شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ على حاجة البلدان الإسلامية إلى مزيد من الإصلاح لرفع الآلام وكشف الغمة ومنع الفساد والشرور والفتن التي دبت من كل حدب وصوب، قائلا: "إن الأمة عانت في كثير من بلدانها المحن والفتن والمصائب والتفرق والاختلاف مما يندى له الجبين ويحزن له المؤمنون". وقال فضيلته: إن المناداة بأسباب الإصلاح التي يسمعها المسلمون لكثيرة ومتنوعة لكنها وللأسف لا تنفع من العلاج الحقيقي لواقع هذه الأمة التي لها خصائصها وثوابتها وركائزها، فيا أمة الإسلام ويا حكام المسلمين يا مجتمعات المؤمنين لقد حان أن تستبصروا مناهجكم الصحيحة التي اختارها لكم خالقكم ورسمها لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم. وأضاف: إن المصائب التي تنزل بمجتمعات المؤمنين سببها الأوحد البعد عن طاعة الله جل وعلا وانتشار السيئات والموبقات الخفية والظاهرة فما وقوع كثير من المجتمعات في تحكيم القوانين الوضعية ونبذ القرآن والسنة إلا من صور التولي العظيم عن منهج الله وما ولوج كثير من وسائل الإعلام في نشر الإلحاد والمجون إلا من الأمثلة الحية للإعراض عن الصراط المستقيم، يقول علي رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة"، فعلى المسلمين جميعا حكاما ومحكومين قبل فوات الأوان أن يتوبوا إلى الله توبة صادقة وأن يصدقوا مع الله وأن يستجيبوا لأمره وان يكون الخوف منه سبحانه وتعالى هو المحرك لحياتهم والمهيمن على تصرفاتهم وتوجهاتهم، وأن يقيموا حياتهم على مبادئ الإسلام من العدل التام والإحسان الكامل والتراحم المتبادل والتعاون الصادق على الخير والهدى بين الحكام والمحكومين في ظل اتباع كامل لأحكام الشريعة الغراء فبذلك وحده تزدهر حياتهم وتستقر أوضاعهم وتصلح شؤونهم ويعيشون في حياة طيبة مطمئنة سعيدة يسودها الحب والتلاحم والتراحم في أمن فردي واجتماعي وأمن فكري وسياسي وأمن دنيوي وأخروي "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".