لنبقَ في دائرتنا الشخصية الصغيرة، فهذا أفضل أحيانا خاصة حين يكون تركيزنا الشخصي محدودا. يمكنك أن تصف نفسك بأن لك علاقة قوية وصداقة طويلة الأمد مع الصبر، وبأن لك تاريخا عريقا في تحمل أشياء كثيرة لكنك تحب أن تغني مع أم كلثوم (للصبر حدود)، فأنت قد تصل لمرحلة تقترب فيها من الانفجار، وفي هذه اللحظة قد تفقد كل ما تملكه من عقل ومنطق وقوة سيطرة على أعصابك وقدرة على التحكم في تصرفاتك. قد تندم للحظة قد تدخل في مرحلة ماذا لو؟ وليتني لم؟ ، لكنك تعرف بداخلك أنك تملك كل الحق ولو للحظة او لساعة أو حتى ليوم أن تفقد اعصابك وأن تتصرف تصرفا قد تعتبره أخرق أو أحمق لا يليق بشخص عاقل أو متزن كما تحب أن تصنف نفسك. لكنك لا تريد أن تكون أحمق، ولا تريد أن تتصرف كالأطفال أو كمراهق عاطفي تشوش تقديره للأمور. ما لاتعرفه أن الضغوط أحيانا تبرز أسوأ ما فينا وأحيانا أفضل مافينا. وأحيانا وحسب المواقف والظروف قد يكون أسوأ ما فينا هو أفضل ما يمكن ان يصدر منا. مثلا أنت لا تحب أن تكون عصبيا، لا تحب أن تُظهر للآخرين أنك غاضب أو متأثر، لكن هناك البعض من يفهمون الهدوء على أنه ضعف، ومن يفهمون الصمت على أنه إشارة كي يتمادوا في تصرفاتهم التي تضايقك أو لا تعجبك ولا تستطيع التعامل معها ، ولا حتى تحملها أو تجاهلها والتي قد تؤثر فيك فتفقد أعصابك، قد تتصرف بعيدا عن الهدوء الذي تعودت عليه قد تفقد القدرة على تقييم الأمور فتتصرف بما لا تحب وتشعر أنك أصبحت شخصا آخرَ مختلفا عن الشخص الهادئ شبه المستقر الذي تعودت عليه والذي تراه كل يوم في المرآة. قد تندم.. ربما، قد تواجه نفسك وتقرر أن لا تعيد الكرّة مرة أخرى مهما كانت الظروف والملابسات ربما، وقد تفكر قليلا وتجد لنفسك العذر أو قد تختلق هذه الأعذار لتبرر لنفسك قبل الآخرين هذا التغيير المفاجئ فأنت لم تتعود أن تتصرف بتسرع وبدون تفكير وبدون أن تحسب خطواتك وتزن كلماتك في النهاية خانك صبرك ربما، تعبت اعصابك من تحكمك فيها فقررت أن تثور عليك وتخرج عن سيطرتك ربما! في النهاية أنت تصرفت بعفوية، فهل هذه هي شخصيتك الحقيقية؟