بدرجة عالية من الإتقان وبكثير من الحرية والبعد عن التكرار واللعب بالأساليب التقليدية اعتمد الجهاز الفني في المنتخب الياباني والاوزبكي في كاس آسيا الحالي طريقة لعب مختلفة عن كل المنتخبات المتنافسة على تحقيق اللقب، ولقد بدا المنتخب الياباني بشكل مشابه لما كان يحدث في المنتخب الاسباني أثناء كاس العالم الأخيرة وذلك من خلال التخلي عن الدور التقليدي لرأس الحربة ومن خلفه خط الوسط بطريقة تسمح بتبادل المراكز والأدوار وتكامل المهام الدفاعية والهجومية وبأداء ممتع وصعب من حيث السيطرة أو المقاومة وهذا ما حدث عندما استطاع المنتخب الياباني الرجوع إلي المباراة وتحقيق الفوز على المنتخب السوري رغم النقص العددي وحماس المنتخب السوري وطريقة لعبه التي كانت تميل إلى إغلاق المناطق الخلفية والمراقبة اللصيقة واعتماد الهجمات المرتدة والسريعة،ولا شك أن طريقة تسجيل الهدف الأول للاعب احمد وف من منتخب أوزبكستان في مرمى المنتخب القطري ومن ثم تكرار نفس التحركات وتسجيل اللاعب جيباروف الهدف الثاني في مرمى المنتخب الكويتي لدليل واضح على حسن التوظيف وتوزيع المهام واستغلال عنصر المفاجئة عن طريق القادم من الخلف وهذا ما تكرر في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الصيني واستطاع احمد وف تسجيل الهدف الأول كتأكيد على تطور أداء المنتخبات الآسيوية وإمكانية اللعب بشكل أكثر إمتاعا وإتقانا عن ما كانت عليه في فترات سابقة. الحلول الفنية ومحاولة تسجيل الأهداف لا تقتصر على تفكيك الدفاعات أو التسديد البعيد واستخدام المهارة الفردية فقط ، اختصر حارس المرمى للمنتخب الكوري كل المسافات فأرسل كرة طويلة لخط المقدمة ومن خلال لمستين استطاع المهاجم كوو جا تشيول تسجيل الهدف الأول في مرمى المنتخب الاسترالي. ضمن المنتخب الإيراني التأهل للدور الثاني عن طريق رمية التماس التي لعبت داخل المنطقة فوجدت كريم أنصاري جاهز للتسجيل وبنفس الطريقة لعب ظهير المنتخب القطري كسولا رمية التماس على راس سبيستيان وبلمسة واحدة استطاع المهاجم يوسف احمد ترويض الكرة وتسديدها داخل المرمى. كان لخط الدفاع ولاعب الارتكاز في اغلب المنتخبات الآسيوية ادوار مزدوجة ووجبات متعددة ومشاركة في تسجيل الأهداف. تحدثت قبل بداية البطولة عبر أكثر من مقال عن تطور الكرة السورية والأردنية وخصوصا على مستوى التفكير التنافسي والطموح العالي وذلك بعد أن تم تطبيق الاحتراف الخارجي وتمكن أكثر من لاعب سوري وأردني من اللعب في مختلف الدول الأوربية والعربية والخليجية واكتساب الخبرة والاحتكاك الذي أصبح من أهم متطلبات الاستعداد لبطولة كاس آسيا التي باتت اقوى من أي وقت مضى وأكثر تعددا من حيث السرعة المتمثلة بدول شرق القارة ومن حيث القوة والأسلوب الأوروبي بعد دخول استراليا وارتفاع درجة التنافس العربي والخليجي بعد أن تقاربت المستويات الفنية وتمكن الجميع من تطوير اللعبة واستغلال الإمكانات واستخدام الخبرات بشكل جيد ومناسب للصالح العام.