أكد سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله أن لا حل دون دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضنا المحتلة منذ العام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، ولا دولة دون الأغوار، رافضاً ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن التمسك بالأغوار في أي حل مستقبلي. وقال فياض، خلال زيارته جرحى فلسطينيين أصيبوا خلال اعتداء نفذه ارهابيون وجنود إسرائيليون في قرية قصرة جنوب شرق مدينة نابلس، "الأغوار هي جزء لا يتجزأ، كما القدسالشرقية، من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967". وحمل فياض، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الإرهابي الذي قام به المستوطنون وجنود الاحتلال ضد أهالي قرية قصرة مساء الثلاثاء. وقال "على المجتمع الدولي أن يدرك بأن للمستوطنين عنواناً، ألا وهو حكومة إسرائيل التي تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما تعرض له أهلنا في قصرة من إرهاب، علماً بأن ما حدث ضد الأهالي لم يقتصر على إرهاب المستوطنين فحسب، بل شاركهم فيه جنود الاحتلال'. وأضاف "هذا الاعتداء يؤكد مدى استهتار إسرائيل بقواعد القانون الدولي، وانتهاكها الفاضح لاتفاقية جنيف الرابعة، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي الخروج عن حالة الصمت وإدانة هذه الأعمال وتوفير الحماية الدولية الفورية لشعبنا". وكان نتنياهو تعهد خلال جولة في غور الأردن أول من أمس أن تبقى سيطرة الجيش الإسرائيلي على الغور في أي تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه إنه "في أي تسوية مستقبلية لزام على الجيش الإسرائيلي أن يبقى هنا على طول غور الأردن وإذا كان هذا أمراً صائباً قبل الهزة التي تضرب المنطقة فإنه أصبح أكثر صوابا اليوم".-على حد تعبيره- وأضاف "اننا موجودون في عالم يمر بهزة كبيرة للغاية وكل المنطقة المحيطة بنا موجودة في حالة عدم استقرار وهزة أرضية سياسية وأمنية ما زلنا لا نرى نهايتها". وأفادت صحيفة "هآرتس" أمس أن نتنياهو يعتزم التوجه إلى زعماء دول مركزية في العالم بهدف محاولة الحصول على تأييدهم لاستمرار وجود الاحتلال العسكري الإسرائيلي في غور الأردن في إطار اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أن نتنياهو مقتنع بقدرته على تجنيد تأييد دولي كهذا على الرغم من الرفض الفلسطيني المطلق لهذه الفكرة. ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في مكتب نتنياهو قوله إن "ثمة أهمية للحصول على موافقة الدول المقررة في العالم، وهذا أمر ممكن تحقيقه". وبدأ نتنياهو بطرح هذا الموضوع خلال محادثات أجراها مع وزراء خارجية دول أوروبية الأسبوع الماضي وأيضا خلال لقائه مع الرئيس التشيلي سبستيان بينيرا ووزير الخارجية الاسترالي كيفين راد في بداية الأسبوع الحالي. وقال نتنياهو خلال اللقاءات مع المسؤولين الأجانب "إني لا أقول كيف سيكون شكل الوجود الإسرائيلي في غور الأردن فهذا يجب تحديده بواسطة المفاوضات لكننا ملزمون بالتوصل إلى وضع لا تكون فيه المنطقة مخترقة لتهريب أسلحة من طهران وحتى بيتاح تيكفا"، في إشارة إلى المدينة الواقعة في وسط إسرائيل وقريبة من الضفة الغربية.