طوكيو- «الرياض» يعتبر العيد الوطني المسمى «يوم بلوغ سن العشرين» الذي يوافق ثاني يوم اثنين من شهر يناير من كل عام فرصة للفتاة اليابانية لكي تختال بطلة جديدة كل الجدة. ففي ذلك اليوم تقوم الفتاة العشرينية برحلة إلى صالون تجميل لتصفيف شعرها إلى أعلى وتلف جسدها داخل كيمونو بأكمام طويلة مصنوع من الحرير الفاخر الباهظ الثمن ثم تقوم برحلة أخرى أطول قليلا إلى معبد محلى تمنياً لحظ سعيد، ذلك أن بلوغها سن العشرين يخولها لأن تتمتع بكل امتيازات المرأة البالغة وتضلع بكل المسؤوليات المترتبة على ذلك. وعلى طول الطريق من وإلى المعبد تلفت الفتيات اللواتي يمشين الهوينى الانتباه كزهرات يانعات بألوان ربيعية زاهية تعكسها أزياؤهن البراقة. ويحق للرجل طوال هذا اليوم التقاط ما شاؤوا من صور لهن. غير أن هؤلاء الرجال قد لا يكونون على شاكلة ما ينطبع في أذهان الفتيات من صور لفارس الأحلام. فبعضهم كبار إلى حد أنهم قد يكونون في عمر آبائهن أو في سن «الاوجيسان»، أي الأجداد. وللرجال هواة التصوير طقس يمارسونه أيضا في هذا اليوم ،إذ إنهم يحيطون بالنساء أثناء اقترابهن من المعبد ويوجهونهن لاتخاذ أوضاع مختلفة وكأنهم محترفو تصوير فوتوغرافي. يرتدين الكيمونو ويمشين متبخترات.. ورحلة المعبد محفوفة ب"الفلاشات" والأعين الفضولية أما النساء اللواتي قد يترددن قليلا قبل أن يستجبن لإطراء أزيائهن فإنهن يستجبن لتوجيهات المصورين وبينما تقف البعض في وضعيات جامدة وينظرن إلى الكاميرات مباشرة، فان البعض الآخر يبتسم ويرسمن شارة النصر بأصابعهن الجميلة. وأفضل مكان لمشاهدة هذا الطقس هو معبد ميجي جينغو الذي يعد واحدا من أشهر المعالم الشعبية في اليابان ويجتذب حوالي 3 ملايين زائر في عيد رأس السنة ومئات الآلاف في عيد بلوغ سن العشرين. فتيات يرسمن شارة النصر في يوم بلوغهن سن العشرين والكيمونو هو الزي التقليدي الياباني ولكن شكله يختلف باختلاف الجنس والمناسبة. فهناك كيمونو خاص بالرجال، وآخر خاص بالنساء، وثالث للأطفال. وهناك كيمونو خاص بالأعراس، وآخر لمناسبات العزاء، وهناك كيمونو لعامة الشعب والعمال والفلاحين. ويأتي الكيمونو الرسمي الذي يظهر به اليابانيون في المناسبات الرسمية برسوم مستوحاة من الطبيعة وتطغى عليه ألوان ذهبية وحمراء وبرتقالية وتعبر عن بلد الشمس المشرقة. كما يلبس الشباب من الجنسين الكيمونو في الاحتفال بعيد بلوغ سن العشرين والذي يقام سنوياً في موعد محدد، لأن سن العشرين هذا هو السن القانوني للبلوغ والذي يسمح بعده للشباب بجميع الحقوق القانونية التي يسمح بها للمواطنين ذي الأهلية ويطلق على الياباني طفل حتى سن العشرين ويكون مسؤولاً من أهله حتى يكمل تعليمه الجامعي. وقد تكون اليابان الدولة الأسرع شيخوخة حيث ترتفع نسبة كبار السن وينخفض معدل المواليد بصورة لافتة الأمر الذي ينذر بمشكلات ديموغرافية خطيرة على مدى العقود القليلة المقبلة. ولكن في هذا اليوم ،فإن هذه الدولة التي بدأت تشيب تحتفل بشبابها العشرينيين في عطلة قومية. فالعشرين هو السن القانوني للبلوغ والذي يتمتع بعده الشباب بجميع الحقوق القانونية المكفولة للمواطنين ذوي الأهلية مثل حق التصويت في الانتخابات والزواج بمن شاء دون الحصول على موافقة الأبوين.ويعتبر الياباني طفلا حتى سن العشرين ويتكفله أهله حتى يكمل تعليمه الجامعي. ويحمل الشاب أو الشابة في سن العشرين لقب «هاتاشي». فتاتان أمام أحد المزارات وتبدأ العطلة بحفل رسمي بقاعة البلدية حيث يقوم العمدة أو احد كبار المسؤولين بتقديم النصح للجيل الجديد. وبعد انتهاء المواعظ تقوم الفتيات المحتفى بهن بجولات في المزارات الدينية لدى اليابانيين تلمسا للحظ السعيد.ويرتدي الشبان في مثل هذه المناسبات بدلات رسمية استعدادا لتقديم أنفسهم إلى نجمات هذا اليوم وهن الفتيات اللواتي بلغن سن العشرين. وترتدي الفتيات في هذا العيد زيا خاصا بالنساء غير المتزوجات يتكون من كيمونو بألوان زاهية باهظ الثمن و»شال» وبري ابيض ينسدل من الكتفين بحيث تبدو الفتاة كطاؤوس نفش ريشه فأبهر الناظرين بجماله. وتكتمل هذه الزينة بصندل يسمى»زوري». وهذا الزي في حقيقة الأمر يأتي بكل هذا الزخم الهائل من الألوان ليعلن عن أن من ترتديه تنتظر الخطاب الراغبين في الزواج. ونظرا لتقلص عدد الفتيات في سن العشرين بسبب تدني معدل المواليد في البلاد، أخذت الاحتفالات بهذا العيد تكتسب بعدا أوسع نطاقا بمضي الزمن. ففي بعض المقاطعات، وبدلا من إقامة الاحتفالات في قاعات البلديات أخذت الأنظار تتجه إلى أماكن أرحب وأكثر صخبا مثل متنزه «ديزني لاند طوكيو». الفتاة في سن العشرين تتمتع بكامل حقوق المرأة البالغة