استعرت هذا العنوان من محاضرة نظمتها لجنة التسويق في الغرفة التجارية بالرياض والقاها المدير الاقليمي للمنطقة العربية في قوقل وقد حاول المحاضر ان يبين انه لم يعد قوقل محرك بحث فقط بل اصبح محرك تسويق. اكثر من مئة مليون مستخدم للانترنت في العالم العربي بحلول عام 2015م يمثلون 30% من تعداد المنطقة وان 20% من سكان المنطقة الان متواجدون على النت وان اللغة العربية ضمن العشر لغات في تعداد عمليات البحث. اما في السعودية تحديدا فان 70% من السكان يستخدمون الانترنت في مقابل 95% منهم يستخدمون الجوال و65% لديهم جوالات جاهزة للانترنت. وان المستخدم السعودي يقضي حوالي ساعتين يوميا على الانترنت ولعل المهم هنا ان 80% من عمليات البحث داخل السعودية. ارقام خيالية تبين مدى العلاقة القوية والارتباط الالكتروني الذي اصبح يفوق على ما يبدو وبشكل كبير جميع انواع العلاقة والارتباطات سواء الاسرية او الاجتماعية الحية المباشرة كما تبين التأثير الذي يمكن ان تحدثه هذه الشبكة في الحياة اليومية لبني السعودية من غير تقليل لغيرهم لانهم ان لم يكونوا مثلهم فهم اكثر ترددا على النت منهم ، هذا من جانب ومن جانب اخر ما هي طبيعة هذا التفاعل وكيف يمكن توجيهها والاستفادة منها. وحيث ان الحديث عن منشآت الاعمال واستراتيجياتها لتطوير اعمالها وتحسين ادائها فان هذا السؤال يصبح اكثر تحديدا لترتبط الاجابة عليه هنا بمنشآت الاعمال والمستقبل الذي تنتظره هذه المنشآت جراء هذا التغير الذي يحدث في بيئاتها الداخلية او الخارجية وكيف لها ان تتعامل معه لكي يتحول الى فرص حقيقية قبل ان يكون مخاطر يهدد وجودها. وبشكل عام فان على هذه المنشآت النظر الى هذا التغير من زاوية داخلية لتطوير منتجاتها و خدماتها والتعامل مع مواردها او خارجية في علاقتها مع عملائها والمتعاملين معها بشكل عام. ان الارقام التي اوردتها في المقدمة ، والتي يمكن الرجوع لتفاصيلها على رابط اللجنة في موقع الغرفة التجارية ، تعطي اشارات واضحة وقوية الى اننا في عصر التواصل الاجتماعي الالكتروني شئنا ام ابينا. وبناء على ذلك فان على المنشآت بشكل عام ومنشات القطاع الخاص سرعة دراسة الوضع الراهن لهذا التواصل والبحث في محتوياته والتعرف على المتعاملين معه من فئات المجتمع واماكن تواجدهم واللغة التي يتحدثون فيها وغيرها من العناصر الهامة في هذا المجال ، واتمنى ان تكون هذه الدراسة ليست لقرار الدخول في هذا النوع من التواصل من عدمه لان هذا لم يعد يحتاج الى مزيد بحث اومناقشة ولكن لاتخاذ القرار في تحديد الوقت المناسب للدخول والمتطلبات والاستعدادات التي تحتاجها قبل الدخول الى هذا العالم الجديد والى هذه الوسائل الجديدة في التعامل مع عملائها والتواصل معهم. وبعد ان تأكدنا من اهمية هذا التواصل الذي لا تقل اهميته الداخلية للمنشأة عن الخارجية فسيكون لنا حديث وإلمحات الى انواع هذا التواصل ومتطلباته الاساسية التي ستساعد منشآتنا على تحقيق اهدافها وخدمة عملائها بشكل افضل مما سيكون له الاثر الاكبر على نجاحها واستمرارها. * ادارة إستراتيجية وتسويق كلية ادارة الأعمال – جامعة الملك سعود