في 14 شوال من عام 1427ه تفضل يحفظه الله بوضع حجر الأساس لإنشاء جامعة جازان كأحد أهم المنجزات الحضارية، وفي غمرة احتفاء إنسان جازان بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمنطقة ومنذ يومها الأول أدركت الجامعة عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها فانطلقت للقيام بدورها التنموي لتلبية احتياجات وتطلعات مجتمعها وفق رؤية واستراتيجية واضحة. ست سنوات مضت والجامعة تسابق الزمن في عملية البناء والتطوير، فتحقق لها من الإنجازات في فترة وجيزة ما جعلها محل إعجاب المتابعين فمن 3 آلاف طالب إلى أكثر من 55 ألف طالب وطالبة بعد أن أتاحت هذا العام القبول لأكثر من 15 ألف طالب وطالبة. وبصدور الأمر السامي الكريم بإنشاء ثلاث كليات ارتفع عدد كليات الجامعة إلى 23 كلية تضم أكثر من 100 تخصص، ووصل عدد أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم إلى 2000 عضو، وأكثر من 500 هو عدد المعيدين والمحاضرين. ولكون الجامعة لا حدود لطموحاتها فقد باشرت ترجمة رؤيتها العلمية والتطويرية بمد جسور التعاون بينها وبين عدد من أرقى الجامعات العالمية لتبتعث أكثر من 300 مبتعث ومبتعثة يواصل معظمهم دراستهم العليا في تخصصات علمية جديدة. تواكب مخرجاتها متطلبات المرحلة التي تشهد حراكا تنمويا تشارك فيه جامعة جازان من خلال التنمية البشرية وبما تخرجه من كوادر ذات تأهيل عال في العديد من التخصصات العلمية النوعية، فضلا عن دورها الاجتماعي بما تقدمه من برامج تستهدف الرقي بأفراد المجتمع. جامعة جازان ويمثل مشروع المدينة الجامعية معلما حضاريا وتنمويا وطنيا لجمال وتميز الموقع الذي اختاره لها خادم الحرمين الشريفين بأن تكون على ساحل البحر الأحمر درة للجامعات على مساحة 9 ملايين متر مربع. ويشمل المشروع إنشاء برج الإدارة العليا الذي أنهى أكثر من 50% من مرحلة الأساسات، ويتكون البرج من 18 طابقا يضم مبنى إدارة الجامعة والعمادات المساندة. ومشروع المستشفى الجامعي الذي يتسع ل 800 سرير ويعد نواة أكاديمية متميزة لتأهيل وتدريب طلاب وطالبات الكليات الطبية في ظل ما سيزخر به من إمكانات حديثة وكوادر بشرية مؤهلة. ومشروع الفندق الاستثماري للجامعة من فئة 5 نجوم الذي حرصت وزارة التعليم العالي على أن تتولى تنفيذه شركات عالمية متخصصة، إذ يعد هذا المشروع الاستثماري السياحي الأكبر على مستوى المنطقة بدعم وتمويل من صندوق التعليم العالي، ويشيد الفندق على طراز عمراني فريد وبإطلالة مباشرة وساحرة على البحر بمساحة تقدر ب100 ألف متر مربع وبسعة 225 وحدة فندقية. ذاك هو نهج جامعة جازان وسر تميزها في رحلة الطموح التي تغلبت فيها على العديد من الصعوبات بفضل الله ثم بفضل عبدالله بن عبدالعزيز الذي بعودته إلى أرض الوطن عادت لنا الحياة لنواصل المسيرة في وطن الخير والأمجاد .