في اثنتين وتسعين ومئة صفحة من القطع الكبير، صدر كتاب لفؤاد أسعد كماخي بعنوان: ( دراسة أولية للرأي العام: رؤية سعودية) صادر عن مكتبة التوبة، والذي ينطلق فيه الكاتب من مفهوم الرأي العام، وما يشكله من أهمية في حياة الشعوب، وما يعكسه من أدوار محورية عبر المجتمعات الإنسانية، إلى جانب ما يجسده من رؤى السواد الأعظم من الناس، التي تتخذ في تشكلها وظائف متعددة تجاه القضايا الاجتماعية التي يتفق حولها جمع كبير من الآراء، وما واكب مفهوم الرأي العام من تنام مستمر، ازدادت صلته بالبحث والعلم، الذي يتمثل في اتصاله بالعديد من العلوم الأخرى التي يأتي في مقدمتها: علم السياسة، علم الاجتماع، علم النفس الاجتماعي، علم الفلسفة..وصول إلى تشكله واستقراره فيما بعد عبر علم الاتصال الجماهيري..مما جعل دراسات استطلاع الرأي العام بعد ذلك من أهم الدراسات المسحية في مجالات الإعلام المختلفة. وقد هدف كماخي، من هذا الإصدار، إلى تسليط الضوء حول ما يثار بين حين وآخر حول ديمقراطية اتخاذ القرار الجماعي في المملكة، وعن استمزاج رأي المواطنين حيال شؤونهم بصورة عامة، إلى جانب سعي المؤلف إلى المشاركة في مزيد من بث ثقافة الرأي العام من خلال هذا الكتاب، الذي اعتمد فيه الكاتب على الأسلوب الاستنباطي الاستقرائي، في تناول الرأي العام في المملكة، وذلك باستخدام منهج التحليل الكيفي( Quality Analysis) وذلك للحصول على النتائج التي يسعى فؤاد إلى الوصول إليها، بعيدا عن الأسلوب الميداني عطفا على إمكانيات المؤلف المحدودة من جهة، وإلى عدم وجود دراسات ومسوحات وبحوث علمية وافرة لاستطلاع الرأي العام في المملكة من جهة أخرى. وقد قسم كماخي كتابه إلى بابين رئيسيين، استعرض في الأول منهما دراسة أولية للرأي العام، هدف منه المؤلف إلى التعرف إلى الرأي العام صورة شاملة، وصولا إلى ما يشكله من دلالة فعلية على الرأي العام السعودي، وذلك من خلال جملة من المباحث التي طرقها المؤلف عن المفهوم، والأبعاد اللغوية والإصلاحية والإجرائية، إلى جانب الجذور، ومن ثم البزوغ والمسيرة، إضافة إلى الخصائص والتقسيمات والوظائف للرأي العام، لينتقل من هذه التفريعات إلى الحديث عن وسائل الاتصال، ومنها إلى الصفوة، التكوين القياس، الجرائم . أما الباب الثاني، فقد أورده المؤلف تحت عنوان ( رؤية سعودية) ألقى من خلالها الضوء على واقع ومكونات وتكون وخصائص ووظائف الرأي العام في المملكة، وصولا إلى ما يميزه من خصائص، وما يشكله في المقابل من وظائف..والتي وصل الكاتب معها إلى الخلاصة، التي أتبعها بمبحث عن النظام الأساسي للحكم، وآخر عن نظام مجلس الوزراء، ثم مبحث عن نظام مجلس الشورى، تلاه آخر عن نظام هيئة البيعة، فنظام المناطق، لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن السياسة الإعلامية في المملكة، التي تنبثق من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتهدف إلى ترسيخ الإيمان بالله – عز وجل- في نفوس الناس، والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين، وإلى معالجة المشكلات،إلى جانب ما يؤديه الإعلام من وظائف عبر التثقيف والتوجيه والإخبار والترفيه..حيث تعتبر هذه السياسة الإعلامية جزءاً من السياسة العامة للدولة، والتي تتحد في مجموعة من المواد التي تنص على آلية السياسة الإعلامية للمملكة، والتي أوردها كماخي ضمن الملحق السادس من ملحقات إصداره.