شنت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي صباح امس غارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية خاضعة لسيطرة المعارضين بالقرب من اجدابيا (شرق)، فيما دعا معارضو القذافي في العاصمة طرابلس الى الخروج في احتجاجات جديدة. فيما صرح سيف الاسلام، نجل الزعيم الليبي، ان الغارات الجوية على مواقع الثوار هي من قبيل التخويف وليس لإحداث أضرار جسيمة. وقال المعارضون للنظام الليبي ان احدث غارة جوية يشنها الطيران الليبي استهدفت قاعدة عسكرية على مشارف اجدابيا، الا انها لم توقع اصابات او خسائر. وصرح محمد عبدالله احد المعارضين عند الحاجز الاخير للمدينة على الطريق الى البريقة (70 كلم غرب)، حيث وقعت معارك عنيفة الاربعاء "انفجرت قنبلة خارج القاعدة العسكرية بالقرب من اجدابيا". واستهدفت الثكنة العسكرية التي تقع على مشارف اجدابيا مرات عدة من قبل القوات الموالية للقذافي منذ ان سيطرت المعارضة على شرق البلاد في الاحتجاجات التي بدأت في 15 شباط - فبراير لتنحية القذافي. وصرح سيف الاسلام القذافي لتلفزيون سكاي نيوز "أولا، القنابل كانت فقط للتخويف ولدفعهم (المحتجين) الى الرحيل وليس لمهاجمة الميناء. وليس لقتل شعبنا". وأوضح "أتحدث عن الميناء والمصفاة هناك. لا احد يمكن ان يسمح بان تسيطر ميليشيا على البريقة. فذلك مثل السماح لاحد بالسيطرة على ميناء روتردام في هولندا". وقال ان البريقة هي "المفصل الغازي والنفطي لليبيا" وقال: "نحن نعتمد عليها لنأكل ونعيش. بدون البريقة لن يكون لستة ملايين شخص مستقبل لاننا نصدر نفطنا منها". وحذّر سيف الاسلام من أن الوقت الآن "حرج للغاية، وينبغي أن يكون الجميع في منتهى الحرص، وليس هناك وقت لتعريض البلد للخطر أو التسامح مع الناس الساعين إلى اثارة اضطرابات اجتماعية". وقال "كل شيء شرعي ومسموح إذا كان لصالح الشعب والسلام والأمن في البلاد". وشدد على أن والده "ما زال ممسكاً بزمام الأمور في طرابلس، وأن صوت الشعب واضح جداً ومرتفع". وتسيطر المعارضة الليبية على عدد من المناطق الشرقية والغربية من ليبيا ومن بينها مدينة بنغازي وعدد من المنشآت النفطية. وحذرت المفوضية العليا للاجئين الجمعة من ان الحدود بين تونس وليبيا خاضعة لسيطرة "قوات موالية للنظام ومدججة بالسلاح". وكان الهلال الاحمر التونسي اعلن ان قرابة المئة الف شخص عبروا الحدود التونسية الليبية منذ 20 شباط - فبراير. ومن اصل 12500 شخص لا يزالون عالقين على الحدود التونسية بانتظار ان يتم اجلاؤهم، هناك اكثر من عشرة آلاف اصلهم من بنغلادش، بحسب فليمنغ. الى ذلك قال عضوان من المقاومة المسلحة المناهضة للزعيم الليبي معمر القذافي لرويترز ان قواته اشتبكت امس مع رجال المقاومة على مشارف راس لانوف. وقال عادل يحيى من المقاومة المسلحة لرويترز إن بعض الاشتباكات وقعت وإن المحتجين أطلقوا صواريخ وقذائف على قاعدة عسكرية الهدف من وجودها حماية مرفأ راس لانوف النفطي. وتقع راس لانوف على بعد 660 كيلومترا شرقي طرابلس. وقال بشير الورشفاني وهو متطوع في المقاومة المسلحة ان الاشتباكات بدأت وأن رجال المقاومة خارج راس لانوف على بعد ما بين عشرة و15 كيلومترا. وذكر ان هناك نيران أسلحة ثقيلة وان المشاة سيأتون لاحقا. وقال ناجي مذكور وهو متطوع آخر كان يتحدث من بلدة البريقة التي يسيطر عليها المحتجون ان هناك اشتباكات بين الانتفاضة وقوات القذافي على مشارف راس لانوف. معارضون للقذافي يؤدون صلاة الجمعة في بنغازي (أ.ب)