أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين عن بالغ الشكر والتقدير لكافة المواطنين للمشاعر الوطنية التي أظهرها أهل مملكة البحرين تجاه القيادة ، وقال إن بلاده ستخرج من هذا الظرف أقوى مما كانت عليه. وأضاف رئيس الوزراء البحريني في كلمة له لدى استقباله امس جموعاً من المواطنين ، الذين قدموا للتعبير عن ولائهم ووقوفهم مع القيادة ، أن الوحدة الوطنية هي أعظم ثروة لهذا الوطن ، وهذه الوحدة التي قادت البحرين إلى التطوير والتحديث والإصلاح منذ فجر التاريخ وبزوغ شمس النهضة قادرة اليوم على قيادتها إلى بر الأمان إن شاء الله، لافتا إلى أن المجتمع البحريني سيظل متماسكاً وقوياً، ولن يزيده الاختلاف إلا لُحمة وصلابة وستخرج مملكة البحرين إن شاء الله من هذا الظرف أقوى مما كانت عليه بعزيمة ووطنية أبنائها الشرفاء . وأكد سموه على ضرورة الحفاظ على البيت البحريني متماسكاً وقال « إن الشعب البحريني يمثل الوحدة الوطنية التي يجب على الجميع حمايتها، فالبحرين كانت وما زالت وستظل رمزاً للتعايش والتواصل ونبذ الفرقة والفتنة » . وأوضح أنه كما جُبل أجدادنا وآباؤنا الأولون ، سنظل نحن كذلك أوفياء للترابط والتماسك المجتمعي وداعمين له ومساندين لكل جهد يهدف إلى الوحدة، وأكد سموه في هذا الصدد «أن الحكومة تدعم وتكرس أجواء التعايش التي اشتهرت بها مملكة البحرين منذ الأزل حتى غدت حضنا للجميع» ، مشددا على أهمية صون الوحدة الوطنية، والحفاظ على المتكسبات التي تحققت والبناء عليها وأن تتلاقى الجهود من أجل التشييد والبناء . ودعا سموه في ختام كلمته المولى جلت قدرته أن يحفظ مملكة البحرين من كل سوء ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار . وخيم آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في دوار (ساحة) اللؤلؤة التي أضحت رمزا لقضيتهم في انتظار حوار بين المعارضة وولي عهد البحرين. ويتوقع أن تقدم المعارضة البحرينية مطالب لولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الذي يقود حوارا وطنيا بعد اضطرابات استمرت عدة أيام وأسفرت عن سقوط ستة قتلى. والسبت تدفق المحتجون عائدين إلى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة ودفعوا شرطة مكافحة الشغب للهرب ونصبوا خياما استعدادا لإقامة مطولة في الميدان. وبناء على أوامر من ولي العهد انسحبت قوات الجيش والمدرعات والدبابات في وقت سابق من الدوار الذي ظلت تسيطر عليه منذ يوم الخميس بعد أن شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما خلال الليل ضد المحتجين الذين اعتصموا هناك. وأدى ذلك إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 231. وقال ولي العهد في حديث مع شبكة سي.ان.ان الاخبارية عن الحوار مع المعارضة "جميع الاحزاب السياسية في البلاد جديرة بأن يكون لها صوت على المائدة" وأضاف أن ملك البحرين كلفه بأن يقود الحوار وبناء الثقة مع جميع الأطراف. وتابع "اعتقد ان ثمة الكثير من الغضب والكثير من الحزن وفي هذا الصدد أريد أن اتقدم بتعازي الجميع لأسر من فقدوا احباءهم ولجميع المصابين. نحن في غاية الاسف وهذه مأساة رهيبة لأمتنا." وقال ولي العهد إنه سيجري "بكل تأكيد" السماح للمحتجين بالبقاء في الساحة. وقال مصدر بالمعارضة طلب عدم نشر اسمه لرويترز إنه بالاضافة إلى سحب قوات الامن فإن مطالب المعارضة الرئيسية هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين واستقالة الحكومة واجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد. وذكر المصدر المعارض ان من المرجح تقديم هذه الطلبات إلى ولي عهد البحرين الشيخ سلمان الذي ينظر إليه على انه إصلاحي. وقالت الحكومة إن الحوار بدأ بالفعل. وتابع المصدر قائلا إن"الطرفين الاساسيين هما الشيخ علي سلمان وابراهيم شريف." والشيخ علي هو الامين العام لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة في حين يرأس شريف جمعية وعد العلمانية التي لم تفز بأي مقعد في البرلمان. وأشار ولي عهد البحرين السبت إلى ان هذه الاضطرابات جاءت نتيجة عدم تلبية مطالب الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين. وقال لقناة العربية "نلخص الموضوع بعدم الاهتمام أو يعني تهميش لبعض المطالب الاساسية فنحن نريد ان نصلح هذا الوضع نريد أن لا يتكرر هذا الوضع مرة ثانية.". وصرح ولي العهد لسي.ان.ان "المحتجون في دوار اللؤلؤة يمثلون نسبة كبيرة جدا من مجتمعنا ومعتقداتنا السياسية." واضاف في الحديث الذي اذيع في ساعة متأخرة من مساء السبت "ثمة قوى اخرى تتحرك هنا. هذه ليست مصر وليست تونس. ولا نريد ان نفعل كما حدث في ايرلندا الشمالية وهو التحول إلى حرب ميليشيات أو طائفية." وعمل المحتجون على تجنب أي أعمال تمنحهم طابعا طائفيا ولوحوا بعلم البحرين بلونيه الاحمر والابيض ورددوا شعارات تدعو لوحدة البحرين. وقال المصدر إن هناك تكهنات متزايدة بأن ولي عهد البحرين سيحل محل رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بشكل مؤقت. واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد ان اعمال العنف التي وقعت في البحرين "غير مقبولة" وان على السلطات ان تعمد الى اجراء "اصلاحات" في اسرع وقت ممكن. وصرحت كلينتون لشبكة "ايه بي سي" الاميركية "لا نريد ان نشهد اي عنف. انه غير مقبول على الاطلاق. نريد فعلا ان توفر حقوق الانسان حماية للشعب، اي حق التظاهر والتعبير بحرية، ونريد ان تكون هناك اصلاحات". واضافت وزيرة الخارجية الاميركية "لقد بدأت البحرين بعض الاصلاحات ونأمل في رؤيتهم يعودون الى ذلك في اسرع وقت ممكن". من جانبه دان البيت الأبيض استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين في البحرين، مطالباً بإجراء إصلاحات، كما أعرب عن دعمه لخطوات وليّ العهد الذي دعا إلى الحوار بعد مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن مستشار الأمن القومي توم دونيلون اتصل بوليّ عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة جدد فيه "إدانة الرئيس باراك أوباما لاستخدام العنف ضد المتظاهرين"، وأعرب عن دعمه للخطوات التي اتخذها وليّ العهد لضبط النفس وإطلاق حوار مع كافة مكونات المجتمع البحريني. وقال إن استقرار البحرين التي كانت شريكاً منذ مدة طويلة للولايات المتحدة "يعتمد على احترام الحق العالمي لشعب البحرين" وإطلاق "عملية إصلاح تستجيب لتطلعات البحرينيين".