يقولون: إن الحب يزيد الفتى خجلاً.. ويزيد الفتاة جرأة.. وعلى ذمة هذا القول نقترب من فهم (حمق تصرف الانثى) إذا أحبت.. كما عبرت عن ذلك الشاعرة التونسية (فاطمة الدريدي) بشعر ينبض بالانوثة والعذوبة والجمال: بكل مرارة الواقع بحرقة جفني الدامع بحمق تصرف الانثى بسحر حديثها الرائع أصرح دون تفكير بأنك ضوء أيامي وحفنة عمري الضائع يرفض حقيقتي المره بعبء خسارتي الكبرى بزفرة قلبها الحرى سأصرخ ملء أيامي بشوق يمامة حيري أؤكد دون تزييف بأنك صرت لي حرفاً وصرت لحرفي الشعرا بنسف عواطفي الحبلى بعمق مشاعري الثملى أحس بدافع مغر يحول زهر ريحاني إلى حقل من الدفلى ويدفعني بأن أصبو للحظة فرحة جذلى أريد اليوم ان أحيا بخدعة انظمي المثلى بسحر حلاوة الدنيا أراهن أنك الأحلى قال الجاحظ: كانت شابة عربية تحب فتى.. فقيل لها: - ماذا بلغ من حبك له؟ فقالت: - إني لأرى الشمس على جدران بيته أجمل منها على جدران الآخرين.. قلت: ورغم ان المرأة أكث عاطفة وأعمق حباً وأقرب إلى الوقوع في عذاب الحب قبل نعيمة لمحدودية قرارها في الزواج بمن تحب على مر العصور مقارنة بالرجل إلاّ أننا لم نسمع أو نقرأ عن عاشقات قتلهن الحب إلاّ نادراً وأندر من النادر، بينما نجد رجالاً كثيرين قتلهم الحب كعروة بن حزام وتوبة الحميري وقيس بن الملوح وابن عمار والدجيما.. غير من أصابهم الحب بالجنون.. ومن اضربوا عن الزواج لفوات المعشوق.. أما تاريخ المرأة فلم يحفل بشيء من ذلك رغم ادعاء أنها - في الحب - أكثر جرأة وحماقة، وأنها أعمق عاطفة وأميل للوقوع في شراك الحب وأكثر اخلاصاً وحياة مع الذكريات. أعتقد ان السبب يعود إلى ان المرأة (واقعية) أما الرجل فهو (الخيالي الأعظم).. ولا شيء يقتل العاشقين كالخيال.. المرأة أكثر واقعية من الرجل بمراحل فهي تريد.. وتعترف بالشيء الملموس.. الواقعي.. حتى في زينتها تهتم أولاً بالأشياء الواقعية الملموسة من مظاهر الزينة التي هي بالنسبة لها جوهرية، بينما يجنح الرجل إلى الخيال في معظم الأشياء.. حتى ان الرجل ربما ضحا ببيته وأطفاله في سبيل فكرة خيالية سيطرت عليه ونذر لها نفسه، المرأة لا تفعل ذلك في الغالب العام، همها بيتها وأولادها.. واقعية إلى أبعد الحدود.. لهذا لا ندري من هو (الأحمق في الحب)؟ أعتقد ان الرجل - هنا - هو الأقرب للحماقة.