أكد «أ.د.محمد آل هيازع» مدير جامعة جازان أن العمل قائم حالياً في مشروع المدينة الجامعية، وعند اكتمالها فإنها ستوفر كافة التجهيزات والاحتياجات التعليمية على أحدث المستويات، مشيراً إلى أن المدينة ستوفر أجواء مثالية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، حيث تقع على ضفاف البحر الأحمر. وأضاف لا أعتقد أن التوسع في إنشاء المزيد من الكليات سوف يؤثر سلباً في احتياجات سوق العمل من توظيف الخريجين بأعداد كبيرة سنوياً، مشدداً على حرصهم أن يكون خريجو جامعة جازان على مستوى عال من الكفاءة والحصيلة العلمية، وهذا سيضمن لهم بعون الله الحصول على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم. وكشف أن آلية القبول والتسجيل في الجامعة تسير وفق خطة موضوعة من عمادة القبول والتسجيل، ومقرة من مجلس الجامعة وتتكيف وفق مخرجات الثانوية العامة في كل عام، وهي بحول الله قادرة على استيعاب العدد الأكبر من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية من منطقة جازان وغيرها من مناطق مملكتنا الغالية، وإليكم نص الحوار: نتطلع إلى المزيد * بعد مرور أكثر من 4 سنوات على قيام هذا الصرح العلمي الحديث جامعة جازان، كيف تقيمون المرحلة والنتائج خلال تلك المسيرة ولمسات الجامعة التعليمية والمستقبلية على أبناء المنطقة؟ لا شك أن 4 سنوات عمر قصير في أي هيئة تعليمية سيما الجامعات منها، وجامعة جازان بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة استطاعت أن تحقق نتائج ملموسة على كافة المستويات بشكل عام وفي مجالات متعددة، ولازلنا نتطلع إلى المزيد. مبانٍ مستأجرة * هل وصلت الجامعة مع بدايتها إلى مرحلة الاكتفاء في احتياجاتها ومتطلباتها الأساسية من حيث المباني والتجهيزات الأخرى الضرورية وتوفير الحضور الأكاديمي البشري، أم لازالت الحاجة قائمة وتتطلعون للمزيد من الدعم للوصول إلى ما تصبو إليه الجامعة؟ الجامعة كما تعلم هي الآن في مبانٍ مستأجرة، والعمل قائم حالياً في مشروع المدينة الجامعية، وعند اكتمال المدينة الجامعية فإنها ستوفر كافة التجهيزات والاحتياجات التعليمية على أحدث المستويات، وفيما يتعلق بالكادر الأكاديمي فإنه في كل عام يتم التعاقد مع عدد من الأكاديميين المستجدين على مستوى العالم، أما في خدماتها التعليمية فإنها تعمل أيضاً على توفير أجواء مثالية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب حيث تقع على ضفاف البحر الأحمر مما يعطيها جمالاً أخاذاً يزيد من بهاء تصميمها روعةً وجمالاً، وتبلغ مساحتها 9 ملايين متر مربع، لتلبية احتياجات الجامعة في التوسع خاصة أنها من أسرع الجامعات الناشئة نمواً، وتبلغ تكلفة المشاريع بها أكثر من 3 مليارات ريال وهناك عدد من المشاريع في طور التسليم من الجهات المنفذة وهي: كلية العلوم وكلية المجتمع بالإضافة إلى تسوير الموقع العام والبنية التحتية، حيث تم مؤخراً توقيع عقود إنشاء مبنى إدارة الجامعة والعمادات المساندة بمبلغ 214.231.491 ريالاً، والذي يتكون من ثمانية عشر طابقاً، يحوي مبنى إدارة الجامعة والعمادات المساندة وصالات عرض وقاعات رئيسية وغيرها من الخدمات، كما سيقام داخل