انضم الثبيتي أخيرا إلى قافلة الشعراء الكبار الذين رحلوا عنا بأجسادهم وظلت أرواحهم ترفرف حولنا وستبقى كذلك كلما استرجعنا نصوصهم وكلما عانقت أعيننا أبيات وسطور قصائدهم. انضم الثبيتي إلى درويش والماغوط وأمل دنقل والسياب الذين سبقوه في الرحيل وجاء هو بعدهم ليحفر لنفسه في لوح الشعر اسما لا يمحى وليكون حلقة نباهي بها في سلسلة الشعراء العرب الذهبية الذين برزت أسماؤهم وسطعت نجومهم في النصف الثاني من القرن العشرين. كان الثبيتي وحفنة قليلة من الشعراء المجايلين له نقطة تحول مهمة في المشهد الشعري المحلي والخليجي في الربع الأخير من القرن العشرين، وتميز هو ما بينهم بلغته الشعرية الفارهة والمقطرة الصافية التي امتزج فيها تشبعه بتراث العرب الشعري الضخم بالرؤية الحديثة لطبيعة كتابة النص الشعري. لقد كان رحيل الثبيتي مؤلما وإن لم يكن مفاجئا، غير أن عزاءنا هو أنه قد ذهب إلى عالم أفضل وأجمل من عالمنا، وأنه ترك لنا تركة شعرية بالغة الثراء.