأتي في ظل احتدام الجدال بين أميركا وباكستان على خلفية اعتقال الأميركي ريموند ديفيس المتهم بقتل باكستانيين اثنين. وكان ديفيس وهو مستشار تقني في القنصلية الأميركية بلاهور، أطلق النار في 27 يناير الماضي على رجلين باكستانيين يركبان دراجة نارية قال إنهما حاولا سرقته في لاهور، وقال للشرطة إنه فعل ذلك دفاعاً عن النفس.