حرم المدينة الجامعية فندق عالمي فئة خمسة نجوم بطراز عمراني فريد ومميز وبإطلالة مباشرة على البحر بمساحة تقدر ب100 ألف متر مربع بسعة 225 وحدة فندقية، حيث يعد هذا المشروع الاستثماري السياحي الأكبر على مستوى المنطقة بدعم وتمويل من صندوق التعليم العالي، ويجسد المشروع أحد أهم الروافد السياحية والاقتصادية لتعزيز الحركة التنموية في المنطقة لاسيما وأن المنطقة في أمس الحاجة لوجود مثل هذا الفندق في ضوء التطور الهائل والسريع الذي تشهده، كما أن المستشفى الجامعي لجامعة جازان يعد نواة أكاديمية متميزة لتأهيل وتدريب طلاب وطالبات الكليات الطبية في ظل ما سيحويه من إمكانيات حديثة وكوادر بشرية مؤهلة مستقبلاً، ويجري الآن تنفيذ مشروع المستشفى الجامعي بسعة 400 سرير وبمبلغ أكثر من 309 ملايين ريال، وسيتم تنفيذه خلال 3 سنوات، ويقع داخل حرم المدينة الجامعية والتي تقدر مساحتها ب 9 ملايين متر مربع. سوق العمل * مع بدء انطلاق جامعة جازان ألا ترون أن التوسع بإنشاء المزيد من الكليات سوف يؤثر سلباً في احتياجات سوق العمل من توظيف الخريجين بأعداد كبيرة سنوياً؟ لا أعتقد ذلك فبقدر ما تقبل الجامعة من الطلاب وبأعداد متزايدة سنوياً نحرص على أن يكون خريجو جامعة جازان على مستوى عال من الكفاءة والحصيلة العلمية، وهذا سيضمن لهم بعون الله الحصول على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم. بيئة مكتشفة * تزخر المنطقة بالكثير من أبنائها الدارسين في جميع المراحل من الموهوبين علمياً وفكرياً، بعد أن تستقبلهم الجامعة وتحتضنهم في مقاعد الدراسة سنوياً. * ما هي خطة الجامعة في سبيل اكتشاف وإبراز هذه المواهب المبكرة واستغلال نبوغهم وتفوقهم العلمي؟ تحرص جامعة جازان على توفير المناخ العلمي الذي يمكن الطلاب من إبراز مواهبهم ويوفر لهم مقومات الإبداع، وهذا فيما يتعلق بالجانب العلمي وهو غير كاف إنما يكمله أيضاً الدور القائم على الأنشطة اللاصفية ونحرص أيضاً من خلالها على خلق بيئة مكتشفة ومطورة للمواهب. ..وهنا يوقع اتفاقية مع إحدى الجامعات العالمية العدد الأكبر * كيف تسير آلية القبول والتسجيل لدى الجامعة مع مختلف طلاب الثانوية؟، وهل استطاعت الجامعة من أن تتمكن من استيعاب كافة الطلاب والطالبات وقبولهم في مختلف تخصصات الجامعة خاصة وأن هناك تصريحات مسبقة من مسؤولين كبار في الوزارة من أن جامعة جازان أُنشئت لتستوعب كافة الطلاب والطالبات المتفوقين من أبناء المنطقة دون أي انتظار على قوائم المتقدمين؟ آلية القبول والتسجيل في الجامعة تسير وفق خطة موضوعة من عمادة القبول والتسجيل ومقرة من مجلس الجامعة وتتكيف وفق مخرجات الثانوية العام في كل عام وهي بحول الله قادرة على استيعاب العدد الأكبر من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية من منطقة جازان وغيرها من مناطق مملكتنا الغالية، وبحسب قدرات كل طالب وطالبة يتم تسكين الطالب في الكلية الأنسب حسب المعايير الموضوعة من عمادة القبول والتسجيل (النسب المؤهلة والموزونة) كما هي موضحة في خطة القبول لكل عام دراسي في موقع الجامعة ونشرات عمادة القبول والتسجيل، وكما جاء في سؤالك فالجامعة ستستوعب المتفوقين والمتفوقات من أبناء المنطقة وتستوعب غيرهم إن شاء الله تعالى، وهذا يوضح دور الجامعة الكبير في هذا الصدد. بحث علمي * أين وصلت مكانة البحث العلمي داخل أروقة الجامعة؟