لزمت (اسرائيل) جانب الصمت والحذر ازاء ما جرى في مصر، معربة في الوقت ذاته عن أملها بان تحافظ القيادة المصرية القادمة على معاهدة السلام القائمة بين الجانبين. ودعت الاسرة الدولية الى العمل نحو تحقيق هذه الغاية. واصدر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تعليماته الى اعضاء الحكومة بالامتناع عن الادلاء بأي تصريح يخص التطورات الحاصلة في مصر. وكان نتنياهو أجرى الليلة قبل الماضية مشاورات هاتفية مع وزير خارجيته افيغدور ليبرمان في اعقاب تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية اسرائيلية كبيرة اعتقادها بانه لن يطرأ تغير جوهري في العلاقات بين مصر واسرائيل"، زاعمة انه من مصلحة البلدين الحفاظ على معاهدة السلام المبرمة بينهما". واشارت الاذاعة الى ان مستشار الامن القومي الاسرائيلي عوزي اراد اجتمع في واشنطن مع نظيره الاميركي توم دونيلون وغيره من المسؤولين وبحث معهم الاوضاع في مصر. في غضون ذلك، قدرت مصادر أمنية إسرائيلية ان تسود المنطقة فترة من عدم الاستقرار عقب التطورات التي شهدتها وآخرها سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك، ومن قبله نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. غير ان هذه المصادر رجحت ان لا تحصل أي "هزات" مقابل إسرائيل على المدى القصير. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الالكتروني عن هذه المصادر القول ان هذا الوضع يتطلب متابعة جذرية للتغيرات التي تحصل"، لافتة الى ان "ثورة مصر" كانت خلال الايام الثمانية عشرة الماضية في مركز مباحثات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وكانت اجهزة الامن الاسرائيلية تحدثت مؤخرا عما أسمته "رياح سلبية" تهب من دول الجوار، وأن "الرسالة المركزية هي عدم الاستقرار، وعدم الوضوح بشأن ما سيحصل، وأن الأمر يتطلب الرد المناسب". ووفق المصادر فان التقديرات الإسرائيلية السائدة تشير إلى أن "الأحداث في مصر من الممكن أن تخلق مستقبلا جبهة أخرى أمام الأجهزة الأمنية في حال وصلت عناصر متطرفة إلى الحكم". وقالت "يديعوت" انه يوجد لدى الأجهزة الأمنية الاسرائيلية "خطة ادراج" تم إعدادها في السنوات الأخيرة لليوم الذي يلي ولاية حسني مبارك. وقد تم وضعها في حينه على خلفية الوضع الصحي للرئيس مبارك. واضافت: الموضوع المصري إلى جانب تغييرات أخرى في المنطقة ستكون أول ما يركز عليه رئيس هيئة أركان الجيش الجديد بيني غينيتس. ولم تستبعد أن تؤثر المناقشات التي تجري في هذا الشأن على برامج العمل للسنوات 2012-2017. ونقلت "يديعوت" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها:" قبل ثورة مصر، يوجد دعم واسع وملزم في أوساط الجيش المصري لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأنه يبدو، حتى اللحظة، أنه طالما ظل الجيش يدير الأمور و"يسد الطريق أمام الإخوان المسلمين أو جهات متطرفة أخرى" فسوف يتم الحفاظ على الوضع الأمني الحالي المستقر. وخلصت الى القول: حتى اللحظة لم يقم الجيش الإسرائيلي بتعزيز قواته على الحدود الجنوبية مع مصر، إلا ان الأيام القادمة ستكون حساسة جدا، وسيتم اتخاذ خطوات نوعية بموجب التطورات".