في اللحظة التي عاد فيها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تفتحت أفق جديدة من المعاني الإنسانية الراقية فقد توهجت المشاعر وتدفقت الأحاسيس وازدانت الطرقات بالعبارات التي تعلو عن حب الناس لوالدهم وقائدهم. كل هذه المشاعر لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة جهد مضن وقلب صادق وعقل واع لمتطلبات هذا الوطن والرغبة الصادقة فى تطويره والارتقاء به فى مصاف دول العصر المتقدمة، لذلك لم تترك طريقاً إلا وطرقته، ولك فيه علامات بارزة والشواهد كثيرة على إنجازاتك وقراراتك وذاكرة المواطن السعودي والعربي والمسلم لا تنسى الجانب الإنساني، فإن الحديث يطول وتعجز الكلمات مهما حملت من معان من كشف ذلك الجانب المضيء من شخصيتك العظيمة، حيث إن الجانب الإنساني في شخصيتك ليس أمراً مفتعلاً أو وليد الصدفة، بل هو أمر جبل عليه وتمتد جذوره إلى أسس راسخة جمعت بين عراقة الأسرة الكريمة وبين التربية القويمة التي ربى عليها أبناءه المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، متخذاً في ذلك من الإسلام نبراساً ومن تعاليمه السمحة منهجاً، فكان أن جاد لنا بمثل هؤلاء الرجال. إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه، هكذا عرفنا الوالد القائد ما من مهمة يتولاها إلا وأحاطها بكل الاهتمام والرعاية والمتابعة ليصل بها إلى أعلى درجات الإتقان. هذا ورغم تعدد المهام الملقاة على عاتقه وتشعبها وتنوعها، إلا أن ذلك المبدأ يظل ثابتاً في كل أمر يتولى زمامه. وهكذا هو الحال بالنسبة للأعمال الإنسانية التي يمنحها كل اهتمامه ورعايته، ولا يكاد يمر يوم إلا وله لفتة إنسانية هنا أو هناك، ناهيك عن مشاريعه الإنسانية الكبيرة التي أصبحت معالم بارزة في مناطق متعددة من العالم. نحمد الله على عودتك سيدي إلى أرض الوطن وندعو لك بدوام الصحة والعافية. * نائب رئيس مجلس إدارة شركة الفوزان للتجارة والمقاولات