، وما هي آخر نتائج وإيجابيات بحوث الجامعة العلمية من الناحيتين النظرية والتطبيقية؟، أم لازال الوقت مبكراً لانطلاق البحوث العلمية مقارنة بالفترة الزمنية منذ تأسيس الجامعة؟ لا شك أن البحث العلمي أمر ضروري وهو من المهام الرئيسة لأي جامعة، ولذلك فإن جامعة جازان توليه اهتماماً كبيراً من خلال وكالة الجامعة للدراسات والبحث العلمي والتي تشرف على عمادة البحث العلمي ومركز الأبحاث الطبية، ومركز الدراسات والأبحاث البيئية، وهناك حراك بحثي متنامٍ لأعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعة. آلية القبول قادرة على استيعاب الخريجين.. وتمكنا من كسب ثقة جامعات عالمية تسير بتسارع * حركات الابتعاث الخارجي التي تشهدها جامعات الوطن، والتي أمر خادم الحرمين بإعادة تفعيلها والاستفادة من الدول المتقدمة علمياً وتقنياً، ما هي أعداد الطلاب المبتعثين من الجامعة للخارج؟ والنتائج المتوقعة من هذا الابتعاث على الجامعة وأبنائها الطلاب؟ إن عجلة الابتعاث الخارجي في جامعة جازان للمعيدين والمعيدات تسير بتسارع وفق ازدياد أعداد المبتعثين، وتضع الجامعة قوانين من شأنها النهوض بالمستوى التعليمي من حيث اختيار الجامعات الخارجية المرموقة الموافق عليها من قبل وزارة التعليم العالي والتخصصات التي يتم الاحتياج الفعلي لها والتي تتزامن مع النمو والتطور الحاصل للجامعة، وكل هذه الأمور تخضع للدراسة والتخطيط من قبل الجهات المختصة بالجامعة، ويزيد عدد المبتعثين في الخارج حالياً على 250 مبتعثاً و مبتعثة. توقيع مذكرات * تشكل أو تعتبر الجامعات في مختلف دول العالم هي النواة الأولى لعمليات التنمية والتقدم الحضاري لتلك الدول، وتشهد تلك الجامعات فيما بينها تنافساً محموماً لإبراز علومها وجهودها وتطورها العلمي، فهل لدى جامعة جازان طموح للمنافسة محلياً أو عربياً أو عالمياً لإبراز ما لديها من تطور وتقدم وطموح؟ لا شك أن هدف التميز والتطور مطلب تسعى إليه الجامعة وهو ما نعمل من أجله لأن تكون جامعة جازان في مصاف الجامعات العالمية، ومن هذا المنطلق تمكنت جامعة جازان من كسب ثقة جامعات عالمية عريقة لجودة مخرجاتها وتميزها الأكاديمي بتوقيع العديد من مذكرات التفاهم، وبهذه الثقة تسجل الجامعة نفسها عالمياً في ظل التعاون المثمر من الملحقيات الثقافية السعودية في العديد من الدول، إلى جانب توقيع الجامعة مذكرة تعاون أكاديمي مع جامعة "الينوي" بشيكاغو في الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال الطب، ومن ثمار هذا التعاون التحق عدد من طلاب كلية الطب بجامعة جازان ببرنامج تدريبي في جامعة "شيكاغو" بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما وقعت الجامعة مذكرة تفاهم مع الهيئة القيادية للتعليم العالي في لندن للاستفادة من الخدمات الاستشارية في مجال القيادة الأكاديمية والإدارية، بالإضافة إلى توقيع الجامعة مذكرة تفاهم مع عدد من الجامعات الصينية لدعم العملية التعليمية، وقد أسهم