سبب فوضى الطوابير. تجد الناس تتراكض لحظة فتح شباك أو (كاونتر) في أي جهاز خدمي أو بنك أو مكتب طيران أو بوابة الدخول للطائرة. الكل يتأهب عند أيّ تحرّك يشير للبدء. فينطلق سباق قفز الحواجز والتدافع بالمناكب والأكواع. كل هذا من أجل الفوز بقصب سبق الجميع. ألم يرضع الناس مع حليب أمهاتهم نظرية من سبق لبق؟؟ قد يقول قائل ولكن هؤلاء الفوضويين يصبحون بكامل انضباطيتهم حينما يقفون في الطوابير خارج البلاد. أقول: هذا الكلام صحيح وواقعي، إنما السؤال عن سبب هذا التسابق هُنا! لابد وأنكم أيها الأعزاء لاحظتم أنه حالما تهبط الطائرة في أحد مطاراتنا حتى يهب الجميع واقفين يتدافعون بشكل هزلي للخروج أولاً من جوف الطائرة..! لقد تدافعوا وتراكضوا لحظة دخولهم الطائرة ثم فعلوا نفس الشيء وقت مغادرتهم فهل هناك من تحليل نفسي لهذا الفعل ؟؟ أعتقد بأنها نظرية من سبق لبق تماماً قد استوطنت جيناتهم وهي من يُحركهم لا شعورياً نحو الفوضى والركض غير المبرر. انظروا كيف يقف البعض عند إشارة المرور؟؟ يفترض بمن أتى أولاً أن يقف خلف خط المُشاة في حرم الإشارة الضوئية الحمراء ثم الذي يليه والذي يليهم وهكذا. هذا لا يحدث في كثيرٍ من الأحيان. يأتي أحدهم وأمامه صفوف السيارات فيتجاوزها جميعاً ويتسلل بكل الوسائل حتى يصل إلى المقدمة من الناحية اليُمنى ثم ينعطف يساراً ويقف أمام الجميع. أليس هذا هو مفهوم نظرية من سبق لبق؟؟ هناك من يُطبق هذه النظرية بشكل استفزازي عن طريق الفزعة بأحد المعارف للاحتيال على الطوابير. شاهدت في مطار جدة من استفزع بأحد معارفه من الجنود الذي أتى بكل ثقة وتجاوز الطابور الطويل المُحدد بحواجز واضحة. رفعها العسكري بكل صفاقة أمام مرأى الجميع من مواطنين وأجانب ومرّ من خلفه صاحبنا وما هي إلا دقائق ثلاث وكرت صعود الطائرة بيده. كان أمامي رجل (ياباني) يلحظ كل صغيرة وكبيرة . سمعته يُهمهم بكلمات الله أعلم بما قال. أُطالب بإلغاء مقولة ( من سبق لبق) من كل قواميسنا وأمثالنا وأستنجد بكل موظف أن يتجاهل أيّ شفاعة، لأن للناس أعيناً يرون بها وألسناً يتكلمون بها، فطوبى لمن مسك أعصابه في طابورٍ غير مُحترم.