لقد كان شعب المملكة الحبيبة ، بل وكل العرب يسعون للاطمئنان عن صحة خادم الحرمين الشريفين ، وها هو قد عاد بعد طول غياب ، فهنيئا لنا بسلامة من اهتزت لعودته اوتار القلوب وعاد شامخا ليكون بين ظهرانينا ، فننهل منه الحب والرحمة ، ونزداد بهجة وحبورا ، كيف لا وهو الوالد والحبيب والابن البار للملك التاريخي عبدالعزيز الذي فتح ابواب المجد واسعة ليدخل من وراءه ابناءه بفخر واعتزاز ، ويحضرني بهذه المناسبة أن أبدي اعجابي بالحديث الذي اجراه الأستاذ أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية في يوم الاثنين الثالث عشر من شهر صفر لعام 1432 هجرية مع المليك ،حيث كان الحديث من القلب فوقع تأثيره في كل القلوب المتلهفة لعودته الى أرض الوطن سالما معافى ، وهذا الحديث إن دلّ على شيء ، فإنما يدلّ على مدى حب واهتمام شعب الكويت بملك القلوب الذي تجاوزت اهتماماته وهمومه المملكة العربية السعودية لتشمل الامة العربية جمعاء ايمانا من مقامه السامي بأن مسؤوليته كملك لدولة ذات تأثير ونفوذ عالمي لابد من استثمارها من اجل رفعة العرب حميعا ، والتقريب بين وجهات نظر حكامها ، والاستمرار في النخوة الأصيلة التي تسارع لنجدة الاشقاء وحل ما يعترض طريقهم من مشاكل تعيق الاستقرار والتنمية وتعترض وحدة الصف العربي في مواجهة تحديات العصر التي يجب مواجهتها لا ان نقف امامها موقف المتفرج ، فالموقف القوي الفاعل والمتفاعل هو الذي يضعنا في المكان الصحيح ضمن الأمم المتقدمة . ! واجمل ما نطق به خادم الحرمين الشريفين أنّ النقاهة بالنسبة لمقامه السامي هي العمل مؤكدا على أنّ حمل الامانة هو ما يعتزّ ويؤمن به ، فالمسؤولية التي شرفه الله بها تجعله يسارع الى تأديتها بكل سعادة وراحة ضمير ... وفي ذلك متعة ما بعدها متعة. إن خادم الحرمين الشريفين يستثمر وقت نقاهته في خدمة شعبه والاهتمام بقضايا امته العربية والاسلامية ويرى في ذلك نشوة تلك المتعة عندما يسهر الوالد على رعاية ابنائه ، فهل لدلالة هذا المسمى (خادم الحرمين الشريفين) مكان لخلاف بين أي فرد من افراد امتنا العربية والاسلامية ؟