ذلك في تبادل زيارات بعض أعضاء هيئة التدريس والطلاب للجامعات الصينية، وكذلك مع جامعة "موناش" في استراليا، وجامعة "وارك" في بريطانيا، وجامعة "يوتا" بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وجامعة "فيينا" في النمسا، وجامعة "مانشستر" في بريطانيا، وجامعة "يوتو" في اليابان. أمير المنطقة * كانت الجهود الكبيرة والمتابعة الحثيثة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة منذ توليه إمارة المنطقة الأثر الكبير في المسارعة في تأسيس وبناء وانطلاق جامعة جازان على أرض الواقع، فإلى أين وصلت اهتمامات سموه المستمرة بأوضاع الجامعة ودعم مسيرتها؟ دعني في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل لسمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر على دعمه المتواصل والمستمر لجامعة جازان، ولا شك أن سؤال سموه ومتابعته الدائمة لها الأثر الإيجابي في مسيرة الجامعة، وهذا أمر غير مستغرب فهو يسعى دائماً إلى تلمس احتياجات أبنائه في المنطقة، وجامعة جازان صرح من صروح المنطقة التي تحظى باهتمام سموه، كما نتشرف دائماً برعاية سموه لفعاليات الجامعة. تخصصات نوعية * هل قامت الجامعة بتوفير كافة الكليات والأقسام والتخصصات لتلبية طموح الطالبات ورغبتهن في الاختيار الدراسي باستثناء كليتي الطب والعلوم التي حققت رغبات الكثير من الطالبات المتفوقات للالتحاق بهاتين الكليتين العلميتين؟ فتحت جامعة جازان أبوابها للطالبات في تخصصات نوعية حيث استقبلت في العام الماضي الدفعة الأولى من بنات هذا الوطن في كلية الطب والعلوم الطبية، وفي هذا العام تم أيضاً قبول الدفعة الأولى في طب الأسنان والصيدلة وإدارة الأعمال والمحاسبة والإعلام، كما سيتم في العام القادم افتتاح كليات جديدة وهي كلية التصاميم والعمارة، حيث سيكون للبنات قسم خاص تحت مسمى "التصميم الداخلي"، وسيتم القبول للبنات في كلية علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات، ونسعى من خلال ذلك إلى تحقيق الهدف النوعي في مشاركة المرأة السعودية مجتمعها في رحلة البناء والتنمية، وبنوعية من التعليم تضمن لها أن تواصل تعليمها وفق المنهج السامي لهذه البلاد. تجربة مميزة * استضافت جامعة جازان قبل أيام مؤتمراً طبياً عالمياً بعنوان: "المؤتمر العالمي للتعليم الطبي"، بحضور ومشاركة أكثر من 26 دولة على مستوى العالم، في ظل حداثة الجامعة وقلة خبرتها في استضافة مثل هذه المؤتمرات الدولية الهامة كيف وقع الاختيار عليها؟، وما هي النتائج التي حققتها الجامعة من هذا المؤتمر؟، وما السبل التي اتبعتها لإنجاحه؟ أقيم هذا المؤتمر بالتعاون بين الجامعة والجمعية السعودية للتعليم الطبي، وكانت تجربة مميزة للجامعة ولكلية الطب التي عملت بشكل دؤوب لإنجاح هذا المؤتمر، وكان لدعم سمو أمير المنطقة سبب رئيس في نجاحه، حيث رعى حفل افتتاحه، كما كانت زيارة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري حافزاً قوياً لجميع المشاركين، واكتسبت الجامعة خلاله العديد من النتائج والتي من أهمها الاحتكاك المباشر مع عدد من الأكاديميين في المجال الطبي المتميزين على مستوى العالم ومن دول مختلفة.