من المنتظر أن تحظى قمة النصر والهلال المقبلة في نصف نهائي كأس ولي العهد الخميس المقبل بأهمية بالغة لدى مسيري الطرفين، خصوصا وهي تأتي في منعطف حاسم من الموسم الرياضي، الذي أضحى يتجه نحو الحصاد على أكثر من صعيد محلي وخارجي، في ظل ترقب الجماهير والمتابعين للحظات الحسم وتتويج الأبطال، ومع أن مباريات الهلال والنصرتشهد أصلا الكثير من الإثارة قبل وأثناء مواجهاتهما وحتى بعد نهايتها، إلا أنها تأتي هذه المرة في ظروف مختلفة يعيشها الطرفان، وقد تلقي بظلالها على أحداث اللقاء المرتقب، فالإصابات تطل على صفوفهما في هذه الفترة الحرجة، وتطال أكثر من عنصر مهم في خارطتهما، كما أن تداعيات مشاركة العملاقين في البطولة الآسيوية الجارية، ستكون عاملا مؤثرا في هذه المواجهة. النصر يسعى لتأكيد تفوقه في الجولة الأولى المنصرمة من البطولة الآسيوية، واستثمار نشوة بدايته القوية في البطولة، عندما عاد بالتعادل الايجابي من أمام مضيفه بختاكور الاوزبكي، بعد تأخره مرتين في المباراة ذاتها، فيما أن الحمل سيكون أصعب على منافسه التقليدي الهلال، الذي يطمح لإرضاء جماهيره بعد خسارته المفاجئة على ملعبه وبين جماهيره، في مستهل البطولة الآسيوية أمام سبهان الإيراني، وبالتالي سيكون هدفه المعلن إزاحة غريمه النصر عن بطولة الكأس، والاقتراب من تحقيق لقبها للعام الرابع على التوالي، وهو مايسعى النصر في الطرف الآخر لإيقافه للوصول إلى نهاية البطولة التي غاب عن تحقيق لقبها فترة طويلة امتدادا لغيابه المحلي عن تحقيق البطولات، خصوصا بعد تضاؤل آماله في تحقيق لقب الدوري لهذا الموسم، فيما أن حافز تحقيق لقب الدوري وبطولة كأس ولي العهد قد يكون في أعلى درجاته لدى الهلاليين بعد الهزة الآسيوية، رغم ظروفه الفنية المحيطة به، والتي قد تحبط تفوقه في الزمن الأهم من الموسم. الجانب الأهم لهذه المواجهة الكبرى، هو توقيت إقامتها قبيل انطلاقة الجولة الآسيوية الثانية من دوري أبطال آسيا للأندية الأسبوع المقبل، وهي الجولة التي تتضمن حسابات مهمة لدى الطرفين للوقوف على حظوظهما وجاهزيتهما لبلوغ المرحلة الثانية من البطولة الآسيوية، لذا ستكون مواجهتهما في نصف نهائي كأس ولي العهد أقوى بروفة وامثل تجهيز لهما للبطولة الآسيوية، لذا من المتوقع أن يمثل الدربي المنتظر وجبة كروية دسمة تشبع أذواق الجماهير الرياضية على مختلف ميولها، وهو ما يحمل عاتق لاعبي الطرفين مسؤولية كبيرة في تقديم الأداء الفني الرفيع والابتعاد عن الخشونة والالتزام بالروح الرياضية المعتادة في مواجهاتهما التنافسية في كل موسم.