اعلن مسؤولان اميركيان في وزارة الدفاع ان السفينة الحربية الاميركية "يو اس اس كيرسارج" التي يوجد على متنها مئات العناصر من المارينز تقترب من ليبيا، في وقت يشدد فيه الغربيون الضغوط على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال هذان المسؤولان اللذان طلبا عدم كشف هويتهما ان يو اس اس كيرسارج، وهي حاملة مروحيات وتنقل ايضا قوارب للانزال، والقطعتين اللتين تواكبانها تستعد للعبور قناة السويس آتية من البحر الاحمر، وقال احدهما "ننقل عناصر ليكونوا اقرب الى ليبيا". وبامكان مجموعة العمليات البرمائية في كيرسارج مع حوالى 800 من المارينز واسطول مروحيات ومنشآت طبية، ان تؤمن دعما لعمليات انسانية وعسكرية على حد سواء. واضاف هذا الضابط "ان سفينة مثل كيرسارج يمكن ان تقوم بانواع عديدة من المهمات". ويحضر المسؤولون العسكريون الاميركيون قائمة خيارات لعرضها على الرئيس باراك اوباما وهم يتناقشون بشأنها مع نظرائهم الاوروبيين، لكن الغموض ما زال سائدا في ما يتعلق باحتمال القيام بتدخل عسكري بحسب المصدر. ويرى محللون ان القيام بعرض قوة رمزي قبالة السواحل الليبية قد يكون كافيا لتشديد الضغط على القذافي. وشدد على "ان هناك عناصر مارينز على المراكب يذهبون في هذا الاتجاه، انه امر حقيقي". وذكر موقع تابع لقوات البحرية ان حاملة الطائرات الاميركية "يو اس اس انتربرايز" التي تنقل طائرات مطاردة قادرة عند الضرورة على فرض منطقة حظر جوي، قد تستدعى ايضا كتعزيزات لمواجهة الازمة الليبية. وهي حاليا في شمال البحر الاحمر بحسب الموقع. من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس ان تدخلا عسكريا للحلف الاطلسي في ليبيا امر "ينبغي درسه بامعان" محذرا من انه قد يأتي "بنتائج عكسية تماما" لدى الرأي العام العربي. وقال جوبيه ردا على سؤال حول احتمال تدخل عسكري انه "يجدر درس (الموضوع) مليا. لا اعرف ما سيكون رد فعل الشارع العربي والشعوب العربية على طول ضفة المتوسط ان رأت قوات الحلف الطلسي تطأ اراضي في جنوب المتوسط"، واضاف "اعتقد ان الامر قد ياتي بنتائج عكسية تماما". وقال الوزير الذي تولى مهامه امس "قبل الوصول الى هذه المرحلة، نحاول تشديد الضغوط لاسقاط القذافي" مؤكدا "سوف يسقط، سوف يسقط لانه بات معزولا في طرابلس". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قالت امس إن ليبيا قد تنزلق إلى حرب أهلية طويلة في السنوات المقبلة أو تصبح ديمقراطية، لافتة إلى أن كل الخيارات ما زالت مطروحة أمام الإدارة الأميركية مع مواصلة الحكومة الليبية استخدام السلاح ضد مواطنيها. وقالت كلينتون في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي حول ميزانية المساعدات الخارجية للعام المقبل، "إننا لا نبعد أياً من الخيارات من على الطاولة ما دامت الحكومة الليبية تواصل رفع سلاحها ضد شعبها". وأضافت أن العالم برمته يتغيّر وسيكون الرد الأميركي القوي والاستراتيجي ضرورياً، قائلة " عن ليبيا قد تصبح ديمقراطية سلمية في السنوات المقبلة، او قد تواجه حرباً أهلية طويلة". من جهتها قالت سوزان رايس مبعوثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة امس إن بلادها ستواصل الضغط سياسيا واقتصاديا على الزعيم الليبي معمر القذافي إلى أن يتنحى بينما ستعمل في ذات الوقت على اشاعة الاستقرار في أسواق النفط وتجنب حدوث أزمة انسانية. الى ذلك اعتبر مسؤول عسكري اميركي ان اقامة منطقة حظر جوي في ليبيا لحماية السكان من تجاوزات نظام العقيد معمر القذافي تتطلب القيام قبل ذلك تدمير الدفاعات الجوية الليبية. وقال الجنرال جيمس ماتيس قائد المنطقة الاميركية الوسطى التي تقع ليبيا في اطارها، في كلمة القاها امام احدى لجان مجلس الشيوخ ان اقامة "منطقة حظر جوي تستدعي القضاء اولا على القدرات الليبية في مجال الدفاع الجوي".