كشفت نتائج تجارب الباحثين بجامعة كيوشو ، جنوبي اليابان ، عن قدرة الكلاب على اكتشاف سرطان القولون والمستقيم في مرحلة مبكرة. تشير النتائج إلى أن الخلايا السرطانية التي تنتشر في الجسم تنبعث منها رائحة يمكن للكلاب اشتمامها. ويقول الباحثون إن ذلك قد يؤدي إلى تطوير اختبارات يمكنها الكشف عن سرطان الأمعاء في مرحلة مبكرة للغاية قبل أن ينتشر في الجسم. والجدير بالذكر أن هناك شواهد سابقة تشير إلى أن الكلاب قادرة على اكتشاف سرطان الثدي والرئة كذلك. نشرت نتائج الدراسة الجديدة التي أجراها باحثو جامعة كيوشو على الموقع الإلكتروني لمجلة "جات" البريطانية. في إطار الدراسة ، قضى كلب من نوع "لابرادور" عدة أشهر في إجراء 74 اختبارا للشم ، بعد تلقيه تدريبا خاصا. تضمن كل اختبار خمس عينات من النَفَس أو البراز ، بينها عينة واحدة فقط تحتوي على خلايا سرطانية ، حيث أخذت هذه العينات من 48 شخصا مصابين بسرطان القولون والمستقيم ، إلى جانب 258 متطوعا غير مصابين بالسرطان أو أصيبوا به في السابق. نجح الكلب في تحديد العينات المصابة بالسرطان بنسبة تجاوزت 95 في المئة. وتظهر نتائج الدراسة أن الكلب حقق أعلى معدل نجاح في اكتشاف عينات الأشخاص المصابين بالسرطان في مرحلة مبكرة. ولم تشكل عينات المدخنين أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض معوية مشكلة للكلب. صحيح أن الأطباء يمكنهم بالفعل إجراء اختبار لاكتشاف وجود دم في عينات البراز ، حيث أنه مؤشر لوجود السرطان ، غير أنه لا يمكن لهذا الاختبار اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة سوى في حالة واحدة بين كل عشر حالات. في عام 1989 ، نشرت مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية حالة كان فيها أحد الكلاب يشتم باستمرار رائحة سرطان الجلد الذي أصاب صاحبه. كلما كان اكتشاف السرطان وعلاجه مبكرا ، كلما زادت فرص المريض في الشفاء.