دانيا فهد عراقي، فتاة سعودية متخصصة في التصميم الداخلي، تعمل بصمت وتهوى تصميم المشروعات التي تربط تراث وأصالة الماضي بالعصر الحديث، فنالت درجة البكالوريوس عن تصميم أول مشروع لإقامة مطعم حجازي ومدرسة لتعليم فن الطهي للأطعمة التراثية، بعد أن وجدت اغلب المطاعم في جدة تحتاج الى شكل ومضمون يجذب الزائرين والسياح، حيث تشتهر بعض المدن العربية والأوروبية بوجود مطاعم متخصصة في تقديم المأكولات التراثية التي تشتهر بها ويرتبط التصميم الهندسي والديكورات فيها بتراث المدينة. تقول دانيا " كنت أفكر كيف يمكن أن أقدم تصميما مغايرا يشد في حالة تنفيذه أكبر عدد من السياح فتوصلت الى أن زوار المدن يحبون مشاهدة النمط الاجتماعي فيها من عادات وتراث وتقاليد ومأكولات تراثية أو شعبية تشتهر بها وزيارة المعالم التي توحي بماضيها، لذا يغلب على مشروعي الطراز الحجازي في جميع أركانه وأجنحته ويحكي قصص وحكايات الماضي الجميل مع ربط ذلك بالتصاميم الحديثة مما يجعله متميزا ومتفردا ومعلما من معالم مدينة جدة وتراثها وتقاليدها". وتضيف دانيا: بدأت أضع النقاط على الحروف وطوال عام كامل كنت أضيف كل يوم فكرة من اجل المشروع - الذي أطلقت عليه اسم ليالي عربية - للجمع بين أصالة الماضي وعراقته والحاضر وتطوراته. ومن مميزات المطعم أنه يحتوي مدرسة لتعليم الطبخ الحجازي للرجال والسيدات حتى يستمتعون بطريقة تجهيزهم لهذه المأكولات وتذوقها بالاضافة الى قسم خاص لتعليم الأكلات الحديثة من خلال النكهة الحجازية، كما يوجد داخل المطعم بعض المحلات الصغيرة التي تقوم ببيع أدوات الطبخ القديمة والبهارات الحجازية بأنواعها المختلفة، متوقعة ان يجذب المطعم نحو مليون سائح وزائر سنويا. تسعى دانيا حاليا الى تحويل هذا الحلم إلى حقيقة من خلال طرح المشروع على القطاعات العامة والخاصة لدراسة جدوى الاستثمار فيه، وتتمنى أن تخرج بالعديد من المشروعات الاستثمارية التي تخدم مدينة جدة والمدن الأخرى، مشيرة الى أن الجيل الحالي يملك الكثير من الأفكار والرؤى التي يمكن من خلالها تحويل الكتل الصماء في المباني إلى ديكورات وتصاميم فريدة تعطي جمالا للمدن السعودية. تعتبر دانيا والديها القدوة والمثل الأعلى لها حيث علمها والدها أن على الإنسان أن يعرف قيمة العلم والجد والمثابرة والصبر إذا أراد النجاح لانها عناصر التفوق في الحياة ومن هنا كان نجاحها. وتؤكد دانيا أن الجيل الحالي هو جيل التحدي والانجاز والعلم والإيمان.