وصلت رياح الاحتجاجات الى ليبيا أمس، فقد فرقت الشرطة الليبية بالقوة ليل الثلاثاء/ الاربعاء اعتصاماً ضد السلطة في بنغازي في عملية تبعتها تظاهرة تأييد لنظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في عدد من المدن الليبية، بحسب الصحافة الليبية. وأصيب حوالي 38 شخصا بجروح في الصدامات التي وقعت في بنغازي، ثاني اكبر مدن البلاد، على بعد الف كلم شرق طرابلس بين متظاهرين وقوات الامن، كما اعلن المستشفى المحلي عشية "يوم غضب" متوقع اليوم الخميس اثر دعوات اطلقت على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. وبحسب مواقع اعلامية عربية، فان المتظاهرين في بنغازي رددوا هتافات ضد النظام ومنها "بنغازي استيقظي، انه اليوم الذي تنتظرينه" و"دم الشهداء لم يذهب هدرا" او "الشعب يريد اسقاط الفساد". وبدت ليبيا بنظامها المقفل وكأنها تتمتع بحصانة ضد خطر الاحتجاج على نظام العقيد القذافي الذي يمارس منذ 42 عاما سلطة لا يشاركه فيها احد في بلد شاسع غني بالموارد النفطية وغير مكتظ بالسكان. وقالت صحيفة "قورينا" الليبية إن سبب الاضطرابات هو القبض على رجل يدعى فتحي تربل وهو نشط في مجال حقوق الإنسان كان يعمل من أجل الإفراج عن سجناء سياسيين. واستخدم معارضو القذافي شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للدعوة إلى احتجاجات في أنحاء ليبيا اليوم الخميس. ويبدو أن أحداث بنغازي أجبرت السلطات الليبية أمس على الافراج عن 110 اسلاميين ينتمون الى "الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة"، ما يرفع الى اكثر من 360 عدد "السجناء السياسيين" الذين افرجت عنهم طرابلس منذ مارس. ومن بين المفرج عنهم ال 110 ثلاثة من قادة الجماعة، كما اكد رئيس جمعية حقوق الانسان الليبية محمد طرنيش لصحافيين في سجن ابو سليم سيئ السمعة في طرابلس. ومنذ مارس افرجت ليبيا عن اكثر من 250 سجينا ينتمون الى جماعات اسلامية مختلفة بينهم اربعون تقريبا من "الجماعة الليبية المقاتلة" أبرزهم ثلاثة من قادتها السابقين هم بحسب طرابلس عبدالحكيم بلحاج امير التنظيم، وسامي السعدي المسؤول الشرعي، وخالد الشريف القائد العسكري والامني للجماعة. وبحسب جمعية حقوق الانسان الليبية فان المفرج عنهم خضعوا لبرنامج لاعادة التأهيل ونبذ العنف و"بامكانهم من الآن الاندماج في المجتمع والمشاركة في المشاريع التنموية، والعودة الى سابق اعمالهم". وكانت السلطات الليبية باشرت العام 2007 بمبادرة من سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، حواراً مع الاسلاميين الليبيين فتح الباب أمام الافراج عن قسم كبير منهم. وتشكلت الجماعة في بداية التسعينات في افغانستان على ايدي ناشطين ليبيين كانوا يقاتلون القوات السوفياتية.