كان لإجازة يوم "السبت" الذي وجه بها نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انطباع خاص أمام الكثيرين من أبناء المملكة، كونه جاء لهذه المناسبة الوطنية الخيرة أولا، ثم إنه غير مفهوم مسار الإجازة الأسبوعية لديهم إيجابا. (إجازة السبت) الملكية أحدثت استفتاء جاء عفويا ومتماشيا جعلني أؤكد أهمية طرحه امام المعنيين مجددا بمجلس الشورى الموقر!. فالعديد من الرسائل الجوالية الطريفة التي ابتهجت بهذا اليوم حملت استفتاء مفاده: أن الكثير يأمل تغيير الإجازة الاسبوعية للقطاعات الحكومية والخاصة من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت. وذلك من وجوه عدة: أولا: لم أجد مانعا من تحويل الإجازة من الجانب الشرعي حسب ما قرأت فلا تعارض كما يذكر المختصون بالفتوى أن يكون يوم السبت إجازة مع الجمعة وليس محذورا ما دام أنه غير متوافق مع إجازة اليهود ففي ذلك مخالفة لهم فقد زاد عليهم بيوم قياسا على صيام يوم عاشوراء من جهة يوم قبله أو بعده. ثانيا: للأسف نحن نخاف من التغيير في أي شيء ولأسباب قد تكون مجهولة!، لكن التجربة كانت خير برهان فكان التغيير برأيي انه أعطى انطباعا إيجابيا لهذا اليوم عند الكثير. ثالثا: العاملون في القطاع المصرفي والبنوك لدينا في المملكة يرغبون ذلك من الجانب الاقتصادي، فنحن لدينا إجازة الخميس والجمعة وفي دول الخليج والكثير من الدول العربية الجمعة والسبت وفي الخارج السبت والأحد، وبالتالي نحن في قطاعنا المصرفي لا يعملون معهم بكافة التعاملات، إلا بدءا من الاثنين وحتى الأربعاء أي (3 أيام فقط)! وباقي الأيام إجازة. رابعا: كذلك فيه تعطيل للعمل وإهدار للوقت في التعاملات البريدية أو إرسال البضائع ونحوها وكذا التواصل الدبلوماسي مع السفارات والتعاملات بمجال الاستقدام وبرامج البعثات والبرامج الطبية واستخراج التأشيرات وحجوزات الطيران. خامسا: من الجانب الديني والاجتماعي في المجتمع السعودي، فإن افترضنا جدلا باعتماد يومي الجمعة والسبت إجازة رسمية فإننا سنجد من يخالف وينثر أسبابا قد تكون وهمية او تخوفا من التجديد دون مبرر أو حتى مخاوف قد تكون وهمية وفي ذلك لا مانع من دراسة هذا المقترح بشكل شامل وطرحه وفقا لأسس علمية دقيقة يتم عرضها عبر جهة أو مؤسسة مختصة ترصد كافة الجوانب يستعين بها مجلس الشورى ثم يتم طرح دراساتها واستبياناتها ونتائجها إعلاميا وفي ذلك يكون الطرح موضوعيا وهذا ما قصدته من خلال هذه المقالة. سادسا: من اللطائف التي طرحت حول هذا المقترح في المجالس والمنتديات وكان آخرها ما أفرزته تلك الرسائل الجوالية التي تواكبت مع مجانيتها من الاتصالات، تلك التعليقات التي تحدثت عن إجازة يوم السبت ومن ذلك أن الكثيرين بدأوا يتأقلمون مع التغيير في الإجازة الأسبوعية حينما وافق هذا اليوم ومن ذلك ما قالوه إن الذهاب إلى صلاة الجمعة كان بنفسية مرتاحة لأن أغلب الناس صاروا يرون يوم الجمعة يوما خفيفا، -مع أنه خير يوم طلعت فيه الشمس- حينما صار يوم الغد الذي بعده يوم السبت اجازة! ومما جاء في التعليقات "أن آخر يوم في الدوام هو يوم الخميس فلن تسهر كثيرا ليلة الجمعة وستستطيع أن تستيقظ مبكرا" وتستفيد من يوم الجمعة في صباحه الاول. كما أن أغلب الناس قد سافروا خارج مدنهم، ومن أيام السفر (يوم الجمعة) خاصة من يذهبون لأداء العمرة وكذا غيرهم من الطلاب وأهل الوظائف التعليمية، فكان اليوم الذي زاد لهم فرصة لأخذ الأنفاس والعودة إلى ديارهم بنفسية مرتاحة دون لجوء إلا حجوزات سفر وطائرات إضافية أو سرعة في الطريق! تلك إفرازات ومشاهدات رصدتها مواكبة مع (الإجازة الملكية) التي جاء من بين رسائلها لطافة في التعليق عليها: (عزيزي السبت) أحببناك كناية عن أنه على غير العادة أن ياتي الشخص لبداية الدوام بهذا اليوم، وقد تخطاه وهو الذي يعد اول الأسبوع، وبطبعه يعد ثقيلا عند البعض، فهل نحب هذا اليوم مستقبلا، رأيكم يهم المعنيين؟! * صحفي ومحرر دسك المحليات