ليس من أهل المجتمع الرياضي (السعودي على الأقل)، من لا يهدف من الرياضة أن يخدم بها وطنه وأبناء وطنه، ويجعلها وسيلة تقارب وتعارف وتوادٌ وتحاب بين أبناء الوطن. وأكاد أجزم، أنّه وبالرغم من تحوّل الرياضة من سهل الهواية إلى وادي الاحتراف، لا زال السواد الأعظم ممّن يعملون في هذا الوسط الرياضي، يؤمنون بمبدأ الأخلاق والروح الرياضية العالية، الّتي لا تكون الرياضة إلا بها، وبدونها، تكون الرياضة معركة وقتال وفسق. تكرّر في الآونة الأخيرة، فلتان أعصاب كثير من الرياضيين داخل البساط الأخضر، بل وداخل صالات الألعاب المختلفة أيضاً، وغالب هؤلاء الّذين تفلت أعصابهم، ويقومون بأفعال غير رياضية، معروف عنهم العقل والحكمة والروية والتربية الحسنة، ومعروف أنّهم من المستحيل أن يقوموا بما قاموا به داخل الساحة الرياضية، لو لم يكونوا تحت ضغط معيّن أو يتعرّضول لاستفزاز معيّن، وأنا هنا لا آتي بجديد. ولكن الجديد في الأمر، هو أن يكون هناك آلية تذكّر جميع منسوبي الأندية السعودية وجماهيرهم، أنّ النيّة، لا تكفي ليتّق الإنسان شرّ نفسه وشر نزغات الشيطان اللعين الذي نذر نفسه للنزغ بين الناس للشر والباطل! لا بد من أن نذكّر أنفسنا دائماً ببعض الثوابت، التي لو قمنا بقراءتها أو على الأقل تذكّرها قبل كل أي لقاء رياضيّ سنخوضه كلاعبين أو إداريين أو حتّى كجماهير، لكان حال أعصبنا أفضل وأهدأ خلال منافساتنا الرياضيّة، وأذكر منها هنا ما يلي: - أنا رجل مسلم، ديني يأمرني بألاّ أكون سبّاباً، وأن أعفوا عمّن أساء إليّ، وأن آمر بالعُرف وأن أعرض عن الجاهلين. وإذا مرّيت باللغو، أمُرّ كريماً، وإذا خاطبني جاهلٌ، قلتُ سلاماً وألاّ أسخر من الآخرين أو أنبز الآخرين بالألقاب وأفعل ذلك لوجه الله، من باب الطاعة والعبادة، وليس لأنّني ضعيف أو جبان. - تذكّر أن السبب الرئيسي لوجودك في هذا المحفل الرياضي، هو أن تترك بصمة إيجابيّة من التصرّف الراقي والأخلاق الرياضيّة السامية، قبل أن تفكّر بموضوع الفوز أو تحقيق أي إنجاز رياضيّ وقتي وُجد ليكون وسيلة للأوّل وليس غايةً له. - تأكّد من أن اختلاف ميولك الرياضي مع من تحبّهم وتحترمهم خارج الملعب، يجب ألاّ يجعلك تكرههم وتبغضهم داخل الملعب بسبب ألوان أندية، أو نتيجة مباراة، مهما كان السبب. - تأكّد أن الناس قد تنسى الفوز والخسارة والنجاح والفشل في أي مباراة، وستظل تتذكّر أي تصرّف بذيء يبدر منك أمام الجماهير أو على شاشات التلفاز، وهذا قد يجعلك تندم كثيراً على تشويه سمعتك الشخصيّة وسمعة الأسرة التي تنتمي لها. - وضعك احتمال أن يكون الآخر تحت ضغوط كبيرة، وتقديرك لهذا الأمر، يجعلك مستعداً وقادراً على أن تتحمّل منه ما قد يصدر منه من أخطاء نحوك، فالتزم الصمت والهدوء، ولا ترادده وتزيد النار وقوداً، وتأكّد من أن ّ هذا الشخص سيندم على ما فعل، وسيرجع لك معتذراً بمجرّد رجوع دورته الدمويّة إلى طبيعتها، وتذكّره مقابلتك صراخه وخطأه بحقّك بالهدوء والابتسام. - تذكّر وأنت في حالة هيجانك وغضبك، أنّ هناك أهالٍ وعوائل وأطفال وأصدقاء ورجال ونساء يشاهدونك على الشاشة يسمعون ما ينطق به لسانك، أو يقرأون ما قلت على صفحات الجرائد، وسيقولون عبارات تتراوح بين: الحمد لله! وأحمق! وأرعن! ولا حول ولا قوة إلا بالله! وغيرها من العبارات! قال تعالى: «وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغ، فاستعذ بالله» www.almisehal.net