مع اقتراب عطلة رأس السنة الصينية والتي من المقرر أن تبدأ في غضون أيام قليلة، انتاب البائعين في جميع أنحاء آسيا مشاعر التفاؤل إزاء الفرص المتاحة لهم لفترة ما بعد العطلة والتي عادة ما تشهد تحسناً كبيراً في حجم الطلب عقب العطلة مصحوباً بارتفاع أسعار المنتجات الأساسية مما يشكل دعماً قوياً لموقف الأسعار المرتفعة دون أي مقاومات من المشترين. ولاحظت "الرياض" توجهات سوق البتروكيماويات الأساسية واكتساب الأسعار القياسية للإثيلين زيادة 75 دولاراً للطن تخليص شمال آسيا منذ بداية يناير الماضي فيما اكتسبت الأسعار القياسية للبولي بروبلين للبروبلين زيادة 95 دولاراً للطن مع التخليص المجاني مرفأ كوريا أيضاً منذ بداية يناير الماضي، بينما اكتسبت أسعار الستايرين زيادة 20 دولاراً للطن تخليص كوريا منذ الفترة ذاتها وذلك على الرغم من أن أسعار الستايرين قد فقدت بعض توازنها منذ تسجيل أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام وذلك في منتصف الشهر الماضي. وعلى الرغم من تداول النفط الخام والنافتا عند مستويات أدنى من مستوياتها أوائل يناير إلا أن عددا من البائعين يتوقعون أن تدفع الاضطرابات الحالية في مصر أسعار الطاقة للارتفاع خلال الأيام المقبلة بعد استقرار العقود الآجلة للنفط الخام في بورصة نايمكس عند 3.70 دولار للبرميل الجمعة الماضي وسط مخاوف بشأن الوضع السياسي في مصر. ومن الملاحظ أن الزيادات التي شهدتها أسعار المواد الخام لم يقابلها زيادات مماثلة في أسعار البوليمرات في سوق واردات الصين وبالتالي سوف تؤثر ضغوط التكاليف لدفع الأسعار في الاتجاه التصاعدي عقب العطلة. وتشير معلومات السوق المؤكدة بأن الأسعار القياسية للبولي بروبلين بنوعيه (inj&raf) اكتسبت 30-50 دولاراً للطن تخليص الصين منذ بداية يناير مما حدا بالبائعين الموردين لتقديم عروض أدنى بكثير من السعر المطروح وبأسعار لا توازي تكلفة إنتاجها على أساس أسعار البولي بروبلين القياسية. وإضافة لاعتبارات التكلفة فقد ألمح البائعون إلى جدولة العديد من مصانع البولي بروبلين الآسيوية لإعمال صيانة والتي سوق تساهم حتماً في دعم توقعاتهم لارتفاع الأسعار. وفي هذه الغضون فيلاحظ بأن عروض الأسعار القياسية للبولي إثيلين تخليص الصين لم تتغير منذ بداية يناير وذلك على الرغم من الزيادات المطردة في تكلفة المواد الخام المتعلقة الإثيلين. وتشير حسابات التكلفة النظرية المبنية على الأسعار الفورية السائدة للإثيلين إلى أن معظم منتجي البولي إثيلين بنوعية مرتفع ومنخفض الكثافة الخطي قادوا مصانعهم للعمل دون مستوى التعادل. وبناء على ذلك فقد أعلن معظم المنتجين عبر البحار عن عروض لفبراير تفوق عروض يناير مع وضع خطط لاتخاذ موقف حازم في عروضهم من أجل دفع الأسعار إلى مستوى يتماشى مع تصاعد تكاليف إنتاجهم. وإزاء الزيادات الكبيرة المضافة لأسعار البولي ستايرين مقارنة مع بداية الشهر علل المنتجين السبب للمعاناة التي واجهوها جراء ضغوط التكاليف المرتفعة حيث أن العديد من المنتجين لا يزالون يديرون مصانعهم دون مستوى التكلفة النظرية المعتمدة على أسعار الستايرين القياسية. فيما علل منتجون آخرون إلى معاناتهم من ارتفاع أسعار المواد الخام الداخلة في إنتاج البولي ستايرين وأبرزها منتج البيوتاديين والمطاط والستايرين. وأبدى معظم المنتجين بالفعل نواياهم لإعلان أسعار مرتفعة في الوقت الذي لفت البائعون إلى توقعات تحسن الطلب بعد عطلة الصين بينما سيلجأ المستهلكون إلى محاولة إعادة المخزون تحسبا لتقلبات أوضاع السوق القادمة في حجم الطلب والعرض والتكلفة.