** احتفل العالم يوم الثلاثاء الماضي بيوم المرأة العالمي. ** والاحتفال هنا وإن كان حراماً عند البعض.. إلا أن المرأة السعودية عاشته وعبَّرت عنه بطرق مختلفة.. وإن لم يتحول هذا الاحتفال لدى الأسرة السعودية إلى ثقافة اجتماعية محببة شأنه شأن الاحتفال بيوم الحب العالمي.. مثلاً. ** لكن الأجمل في هذا الوضع بالذات كان هو موافقة مجلس الوزراء قبل يوم واحد على تعيين «الدكتورة هيا بنت عبدالعزيز بن علي العواد» على وظيفة وكيل للشؤون التعليمية بتعليم البنمات بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة التربية والتعليم.. بعد أن كان يشغل هذا المنصب رجل قبل الآن.. وذلك في اطار تصحيح هذا الوضع المختل في السابق عندما كان الرجال يديرون شؤون تعليم البنات في بلد يحرِّم الاحتكاك والاتصال بين المرأة والرجل.. وفي بلد تتساوى فيه نسبة الرجال مع النساء في عدد السكان.. وفي مجتمع لا تعرف إن كان هو مع المرأة أو ضدها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ** ومع أن الدكتورة الفاضلة (هيا) ليست هي أول امرأة سعودية تتقلد منصباً قيادياً في الدولة.. إلا أن هذا التعيين يؤكد أن عملية التصحيح جادة ومستمرة.. وان المرأة تأخذ حقوقها في البلد بالتدريج وأن الوقت لن يكون طويلاً إن شاء الله على رؤيتها في أوضاع ومواقع متقدمة أخرى وفقاً لكفاءتها.. وتبعاً لأحقيتها.. وتقديراً لعطاءاتها المتميزة أيضاً.. ** لكن لابد من الاعتراف بأن دور المرأة مازال مغيباً في الكثير من الجوانب وبالذات في اللجان المهمة ومواقع المسؤولية العليا التي تتولى دراسة مشكلات البلد ومتطلبات المستقبل واستحقاقات المواطنين مثل مشكلة البطالة التي تشكل المرأة نصف عدد المتضررين بها.. ** كما أنها مغيبة الدور في المؤسسات التشريعية والتنفيذية الرئيسة فلا هي عضو في مجلس الشورى ولا في مجلس المناطق.. ولا في المجالس البلدية.. وحتى حين يقدر لها أن تشارك في بعض المؤسسات كمجلس إدارات الغرف التجارية.. أو البنوك والشركات فإن البعض يرى في ذلك منكراً.. ولو كان الأمر بيده.. لمنعها من أن ترفع صوتها أو تبدي رأيها.. في أي مسألة مهما ضؤل شأنها أو عظم.. ** وأظن أن الوقت قد حان الآن لكي نعترف - كمجتمع - بوجودها، وبأهمية أن نستمع إلى رأيها.. وأن نشركها في مختلف شؤون البلد وأن نبارك جهودها بدل أن نحرم أنفسنا وبلدنا من دمجها في مفاصل الحياة ومجالاتها المختلفة.. ** كما أن الوقت قد حان أيضاً لكي نرفع ضغطنا - كمجتمع - على الدولة وندعم جهودها الرامية إلى الاستفادة من عقل المرأة ومن خبراتها، ومن جديتها ومن كفاءتها في تطوير هذه البلاد وتنميتها.. ولا نقف عائقاً دون استثمارها بصورة كاملة. ** وكم أتمنى أن أسمع شيئاً من ذلك قريباً.. وبصورة أكثر تحديداً بصدور التشكيل الوزاري القادم تجسيداً للإرادة الجادة في إعطاء المرأة فرصة أكبر لتشكيل المستقبل الأفضل إن شاء الله تعالى.. وأن يجد مثل هذا التوجه كل التأييد.. والحفاوة.. والاهتمام من جانبنا كمجتمع لا خشية عليه إلا من نفسه. *** ضمير مستتر: **(ما يمكن أن يتحقق بعد عام أو أكثر.. يمكن أن يحصل الآن ليؤكد أننا ماضون في طريق الإصلاح الشامل).