العالم مقبل على التغيير .. العرب بدؤوا التغيير .. بدؤوا بأنفسهم .. 2011 عام التغييرات الكبرى .. بدأنا في تونس بثورة الياسمين .. ثم انفصال السودان .. وبانتظار ثورة البنفسج .. وثورات أخرى باختلاف مذاقاتها وألوانها. الحكومات العربية يجب أن تأخذ الدرس والعظة مما حدث .. ويحدث حاليا .. المياه الراكدة تحركت .. هناك من يعتبر هذا الحراك دنسا يلوث المياه النقية للشعوب .. وهناك من يراه طهارة تنقي ما فسد من كثر الركود .. وبين الفريقين عشرات الدلائل والأمثلة ومئات الاختلافات. الجماهير العربية تنزح باتجاه تعديل أوضاعها ومعيشتها .. تبحث عن النعيم بين أكوام القش البالية .. تبحث عن السعادة وسط براكين البؤس .. تزرع الألغام لتتخلص من جحيم القهر .. تبحث الجماهير عن التغيير .. وتتوق الى أن تقبض على إرادتها وتنال حقوقها .. الشعوب جائعة ومتعطشة .. ألهبتها حكاية التحرر في تونس .. وتاقت الى تجسيد حكايات شعبية وأساطير نضالية في دفتر الذكريات .. تلون أيامها بألوان الفرح والإشراق .. عسى أن يتحقق لها ما تحقق لغيرها. العالم يتغير .. ونحن العرب سنتغير شئنا أم أبينا .. هناك من يطولهم التغيير عنوة .. وهناك من يفعلون ذلك بإرادتهم .. وشتان بين الاثنين. الشعوب لمست أنها من الممكن أن تكون فاعلة في تحديد مصيرها .. وايصال رغباتها .. وتحقيق طموحها .. هناك قوة ساخنة اجتاحت كيان الشعوب العربية قادتها الى السعي نحو رفضها للواقع .. والسعي نحو توصيل كلمتها بشتى الطرق .. ولكن .. هناك فرق كبير بين تونس وأي بلد عربي آخر .. ما حدث في تونس لا يمكن أن يحدث مرة أخرى .. وما كان يحدث في تونس لا يمارس في دول أخرى. في دول عربية كثيرة من الممكن أن تتغير حياة الشعوب الى الأفضل .. أن تتطور .. أن تحقق الشعوب ما تتمناه .. وأن تستفيد الحكومات من ذلك كثيرا .. وحاجتنا الآن الى التفاهم .. والتقارب بين طموحات الشعوب وتطلعات الحكومات .. ودمتم سالمين.