ماذا تريد من برهان محبة ووفاء أكثر من وجودك في قلب رجل يحبك.. يستبد به الإعياء.. وتفاعل التخدير الطبي في غرفة العناية.. وغيره في مثل تلك اللحظات لا يستطيع أن يتأمل إلا ظروف شخصه وعافيته لكنه وبصوت خافت كالآتي من سماء بعيدة.. يسأل عن مجتمعه.. وطنه.. مواطنيه.. وتلك انفرادية وفاء نادرة تم تداولها يوم أمس عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما رواه الأمير متعب بن عبدالله.. إننا لم نمر بمواجهة خصومات حتى ولو ادعت أنها تطالب بحقوق عادلة لأن وسائل المطالبة بأي شيء مشروعة لكن بعيداً عن التأليب والترهيب وهو ما تمتلئ به الشوارع العربية وأصبح جزءاً من ثقافتها وتراه يمثل أهمية حرياتها لكن لأن مقاييس الثقافات والحريات لا تستحضر.. لا تستبان من خلال عراك الشوارع وفروسية الهتافات ثم التحول إلى تعدد الولاءات خلف تعدد الخصومات.. شوارعنا يوم الجمعة الماضية كانت خالية من أي عبث وكان الرائع أن يوجد صحفيون غير عرب شاهدوا كيف كنا مواطنين آمنين لا «محركين» آليين وراء تدمير قدرات مجتمعنا ذات الكفاءة النادرة لبناء مستقبل متميز قريب التواجد.. الأمير نايف بن عبدالعزيز في مقدمة كلمته عند افتتاح مؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس.. كان فخوراً بكل شبر من أرض بلاده وبكل عناصر مواطنة فيها اختلاف الأعمار واختلاف القدرات لكن تجمعها وحدانية ولاء واحد لوطن واحد.. نحن الآتون من بداوة قريبة يقل عمرها عن المائة عام أصبحنا الأكثر حداثة وعي وممارسة جهد وجماعية ولاء بعيداً عن كل محرضات الركود والسقوط عند غيرنا.. والرجل الذي سجل لبلاده أرقى قدرات الحضور الأمني.. نايف بن عبدالعزيز.. لم يأمر بإقفال أي شارع مرور أو ميدان تجمع يوم الجمعة الماضي أو أن يفرض فحص هوية عند مدخل كل جامع لكنه.. هو الواثق جداً من نزاهة مجتمعه.. ترك إيجابيات الوعي وكثافة حجم توحد المواطنة كي يعبر للآخرين عن حقيقة انفرادنا بهذا المستوى من كفاءة التفهم إلى أين نتجه وإلى أين يتجه غيرنا.. وكيف تراجع ذلك الغير هو الأكثر تبكيراً في بدايات تحديثه وتعليمه وكيف انطلقت بنا الرعاية القيادية الواعية والعادلة نحو المستويات الأفضل وأهم هذه المستويات جزالة اليقين بأهميات الوحدة الاجتماعية.. قدم الأمير نايف يوم أمس الأول حقائق الولاء المتبادل بين أبوة قائد وجماعية مشاعر محبة أبناء عبر تعددات الشواهد.. فإننا نقدم لسموه إكبارنا لما ميز به أمننا بجماعية الرعاية وليس تسلط فئة ضد أخرى كما عند غيرنا وفرض امتدادات الأمن في كل مساحات وطننا رغم أننا مستهدفون من قبل مروجي الإرهاب.