أوضح د.محمد بن عبدالعزيز العقيل - المستشار الأسري - بأن التوافق النفسي والأسري مؤشر على العلاقة الإيجابية بين الفرد وأسرته ومحيطه, والذي يتضمن الإحساس بالسعادة والرضا عن الذات ومع الآخرين والشعور بالأمن والطمأنينة,إلى جانب ضرورة القيام بالواجبات والالتزام بالأخلاقيات واحترام الآخرين والتعاون معهم وتقبل النقد والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر دون خوف وحرج. كما ذكرد.محمد أهمية دور الأسرة في إشباع الحاجات النفسية منها الحاجة إلى الحب والأمن,والحاجة إلى الانتماء وقد اعتبر أن الانتماء إلى كيان أسري جديد يتم إشباعه عن طريق الزوج ويتحقق إشباعه على أكمل وجه إذا كانت الأسرة مترابطة ومتماسكة. وقال إن للأسرة اثرا بالغا في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وذلك من خلال ماتزرعه من توازن في شخصية أفرادها تجعلهم قادرين على التفاعل الايجابي مع مجتمعاتهم, مشيرا إلى أن التفاعل الايجابي هو الذي يقوم على الأحاسيس والمشاعر والعواطف,فالأحاسيس في الحياة الأسرية هي الحياة, وعدمها هو الذبول فالجفاف فالموت. وأضاف أن الأفراد يتطلعون إلى أسرة تكون بمثابة المكان الاجتماعي والنفسي والآمن الذي يجدون فيه المظلة الواقية من المآسي والأحزان والمواقف الصعبة في حياتهم. كما أكد الحاجة إلى المعاضدة والتي تستمر بنمو الأسرة حيث أن الأسرة المترابطة يظل أفرادها يتوقعون من بعضهم مواقف معاضدة إيجابية باختلاف ظروف الحياة وتنوعها. وأشار إلى أهمية الترابط الأسري وأثره في تحقيق الأمن الوطني, ودور الأسر المترابطة في حماية أفرادها من الانزلاق وراء الأفكار الضالة أو المناهج المنحرفة, ومن بين تلك الواجبات التنشئة العلمية الصحيحة سواء كانت عقدية أو عبادية أو سلوكية.. وذكر أن إسهام الأسرة يأتي بتعرض أبنائها إلى طائفة من الأفكار الغريبة التي لم تكن متاحة من قبل فدخول القنوات الفضائية والانترنت شكلتا تدخلا في خصوصية الأسرة المسلمة. وأضاف إلى أهمية الانترنت والقنوات الفضائية إلى أنه ثبت أنهما سلاح ذو حدين إذا أسيء استخدامهما أديا إلى نتائج وخيمة وإذا أحسن التعامل معهما والاستفادة من مخزونهما المعرفي فإنهما كنز لاغنى عنه لكل الأسرة. كما ركز على أهمية تكريس الوقت لمتابعة نشاطات الأبناء والحرص على عدم انجرافهم مع التيارات التي تسعى في الأرض فسادا. إلى جانب أهمية الحوار الأسري القائم على التفكير والإبداع الذي يسمح لعقل الطفل بتأمل الأمور ورؤية الحقيقة من أكثر من زاوية ,والذي يمكن الفرد من الابتعاد عن ان يصبح فريسة سهلة للأفكار المتطرفة والداعية للعنف والتخريب,حيث إن الحوار يعزز لدى الطفل جانب الاختيار والنظر والتأمل والتفكير,وشدد على عدم إهمال محاورته وترك الاستماع إليه,لأن ذلك يجعله يبحث عمن يشبع لديه هذه الحاجات. كما ابرز دور الأسرة في امن المجتمع ,واعتبرها خط الدفاع الأول الذي يقف سدا منيعا في وجه الأشرار لكنها لاتقوم بهذا الدور الحيوي إلا إذا كانت مترابطة في كيانها متينة في علاقتها الداخلية والخارجية. وبين أهمية الإشباع العاطفي في تحقيق الاستقرار النفسي والوجداني لدى الناشئة,والذي يأتي خلال تضمين مناهج التعليم بالقدر الذي يعزز مكانة الأسرة ودور الرجل والمرأة فيها, إضافة إلى توعية الآباء والأمهات بأهمية ذلك مع إكسابهم المهارات الكافية لتحقيقه,إلى جانب بيان مهددات الأمن الأسري كالفضائيات والهواتف النقالة والانترنت والعمالة المنزلية والخلافات الأسرية والطلاق. وأهمية طرق التصدي لتيارات الانحراف الوافدة والتي تستهدف المجتمعات الإسلامية عامة ومجتمعنا خاصةك.