استبشر جمهور النصر كثيراً بالحضور اللافت والمستوى المتميز والروح القتالية والأداء الرجولي لنجمهم أحمد عباس الذي استطاع أن يفرض اسمه لاعبا أساسيا ووصل باستحقاق إلى المنتخب الوطني، وللامانة فإن ما قدمه أحمد خلال الفترة الماضية من مستويات كانت شفيعة له بأن يكون نجما من نجوم الفريق، وهو من خلال ما يقدمه مشروع لاعب يملك الحماس والقوة والجرأة وهو مطلب للعديد من المدربين، ولكن هناك جوانب كثيرة وصفات عديدة على الرياضي التحلي بها وتكون دائماً هي المحك الرئيسي والمفصلي في نجومية اللاعب واستمراره في الملاعب بالإضافة إلى مستواه وأدائه يكسب فيها احترام وتقدير الجميع والسمعة الحسنة لعل في مقدمتها الأخلاق الرياضية وضبط النفس واحترام الخصم والإحساس بالمسؤولية وتقدير من حوله، هنا لا نريد أن نجرد أحمد من هذه الصفات فهو نجم يتمتع بالعديد من الصفات الحسنه ولكن ما بدر منه في أكثر من موقف وتصرف خلال الفترة الماضية وأصبح طرفا في العديد من المشاكل جعل حوله أكثر من علامة استفهام ربما يخسر بسببها الكثير من التعاطف، وما عباس هنا إلا نموذج ومثال للعديد من لاعبي أنديتنا والتي تتسبب في إحراج أنفسها وأنديتها وتخدش الروح الرياضية وتزيد من الاحتقان الرياضي، لذلك يستغرب الكثير من متابعي الوسط الرياضي في ظل وجود الاحتراف والمهنية تعامل أنديتنا مع مثل هذه النموذج للاعبينا بشكل عام بدون رادع وعدم تدخلها الإداري والفني والنفسي المباشر والسريع ووضع علاج للموقف تحافظ به على اللاعب بتطوير فكره الرياضي ورفع مستوى ثقافته ودراسة نفسيته. فرحة عن فرحة غير! خوسيه ربرتو لاعب منتخب البرازيل والمعروف ب "بيبيتو" والفائز بكأس العالم مع منتخب بلاده عام 1994 ولعب مع أكثر من نادي في البرازيل وأسبانيا ولعب في المكسيك واليابان والسعودية وشارك في ثلاثة كؤوس عالم ولعب 75 مباراة دولية وسجل 39 هدفا، تبدو هذه المعلومات عادية ويمكن جمعها لأي لاعب ولكن الجديد وغير العادي أنه اشتهر بحركته عبر فيها عن فرحته بهدف وكانت أشبه بطريقة حمل طفل في إشارة منه إلى فرحته بمولوده الجديد (كأس العالم/ أمريكا 1994 أمام منتخب هولندا) هكذا عبر ببيتو دون أن يعلم أنها ستكون عادة في ملاعب العالم وطريقة لكل لاعب يسجل هدفا وقد رزق بطفل. كذلك الحال لنجم الكاميرون البرت روجيه ميلا وصاحب لقب أكبر لاعب يسجل في كأس العالم (42 سنة) وتميز برقصة أفريقية (كأس العالم/ايطاليا 1990 أمام منتخب كولومبيا)، وهناك من عبر عن فرحته بشكر الله أو كتابة على قميصه الداخلي أو بحركة ما ومنهم من يتجه نحو الكاميرا ومنهم من يتفاعل مع الجمهور، كما نشاهد على مستوى الفرحة الجماعية فرق تقوم بعمل قطار في إشارة لعدم التوقف أو بالرقص الجماعي للتعريف بفلكلور شعبي. وبالتأكيد هي لحظة جميلة وغالية ووسيلة عن التعبير بالفرحة وتحمل نوع من التواصل، وقد يتصرف اللاعب بعفوية ومن غير قصد، ولكل لاعب طريقته وسنتقبل ونتفاعل مع أي نوع من الفرحة، ولكن هنا نقف ونؤكد بأن جمالية الفرحة وطريقتها يجب أن تكون متزنة وبعيدة عن التجريح ولا تخرج عن الرياضة وفيها احترام للمنافس وللجمهور والمتابعين.